الخرطوم ـ «القدس العربي»: استعادت القوات المسلحة السودانية، بدعم من القوة المشتركة للحركات المسلحة، السيطرة على منطقة «أم صميمة» الواقعة غرب مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، في وقت تتواصل فيه المعارك العنيفة في ولايات كردفان وإقليم دارفور.
ويُعدّ استرداد أم صميمة تطورا ميدانيا مهما، إذ كانت تشكل جزءًا من الحصار الثلاثي الذي فرضته قوات الدعم السريع على مدينة الأبيض من الجنوب «منطقة كازقيل»، والشمال «بارا»، والغرب «أم صميمة». وحسب مصادر ميدانية، فإن فك الحصار من الجهة الغربية سيُساهم في تأمين المدينة المحاصرة منذ عدة أشهر.
بالتوازي، أعلنت الفرقة السادسة مشاة في الفاشر، مدعومة بالقوة المشتركة، عن صد هجوم عنيف شنته قوات الدعم السريع على المدينة من محورين، استخدمت فيه عربات دفع رباعي وقوات مشاة.
وأفادت أن الاشتباكات اندلعت عند الساعة الرابعة من مساء الخميس، وتمكنت خلالها القوات النظامية والمساندة لها، بما في ذلك الشرطة، جهاز المخابرات، المقاومة الشعبية وقوات الإسناد، من إلحاق خسائر فادحة بالدعم السريع، تمثلت في مقتل مئات من عناصرها، بينهم قادة ميدانيون، وتدمير عدد من المركبات والدبابات.
يصد هجوماً عنيفاً على الفاشر
وأشارت إلى أن المعركة أسفرت عن تدمير جرارات كانت تُقل أكثر من 200 فرد، وإحراق وتدمير عربات «كروزر»، بينما فرّت القوات المهاجَمة خارج المدينة.
ودعت الفرقة السادسة سكان الفاشر إلى عدم مغادرة المدينة، محذرة من استمرار الاعتداءات التي طالت بعض المدنيين، خاصة في منطقتي حلة الشيخ وحلة قرني، حيث تم الإبلاغ عن حالات ابتزاز وتعذيب، تعرض لها شبابٌ وأُسرٌ أثناء محاولتهم المغادرة.
وفي سياق متصل، قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، إن استعادة أم صميمة تمثل «ملحمة بطولية جديدة تؤكد أن السودان عصي على الانكسار».
وأضاف في بيان رسمي: «هذه الانتصارات ليست حدثا عابرا، بل صفحة مشرقة في سجل كفاح أمتنا ورسالة واضحة بأن السودان قادر على دحر المليشيات ومرتزقتها».
من جهتها، أكدت القوة المشتركة للحركات المسلحة أن العمليات العسكرية تجري وفق خطة محكمة، وأن «الميدان يشهد تنفيذا دقيقا لما تم الإعداد له بعزيمة وإصرار».
وأضافت: «نطمئن جماهير شعبنا بأن الانتصارات قادمة لا محالة، وأن تضحيات الأبطال ستثمر نصرا يليق بكرامة السودان وأبنائه».
وتشهد ولايات كردفان الثلاث وإقليم دارفور مواجهات متواصلة منذ أشهر، في أعقاب استعادة الجيش السوداني السيطرة على العاصمة الخرطوم ومناطق واسعة من وسط البلاد في مارس/آذار الماضي.
وتحتفظ قوات الدعم السريع بالسيطرة على أربع من أصل خمس ولايات في دارفور، بينما تخوض منذ أكثر من عام معارك للسيطرة على الفاشر، المعقل الأخير المهم للجيش في الإقليم الغربي.
وتكتسب معارك كردفان أهمية استراتيجية، نظرا لوقوعها على الطرق الرئيسية نحو دارفور، واستخدام الدعم السريع بعض المناطق في الإقليم كنقاط انطلاق لعملياتها العسكرية غرب البلاد.
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.