36.1 C
Khartoum

أفورقي: ما يجري في السودان عدوان خارجي وليس صراعًا داخليًا والإسلاميون دمّروا البلاد

Published:

وصف الرئيس الإريتري أسياس أفورقي ما تشهده الساحة السودانية بأنه عدوان خارجي ممنهج، نافياً أن يكون مجرد صراع بين جنرالين أو طرفين متنازعين. وفي مقابلة بثّتها الفضائية الإريترية الأربعاء، أشار إلى تدفق الأسلحة والمعدات العسكرية إلى السودان عبر ليبيا وتشاد، معتبراً أن هذه التحركات تهدف إلى إعاقة عملية تسليم السلطة إلى الشعب السوداني.

أفورقي أكد أن الجيش السوداني تسلّم السلطة كأمانة مؤقتة، ويجب عليه تسليمها بعد تجاوز الأزمة الراهنة، مشدداً على أن السودان بات ضحية لاستهداف خارجي منظم. وأضاف أن الأطراف التي تتحرك ضد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان تم شراؤها بالمال، في إشارة إلى وجود تدخلات مالية مشبوهة تؤجج الصراع.

وفي سياق متصل، عبّر الرئيس الإريتري عن استغرابه من التدخل الإماراتي في الشأن السوداني، متهماً أبوظبي بأنها تعمل كوكيل لقوى أخرى، وتتحرك بنشاط في ليبيا وتشاد والسودان، بالإضافة إلى البحر الأحمر والموانئ. كما وجّه انتقاداً حاداً للأمم المتحدة، داعياً إياها إلى وقف تدخلها في السودان، والامتناع عن ما وصفه بالتدخل السلبي تحت غطاء الإغاثة الإنسانية.

أفورقي اعتبر أن تدخل الأمم المتحدة يزيد من تعقيد الأزمة السودانية، وأبدى استغرابه من حديث المنظمة الدولية عن المصالحة والحوار، متسائلاً عن طبيعة الأطراف التي يُراد التصالح بينها. ودعا الشعب السوداني إلى تولي مسؤولية حل أزماته بعيداً عن أي تدخل خارجي.

وفي تحليله لجذور الأزمة السودانية، أشار أفورقي إلى أن جذورها تعود إلى مرحلة ما بعد استقلال السودان عام 1956، مروراً بحكومتي إبراهيم عبود وجعفر نميري، وصولاً إلى سيطرة الجبهة الإسلامية. وأوضح أن السلطات الإريترية أعدّت ورقة عمل تناولت هذه المراحل التاريخية، مؤكداً أن التقاليد السياسية السودانية كانت متقدمة مقارنة بدول الجوار قبل أن يتولى الإسلاميون السلطة في عام 1989، بعد تحركاتهم الأولى في عهد نميري عام 1983.

أفورقي شدد على أن الإسلاميين لم يحظوا بقبول شعبي واسع في السودان، وأرجع انفصال جنوب السودان إلى السياسات التي انتهجها الإسلاميون، والتي ركزت على العروبة والإسلام على حساب الهوية الإفريقية الإسلامية. وأوضح أن الانفصال لم يكن ضمن أجندة الجنوبيين، لكن سلوك الإسلاميين، بما في ذلك محاولاتهم لتقسيم الحركة الشعبية وتأجيج الصراع بين قبيلتي الدينكا والنوير، أدى إلى الانفصال. كما أشار إلى أن الأزمات في دارفور وكردفان والنيل الأزرق تفاقمت بعد انفصال الجنوب.

واعتبر أفورقي أن وصول الإسلاميين إلى السلطة شكّل كارثة سياسية، مشيراً إلى أنهم تبنّوا سياسة “تمكين المستضعفين”، واستضافوا شخصيات مثيرة للجدل مثل أسامة بن لادن، وانتهجوا سياسة التغيير المصحوبة بفساد مالي واسع النطاق. وأكد أن الثورة الشعبية اندلعت نتيجة لهذا الفساد، الذي تسبب في أزمة معيشية خانقة.

وفي ختام تصريحاته، دعا أفورقي جميع الأطراف إلى عدم الوقوف مكتوفي الأيدي، والمساهمة بآرائهم في ما يجري في السودان، مؤكداً أن استقرار السودان يمثل ضرورة إقليمية لا يمكن تجاهلها. وشدد على أهمية مشاركة الجميع في جهود حل الأزمة، مضيفاً أن بلاده تبذل قصارى جهدها لمعالجة الوضع السوداني.

 

المصدر: راديو دبنقا


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة