جوبا – أجرى الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني أحد ضامني اتفاق السلام لعام 2018 الذي أنهى حربا أهلية استمرت خمس سنوات، محادثات مغلقة مع الرئيس سلفا كير الخميس، فيما لا يعرف ما إذا كان سيلتقي زعيم المعارضة رياك مشار، الخاضع للإقامة الجبرية. وقال وزير خارجية جنوب السودان رمضان محمد عبدالله قوك إن قيادة البلاد طمأنت موسيفيني بالتزامها بتنفيذ اتفاق السلام.
وتأتي المحادثات على خلفية تطورات وُصفت بـ”الخطيرة” في جنوب السودان، حيث أعلنت الحركة الشعبية في المعارضة بقيادة ريك مشار انهيار اتفاق السلام الذي أنهى الحرب الأهلية الدامية في العام 2018. ويُعد موسيفيني أحد ضامني الاتفاقية.
وبحسب الأسوشيتد برس، كان من المتوقع أن يلتقي الرئيس الأوغندي بمسؤولين من جنوب السودان خلال زيارته إلى العاصمة جوبا، في الوقت الذي أعربت فيه الأمم المتحة عن قلقها من تجدد الحرب الأهلية بعد وضع زعيم المعارضة ريك مشار قيد الإقامة الجبرية.
من جانبه صرح وزير الدولة للشؤون الخارجية الأوغندي ماليمبا جون “لقد عقدنا اجتماعا وديا تناول قضايا ذات منفعة متبادلة بين الحكومتين، وناقشنا السلام والأمن، ليس فقط في جنوب السودان، بل في جميع أنحاء المنطقة، واستقرار جنوب السودان أمر بالغ الأهمية لمنطقة شرق أفريقيا بأكملها.”
وجاءت زيارة الرئيس الأوغندي إلى جوبا بعد وساطة أجراها الاتحاد الأفريقي ومجموعة شرق أفريقيا هذا الأسبوع بهدف تهدئة الأزمة. ولا يزال المشهد السياسي في جنوب السودان ضبابيا، وأدت أعمال العنف الأخيرة بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة المتحالفة مع المعارضة إلى تصعيد التوتر.
ونشرت أوغندا الشهر الماضي قوات في جنوب السودان لدعم الحكومة، في خطوة انتقدتها الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي حزب المعارضة الرئيسي، ويخضع زعيمها ريك مشار للإقامة الجبرية بتهمة التحريض.
وتعتبر أوغندا أن تدخلها العسكري في جنوب السودان خطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ومنع انزلاق جنوب السودان إلى المزيد من الفوضى. في المقابل فإن المعارضة في جنوب السودان، ترى أن أوغندا تريد من تدخلها تعزيز نفوذها في هذا البلد، ودعم طموحات سيلفاكير في البقاء في السلطة.
وكان حزب المعارضة الرئيسي في جنوب السودان، قد أعلن في السابع والعشرين من مارس انهيار اتفاق السلام الذي أنهى حربا أهلية استمرت خمس سنوات، بعد اعتقال زعيمه مشار. وقال نائب رئيس الحزب أويت ناثانيال بييرينو في بيان إن الاتفاق “تم إلغاؤه” وإن القبض على مشار يظهر غياب الإرادة السياسية لتحقيق السلام والاستقرار.
وحذرت الأمم المتحدة في وقت سابق من أن البلاد تقف على حافة حرب أهلية جديدة، لاسيما بعد اندلاع اشتباكات شمال البلاد بين جماعة مسلحة موالية لمشار والقوات الحكومية. ودعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في بيان الثلاثاء إلى “الإفراج الفوري وغير المشروط” عن مشار قائلا إن التطورات الأخيرة تهدد اتفاق السلام.
وكانت الحرب الأهلية التي استمرت خمس سنوات في جنوب السودان، وأودت بحياة 400 ألف شخص، قد انتهت باتفاق سلام في عام 2018 أدى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية جمعت بين الرئيس سلفا كير ورياك مشار. لكن الأول يريد على ما يبدو الالتفاف على الاتفاق وتحييد مشار في ظل طموحات لديه باستمرار قبضته على السلطة.
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.