31.8 C
Khartoum
Home Blog

الدعم السريع تدفع بحشود عسكرية و مقاتلين أجانب، عبر الحدود الليبية نحو منطقة المثلث الحدودي

0

شهدت الحدود الليبية السودانية تصعيدًا خطيراً في الوضع الأمني مؤخراً، حيث كشفت تقارير إعلامية ومصادر موثوقة عن قيام قوات الدعم السريع بدفع حشود عسكرية ضخمة، شملت مقاتلين أجانب، عبر الحدود الليبية نحو منطقة المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر. وتأتي هذه التحركات تزامناً مع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية داخل السودان واستمرار النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في ظل مخاوف محلية ودولية من اتساع رقعة النزاع وتزايد التدخلات الخارجية في الشأن السوداني.​

وأكدت مصادر لقناة العربية أن أرتال الدعم السريع تحركت من معسكرات داخل الأراضي الليبية، مدعومة بمجموعات من المرتزقة، ودخلت السودان يوم الثامن من نوفمبر الجاري باتجاه منطقة المثلث الاستراتيجي. ويعتبر هذا التطور امتداداً لسلسلة من الاتهامات التي وجهتها السلطات السودانية لقوات ليبية بقيادة خليفة حفتر بالمشاركة المباشرة في القتال إلى جانب الدعم السريع، كما أشار بيان رسمي لوزارة الخارجية السودانية إلى أن هذا الهجوم يُعد اعتداءً سافراً على السيادة السودانية ويهدد الأمن الإقليمي والدولي.​

وقد شهدت منطقة المثلث الحدودي في الأشهر الأخيرة مواجهات عنيفة وسيطرة متبادلة بين الأطراف المتنازعة، إذ أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على أجزاء استراتيجية من المثلث، ونشرت مقاطع فيديو لوحداتها العسكرية بالمنطقة، في حين أكد الجيش السوداني أن انسحابه جاء ضمن ترتيبات دفاعية لمواجهة السيناريوهات الميدانية المختلفة. ويقول مراقبون إن منطقة المثلث أصبحت محور صراع إقليمي تتداخل فيه مصالح قوى خارجية، مع استمرار تدفق المرتزقة والسلاح عبر الحدود، في ظل اتهامات متكررة للإمارات وليبيا بدعم قوات الدعم السريع، الأمر الذي تنفيه هذه الدول بشكل رسمي.​

وفي ظل تراخي المجتمع الدولي ومؤسساته عن اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف التدخلات الخارجية، تصبح الحدود السودانية الليبية معبراً رئيسياً لنقل الأسلحة والمنظمات المسلحة، ما ينذر بمزيد من التصعيد وتدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في السودان

مجموعة السبع تدعو إلى هدنة فورية وخفض التصعيد في السودان

0

نياغرا أون ذي لايك (كندا) – في ختام اجتماعهم الذي عُقد يوم الأربعاء، حذّر وزراء خارجية دول مجموعة السبع من تصاعد النزاع في السودان، وأصدروا بياناً مشتركاً أعربوا فيه عن إدانتهم العنف الوحشي الجاري وسط أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم حالياً.​

وأكد البيان أن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تسبب في مقتل أكثر من 40 ألف شخص ونزوح ما يقرب من 12 مليون مواطن منذ أبريل 2023، ليصبح السودان مسرحاً لأزمة نزوح هي الأكبر عالمياً. وأشار الوزراء إلى الجريمة الجماعية في مدينة الفاشر بدارفور وأكدوا أنّ تقارير موثقة تشير إلى أعمال قتل جماعي واعتداءات ذات طابع عرقي في الإقليم.​

ودعا البيان المشترك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى خفض التصعيد، والالتزام بهدنة فورية ودائمة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق إلى المتضررين. كما أدان الوزراء العنف الجنسي بشكل قاطع، مطالبين بضرورة احترام حقوق الإنسان من جميع الأطراف. وأكدت مجموعة السبع دعمها للجهود الدبلوماسية الدولية لإعادة السلام والأمن إلى السودان، مطالبة الجهات الخارجية بلعب دور إيجابي في إنهاء الأزمة.​

من جانبه، حثّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو المجتمع الدولي على قطع إمدادات الأسلحة عن قوات الدعم السريع، محمّلاً هذه القوات مسؤولية تفاقم التصعيد الدموي في البلاد. وقال للصحفيين: “يجب أن يتحمل الجميع المسؤولية لوقف تدفق السلاح والدعم لقوات الدعم السريع التي تواصل تحقيق تقدم عسكري على الأرض”.​

يأتي هذا ضمن سلسلة من الاتهامات الموجهة للإمارات بتسليح الدعم السريع عبر دول أفريقية، وهي اتهامات نفتها أبوظبي مراراً. ويُذكر أن الصراع احتد بعد استيلاء قوات الدعم السريع قبل أسبوعين على الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، ما أدى إلى موجة تقارير وشهادات عن ارتكاب فظائع بحق المدنيين.​

وأكد وزراء خارجية مجموعة السبع التزامهم بدعم الجهود الدولية لاستعادة السلام، وحثوا جميع الأطراف على احترام حقوق الإنسان، وخفض التصعيد فوراً، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية لكل المتضررين دون عوائق

450 أسرة نازحة من الفاشر تصل كرنوي بظروف سيئة

0

– “مجلس غرف طوارئ شمال دارفور” أفاد باستمرار حركة النزوح من الفاشر وتدهور الأوضاع الإنسانية
– “غرف طوارئ دار حمر” تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات بقرية في ولاية غرب كردفان
– قوات الدعم السريع لم تعلق فورا على هذه الاتهامات

أعلنت لجنة إغاثية سودانية، الأربعاء، عن استقبال منطقة كرنوي، بولاية شمال دارفور (غرب) أكثر من 450 أسرة نازحة من مدينة الفاشر (مركز الولاية) منذ استيلاء “قوات الدعم السريع” عليها أواخر الشهر الماضي.

وأفاد “مجلس غرف طوارئ شمال دارفور” (لجنة إغاثية) في بيان، بأن “محلية كرنوي (شمالي الولاية) تشهد تدهورا حادا في الأوضاع الإنسانية نتيجة للتدفق المستمر للنازحين من الفاشر، حيث استقبلت المحلية ما يزيد عن 450 أسرة”.

وأضاف المجلس أن غالبية هؤلاء النازحين يعيشون في ظروف قاسية، ويفتقرون إلى المأوى الملائم والموارد الغذائية الكافية.

وناشد المنظمات الإنسانية المعنية “بضرورة التدخل العاجل لتقديم الدعم والمساعدة اللازمة لإنقاذ الأرواح في كرنوي، وذلك لتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية الراهنة”.

والأحد، أعلنت منظمة الهجرة الدولية نزوح 88 ألفا و892 شخصا من الفاشر ومحيطها بشمال دارفور، منذ 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ومنذ ذلك التاريخ، تستولي “قوات الدعم السريع” على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، وفق مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.

وفي 29 أكتوبر الماضي، أقر قائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي” بحدوث “تجاوزات” من قواته في الفاشر، مدعيًا تشكيل لجان تحقيق.

من جانبها، قالت “غرف طوارئ دار حَمَر” (لجنة إغاثية)، في بيان، إن “قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات في قرية سمحون، غرب مدينة النهود، بولاية غرب كردفان (جنوب).

وأردفت اللجنة: ​تتخذ قوات الدعم السريع من القرية نقطة ارتكاز لممارسة النهب والسرقة واسعي النطاق لممتلكات أهل المنطقة، وقامت بعمليات اختطاف لمدنيين عزل، وطلب الفدية مقابل إطلاق سراحهم.

ولم يصدر على الفور تعقيب من قوات الدعم السريع على هذه الاتهامات.

ومنذ أيام، تشهد ولايات كردفان الثلاث “شمال وغرب وجنوب” القريبة من ولايات دارفور، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”.

ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر “قوات الدعم السريع” حاليا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.

وتتفاقم المعاناة الإنسانية بالسودان جراء استمرار حرب دامية بين الجيش و”الدعم السريع” منذ أبريل/ نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.

 الأناضول

تجدد المعارك في بابنوسة والدعم السريع يعلن سيطرته على 3 محاور

0

ذكرت مصادر عسكرية لقناة الجزيرة إن الاشتباكات تجددت بمدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي بدأت هجوما في وقت مبكر من فجر اليوم، وسط استمرار المناشدات الإنسانية بتقديم العون لملايين النازحين في البلاد.

وأضافت المصادر أن الجيش تصدى لهجوم قوات الدعم وسط استمرار المعارك بين الطرفين، كما ذكر الجيش أن قوات الدعم السريع قصفت لفترات متقطعة فجر اليوم قيادة الفرقة 22 في المدينة.

من جانبه، أعلن الدعم السريع في بيان أنه بسط سيطرته الكاملة على 3 محاور في بابنوسة ويحكم الحصار على مقر الفرقة 22 فيها. كما أعلن إسقاط طائرة مسيرة للجيش صباح اليوم في سماء بابنوسة.

من جهة أخرى، أفادت شبكة أطباء السودان أن الدعم السريع يحتجز 7 أسر مدنية، من بينها نساء وأطفال، في بابنوسة بتهمة انتماء ذويهم إلى الجيش السوداني.

ووصفت الشبكة هذه الاعتقالات بأنها استمرار لنهج قوات الدعم السريع القائم على الاعتقال التعسفي والعقاب الجماعي للمدنيين.

مناشدة إنسانية

إنسانيا، ناشد مفوض العون الإنساني بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان أحمد إدريس في حديث للجزيرة، المنظمات الدولية الإنسانية سرعة تقديم العون للنازحين في الولاية عقب التطورات العسكرية وهجمات الدعم السريع التي استهدفت المدنيين في ولايات كردفان وشمال دارفور.

وقال إدريس، في حديث للجزيرة، إن نحو 20 ألف نازح جديد وصلوا إلى مدن الولاية إضافة لنحو 3 ملايين نازح كانوا قد نزحوا عقب اندلاع الحرب في السودان.

في الأثناء، تستمر موجات النزوح من ولايات كردفان ومدينة الفاشر حيث بلغ عدد النازحين 57 ألف نازح باتجاه الولاية الشمالية شمالي السودان.

منظمة أنقذوا الأطفال قالت إن مئات الأُسر في السودان واصلت الفرار من الفاشر ووصلت إلى منطقة طويلة.

وذكرت المنظمة في منشور على منصة إكس أن كوادر المنظمة قدموا بعض الوجبات الغذائية للفارين من مناطق القتال تكفي لنحو 3 أيام فقط وأن أكثر من 350 أسرة وصلت خلال اليومين الماضيين وتلقت فورا الرعاية اللازمة.

وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب منظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023 صراعا دمويا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وشرد نحو 13 مليونا.

وتُعد مدينة الفاشر، كبرى مدن إقليم دارفور، من أكثر المناطق تضررا، حيث سيطرت قوات الدعم السريع عليها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد معارك عنيفة.

ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر قوات الدعم السريع حاليا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور لا تزال في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.

ويشكل إقليم دارفور نحو خُمس مساحة السودان البالغة أكثر من مليون و800 ألف كيلو متر مربع، غير أن غالبية السودانيين البالغ عددهم 50 مليونا يسكنون في مناطق سيطرة الجيش.

المصدر: الجزيرة

تواصل مأساة المهاجرينغير الشرعيين …فقدان 42 شخصا معظمهم سودانيون إثر غرق مركب قبالة سواحل ليبيا

0
قارب خشبي استقله 450 لاجئًا ومهاجرًا، معظمهم من إريتريا، مهجور قبالة الساحل الليبي بعد أن أنقذهم عمال الإغاثة على بعد 34 ميلًا شمال قصر الكربولي. ليبيا، في 16 يناير/كانون الثاني 2018. © أسوشيتد برس/ أرشيف

لقي 42 شخصا كانوا على متن قارب مطاطي ينقل مهاجرين حتفهم، بعد غرقه قبالة السواحل الليبية، وفق ما رجّحت وكالة المتحدة للهجرة الأربعاء، مشيرة إلى أن الحادث وقع في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مؤكدة إنقاذ سبعة أشخاص قضوا عدة أيام في البحر. فيما حثت عدة دول من بينها بريطانيا وإسبانيا والنرويج وسيراليون الثلاثاء ليبيا في اجتماع للأمم المتحدة بجنيف على إغلاق مراكز الاحتجاز التي تقول جماعات حقوقية إن المهاجرين واللاجئين يتعرضون فيها للتعذيب وسوء المعاملة وأحيانا القتل.

قالت وكالة الأمم المتحدة للهجرة الأربعاء في بيان، إنه من المحتمل أن يكون 42 شخصا قد لقوا مصرعهم، بعدما كانوا على متن مركب يُقل عشرات المهاجرين قبالة السواحل الليبية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني، فيما أُنقذ سبعة آخرين بعد أن أمضوا ستة أيام في عرض البحر.

وأوضحت الوكالة في بيان: “في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني، نفّذت السلطات الليبية عملية بحث وإنقاذ عقب غرق قارب مطاطي” كان ينقل 49 مهاجرا من بينهم امرأتان بعد خمسة أيام من إبحاره من السواحل الليبية.

وذكر البيان أن عمليات البحث سمحت بإنقاذ سبعة أشخاص، وأن عمليات البحث سمحت بإنقاذ سبعة منهم أمضوا كل هذه الأيام في البحر.

وقال الناجون إن المركب أبحر من زوارة في شمال غرب ليبيا فجر الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر. وبعد ستّ ساعات، أدت أمواج عاتية إلى عطل في المحرّك، وانقلاب القارب، بحسب ما نقل البيان عن الناجين.

 ومن بين المفقودين، 29 سودانيا وثمانية صوماليين وثلاثة من الكاميرون ونيجيريان.

ألف غريق منذ بداية 2025

وتحولت ليبيا لطريق عبور للمهاجرين الفارين من الصراعات والفقر إلى أوروبا عبر البحر المتوسط ​​منذ سقوط معمر القذافي عام 2011 إثر انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي. وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد المهاجرين الذين غرقوا في البحر المتوسط ​​قد تجاوز بالفعل الألف هذا العام وأن حادثة هذا الأسبوع رفعت العدد “أكثر” من ذلك.

وتشير بيانات المنظمة إلى أن 2452 شخصا لقوا حتفهم في أنحاء البحر المتوسط جراء مثل هذه الحوادث خلال عام 2024. وقالت المنظمة في بيان “هذا الحادث المأساوي، الذي يأتي بعد أسابيع فقط من حوادث مميتة أخرى قبالة صرمان ولامبيدوزا، يعكس المخاطر المستمرة التي يواجهها المهاجرون واللاجئون على طول طريق وسط البحر المتوسط”.

وجرى في منتصف أكتوبر/تشرين الأول انتشال مجموعة من 61 جثة لمهاجرين على الساحل غرب العاصمة الليبية طرابلس. وذكرت المنظمة الدولية للهجرة في سبتمبر/أيلول أن ما لا يقل عن 50 شخصا لقوا حتفهم إثر اندلاع حريق في سفينة تقل 75 لاجئا سودانيا قبالة سواحل ليبيا.

وحثت عدة دول من بينها بريطانيا وإسبانيا والنرويج وسيراليون الثلاثاء ليبيا في اجتماع للأمم المتحدة بجنيف على إغلاق مراكز الاحتجاز التي تقول جماعات حقوقية إن المهاجرين واللاجئين يتعرضون فيها للتعذيب وسوء المعاملة وأحيانا القتل.

   فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

واشنطن تُصعّد: وزير الخارجية الأميركي يدعو لوقف تسليح الدعم السريع ويهدد بخطوات صارمة

0
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو

اليراع- وجه وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أمس الأربعاء، دعوة عاجلة إلى المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات حاسمة تهدف إلى وقف تدفق الأسلحة إلى قوات الدعم السريع في السودان، محمّلاً الميليشيا شبه العسكرية مسؤولية تصاعد إراقة الدماء وتفاقم الكارثة الإنسانية في البلاد.​​

جاءت تصريحات روبيو في أعقاب الاجتماع الوزاري لمجموعة السبع في كندا، حيث أكد خلال لقاء مع الصحفيين أن الإدارة الأميركية تدرك تماماً هوية الأطراف الإقليمية والدولية التي تقدم الدعم العسكري والمادي لقوات الدعم السريع، مشيراً إلى ضرورة وقف التسليح عبر الدول التي تسمح بمرور الأسلحة، وليس فقط تلك التي تقدمها مباشرة.​

وشدد روبيو على أنه بالرغم من إعلان الدعم السريع موافقتها على الهدنة الإنسانية التي اقترحتها الرباعية الدولية، إلا أن الواقع يُظهر استمرار الانتهاكات الممنهجة ضد المدنيين وتبريرها بأنها تصرفات عناصر منفلتة، مضيفاً أن ما يجري من أعمال القتل والعنف يمثل مأساة حقيقية وتهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية، مشيراً إلى تقارير المنظمات الإنسانية التي ترصد مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية والمعاناة بين الفارين من مناطق الصراع، وخشية أن العديد منهم قد لقوا حتفهم أو باتوا عاجزين عن الحركة بسبب المرض والإرهاق.​​

وكشف وزير الخارجية الأميركي عن استمرار جهود واشنطن مع الرباعية الدولية، بهدف إنهاء الأزمة، مؤكداً أن الولايات المتحدة تتعامل مع هذا الملف بأقصى درجات الجدية وتسعى لجمع كافة الدول المعنية على طاولة واحدة لوقف التصعيد، لا سيما في ظل تخوفات من تحول السودان إلى بؤرة لنشاط الجماعات الإرهابية والجهادية مع استمرار فظائع القتل والاغتصاب والعنف الجنسي ضد النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء، وهو ما وصفه بأنه يجب أن يتوقف فوراً.​

وعند سؤاله حول إمكانية تصنيف قوات الدعم السريع كمجموعة إرهابية قال روبيو: “إذا كان ذلك سيساعد في إنهاء ما يجري، فسنؤيده. ولم أطلع بعد على المقترح الرسمي، لكن هدفنا الأساسي هو إنهاء هذه المأساة”. وأضاف أن قوات الدعم السريع تظن أنها تحقق مكاسب عسكرية وهذا يدفعها لمواصلة الحرب، رغم ارتكابها انتهاكات مرعبة بحق المدنيين.​

وأكد روبيو أن بلاده ستفعل كل ما في وسعها لوقف الأزمة، وأنها شجعت الدول الشريكة على الانضمام للجهود الدولية، مع ضرورة تجنب استخدام إطار الرباعية الدولية كغطاء لتمرير الدعم أو تأخير الحل، بل يتطلب الأمر نتائج عملية وعاجلة للحد من تدهور الأوضاع الإنسانية.

وفيما يتعلق بدور أطراف أخرى مثل روسيا أو مجموعة فاغنر أو إيران، أوضح روبيو أن هناك العديد من الجهات المنخرطة في النزاع، مشيراً بشكل خاص إلى إيران ودورها في دعم طرفي النزاع بالأموال والأسلحة، لافتاً إلى أن قوات الدعم السريع تفتقر لقدرات التصنيع وتعتمد بشكل أساسي على الدعم الخارجي، وأن الإدارة الأميركية ستتواصل مع تلك الدول لوقف هذا الدعم حتى لا يتضرر موقفها وسمعتها دولياً.​

يبقى المشهد في السودان متوتراً في ظل تصاعد المطالب الدولية بوقف الحرب وإدانة انتهاكات الدعم السريع، وسط دعوات أوروبية وغربية متزايدة لدعم جهود الإغاثة والعمل الإنساني وتقديم المسؤولين عن الجرائم للمحاسبة الدولية

سلفا كير يعزل نائبه من جميع مناصبه ويجرده من رتبته العسكرية

0

جوبا – أقال رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، نائبه الدكتور بنجامين بول ميل من جميع مناصبه السياسية والعسكرية، حيث تم تجريده من منصب نائب رئيس الجمهورية والنائب الأول لرئيس حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان، بالإضافة إلى إنزاله من رتبة فريق في جهاز الأمن الوطني إلى جندي عادي، وفصله من الخدمة نهائيًا بالجهاز الأمني.​

جاءت هذه الخطوة بعد تزايد التوترات الداخلية بين الرئيس ونائبه، وحسب ما أفادت صحيفة “السوداني” السودانية ومصادر أخرى، فقد فقد سلفا كير الثقة في بنجامين بول إثر تغيير الأخير للحرس الرئاسي الخاص بالرئيس دون إذنه أو الرجوع إليه، ما جعل سلفا كير يشعر بالتهديد المباشر على حياته وسلامته الشخصية، وأدى ذلك إلى اتخاذ إجراءات عاجلة تمثلت في عزل كل المقربين من بنجامين بول ضمن المنظومة الأمنية والسياسية وإعادة كوادره القديمة وعلى رأسهم اللواء توت قلواك، مستشاره الأمني، إلى الخدمة.​

وتناول إعلام جنوب السودان المرسوم الرئاسي الذي أُعلن عن طريق التلفزيون الحكومي، باعتباره واحدًا من عدة مراسيم هدفت إلى تشديد السيطرة على ديوان الرئاسة في ظل تصاعد الشائعات حول خلافات داخلية وصراعات على السلطة، حيث رافق ذلك تعديلات واسعة شملت كبار المساعدين والكوادر الإدارية بالرئاسة.​

وتجدر الإشارة إلى أن إقالة بنجامين بول ميل وتغيير التركيبة الأمنية والسياسية داخل القصر الرئاسي جاءت في وقت تشهد فيه البلاد تقلبات سياسية متسارعة، حيث أظهرت بعض المصادر الاستخباراتية تورط جهات خارجية ومحاولات لدعم خطط للإطاحة بسلفا كير على خلفية زيارات متبادلة وعلاقات مشبوهة، مما عزز قرارات كير الحاسمة بتطهير المكتب الرئاسي من أي نفوذ قد يشكل تهديداً لاستقرار حكمه.​

وقد أثير الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي وفي أوساط الرأي العام حول تبعات هذه القرارات، وسط مطالبات بتوضيح أسباب هذه التغييرات، حيث يرى مراقبون أن موجة الإقالات والتعيينات المتكررة تعكس حالة من اللايقين وعدم الاستقرار في المشهد السياسي لجنوب السودان

الشرطة في كسلا تبحث أزمة تفشي الاضطرابات النفسية والإدمان وتدعو لنهج مجتمعي شامل

0

عقدت شرطة ولاية كسلا، الأحد الماضي، اجتماعاً طارئاً موسعاً في قاعة الرئاسة، خُصص لمناقشة أزمة الصحة النفسية وتزايد معدلات الإدمان، التي وُصفت بأنها بلغت “مستويات مفزعة”، وفق ما نقل موقع “المشهد السوداني”.

وكشف اللواء شرطة أحمد يوسف فرج الله، مدير دائرة الطب النفسي بالشرطة، أن الأعداد المتزايدة من المصابين بالأمراض النفسية ومدمني المخدرات أصبحت تشكل تهديداً مباشراً للنسيج الاجتماعي والأمن العام. واعتبر فرج الله أن الاعتراف الرسمي بحجم الأزمة يمثل تحولاً مهماً في طريقة التعامل مع قضية كانت تُعالج لسنوات طويلة في صمت.

وأوضح المشاركون في الاجتماع أن الأزمة تفاقمت بفعل تزايد تكاليف العلاج وتعدد مسبباتها، من انهيار اقتصادي وضغوط أسرية واجتماعية إلى الانتشار الواسع للمخدرات، ما صعّب إيجاد حلول ناجعة. وأكد فرج الله أن التصدي للأزمة يتطلب “تعزيز المناعة المجتمعية” عبر برامج توعية مستمرة يشارك فيها الأئمة والدعاة والإعلاميون وقادة المجتمع.

وفي إطار الحلول العملية، أشاد فرج الله بالجهود التي يبذلها مستشفى الطب النفسي ومركز “عافية” لعلاج الإدمان رغم ضعف الإمكانات والدعم، داعياً إلى وقفة وطنية جادة لدعم هذه المؤسسات وتمكينها من أداء دورها الحيوي في حماية الشباب والمجتمع.

وقدّم المقدم شرطة أبو هريرة حسن، مدير مستشفى الطب النفسي، تقريراً مفصلاً استعرض فيه أبرز الإنجازات والتحديات التي تواجه العمل الميداني في معالجة قضايا الصحة النفسية والإدمان. وأكد أن مخرجات الاجتماع تضمنّت حزمة من التوصيات العملية يُتوقع أن تُحدث نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للمصابين.

ويُعدّ هذا الاجتماع، بحسب مراقبين، مؤشراً على تحوّل في النهج الرسمي من سياسة التعتيم والإنكار إلى سياسة المواجهة والبحث عن حلول جذرية لأزمة باتت تمس الأمن الاجتماعي والصحة العامة في شرق السودان.

الأمم المتحدة تدعو إلى تحرك دولي عاجل لوقف “الفظائع المروعة” شمال دارفور

0
نازحة سودانية من الفاشر بالقرب من أطفالها المصابين الذين يتلقون العلاج في مركز لمنظمة لأطباء بلا حدود في مدينة طويلة شمال دارفور (03/11/2025) REUTERS - Mohamed Jamal

في السودان الذي يئن تحت وطأة الحرب منذ أكثر من سنتين بين قوات الدعم السريع والجيش، وبعد سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر في ولاية دارفور تبعاً ل 18 شهراً من الحصار والقصف والتجويع، دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر داعية إلى تحرك دولي عاجل لوقف “الفظائع المروّعة” في مدينة الفاشر، محذرة من الانتظار قبل الإعلان عن “إبادة جماعية”.

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تفاقم الأزمة في ولاية شمال دارفور مع انتشار العنف في كامل هذه الولاية. فيما لا تزال التقارير تشير إلى اشتباكات على طول طرق الوصول الرئيسية، عقب استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في 26 تشرين الأول/ أكتوبر، مما أدى إلى محاصرة المدنيين وقطع المساعدات.

وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، فرّ ما يقرب من 89 ألف شخص من الفاشر والقرى المجاورة ولجأ الكثيرون إلى بلدات طويلة ومليط وسرف عمرة، بينما نزح آخرون إلى دبة في الولاية الشمالية.

“أوتشا”: المساعدات الإنسانية غير كافية

أشار مكتب “أوتشا” أنه رغم المساعدات الإنسانية من غذاء ومياه نظيفة وخدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي، للنازحين في منطقة طويلة في شمال دارفور ومدينة الدبة في الولاية الشمالية، إلا أن الاحتياجات تتجاوز بكثير الموارد المتاحة. 

وأضاف أن بعض العائلات من الفاشر لجأت إلى بلدة طينة، بالقرب من الحدود السودانية التشادية، حيث أفاد متطوعون محليون بأن أكثر من 3,000 نازح بحاجة ماسة إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية. وعبر الحدود في شرق تشاد، تستعد المجتمعات المضيفة بمعية الأمم المتحدة لاستقبال وافدين جدد، حيث يواصل الناس البحث عن الأمان والمساعدة.

في ولاية شمال كردفان المجاورة، قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه حتى يوم الأحد في 09 تشرين الثاني/ نوفمبر، أدت أعمال العنف المبلغ عنها في مناطق بارا، وشيكان، والرهد، وأم روابة، وأم دم حاج أحمد، إلى نزوح ما يقرب من 39 ألف شخص خلال الأسبوعين الماضيين.

وقال مكتب أوتشا إن أكثر من 10,000 شخص نزحوا إلى ولاية النيل الأبيض بحثا عن الأمان، بينما فر آخرون إلى منطقة أم درمان في ولاية الخرطوم وأجزاء أخرى من شمال كردفان.

مفوض حقوق الإنسان: جرائم فظيعة تُرتكب في السودان

أما فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فرأى أنه “من الواضح أن جرائم فظيعة تُرتكب بينما نتحدّث”، مؤكدا أنّ الحصار كان في ذاته “جريمة فظيعة”.

وأضاف “كان الناس محاصرين في ظروف مروّعة، بلا طعام، وبالكاد يحصلون على الماء… ولدينا تقارير عن أشخاص اضطرّوا إلى تناول علف الحيوانات، على سبيل المثال، تناولوا قشور الفول السوداني”.

وفيما أشار إلى إعلان المجاعة في بعض المناطق، أكد أنّ “الوضع كان ميؤوسا منه للغاية… حيث يموت الأطفال من الجوع”.

أضاف تورك أنه منذ سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر، تلقى مكتبه “أدلّة على وقوع عمليات قتل جماعي”، مشيرا إلى أنّه “عندما يحاول الناس الفرار من هذا الوضع الرهيب، يتم إطلاق النار عليهم”.

ولفت إلى أنّ “هناك تقارير خطيرة للغاية عن حالات اغتصاب وعنف جنسي واغتصاب جماعي، ولدينا قضايا خطيرة للغاية تتعلق بقتل من يُشتبه في أنهم متعاونون” مع الجيش.

وردا على سؤال عمّا إذا كان يخشى أن تكون هناك إبادة جماعية، قال تورك “سواء اعتُبرت إبادة جماعية أو لا، فهذا يقرره الاختصاصيون لاحقا، لكن ينبغي ألا ننتظر أيّا من ذلك. علينا أن نتحرّك الآن”.

كما أشار تورك  إلى أنّ هناك مخاوف من أن تتكرّر الفظائع التي وقعت في الفاشر، في منطقة كردفان الغنية بالنفط في السودان.

ايه تي بي الختامية: ألكاراس يقلب تأخره إلى فوز صعب على فريتس

0
الاسباني كارلوس ألكاراس فرحا بعد إحدى اللقطات في مباراته أمام الاميركي تايلور فريتس ضمن بطولة ايه تي بي الختامية في تورينو الثلاثاء 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 © ماركو بيرتوريللو / ا ف ب/ا ف ب

تورينو (إيطاليا) (أ ف ب) – قلب الإسباني كارلوس ألكاراس المصنّف اولا عالميا تأخره إلى فوز على الأميركي تايلور فريتس 6-7 (7/2) و7-5 و6-3 ضمن بطولة “ايه تي بي” الختامية لكرة المضرب في تورينو، ليصبح على بعد فوز واحد من ضمان المركز الاول في التصنيف العالمي مع نهاية العام للمرة الثانية في مسيرته.

وحقّق الإسباني فوزه الثاني من مباراتين ضمن مجموعة جيمي كونورز على حساب فريتس وصيف النسخة الماضية.

وقال ألكاراس “أنا سعيد جدا لأنني تمكنت من العودة واستعادة مستواي الجيد في اللعب”.

وأضاف “حاولت فقط استغلال الفرص التي منحني إياها، وأعتقد أننا قدمنا أداء رائعا وتبادلنا نقاطا مميزة”.

ويضمن ألكاراس تأهله الى نصف النهائي بشكل رسمي في حال فوز الأسترالي أليكس دي مينور على الإيطالي لورنتسو موزيتي في المباراة التي تقام في وقت لاحق.

ويستطيع ألكاراس الذي كان قد خسر المركز الأول لفترة قصيرة لمصلحة الإيطالي يانيك سينر بعد فوز الأخير بدورة باريس للماسترز مطلع هذا الشهر، أن يحسم صدارة التصنيف العالمي قبل نهاية عام 2025 في حال فوزه على موزيتي الخميس.

أما سينر، فيحتاج أن يدافع عن لقبه بنجاح، من دون التعرض لأي خسارة، من أجل الحفاظ على أي آمال بإنهاء العام في الصدارة للمرة الثانية تواليا.

وقال ألكاراس عن صدارة التصنيف في نهاية الموسم: “سأحاول ألا أفكر في ذلك”.

وأضاف “ستكون مباراة كبيرة جدا بالنسبة لي (أمام موزيتي)، وسأحاول ألا أسمح للتوتر بأن يؤثر سلبا على أدائي أثناء اللقاء”.

من ناحية أخرى، عزّز ألكاراس رصيده في المواجهات المباشرة أمام فريتس الى 5-1، حيث يعود الفوز الوحيد للأخير إلى كأس لايفر في أيلول/سبتمبر.

ويلتقي فريتس مع دي مينور في مباراته الاخيرة ضمن دور المجموعتين، بعد ان استهل الاميركي مشواره بالفوز على موزيتي الإثنين.

– مجموعة أولى شاقة

وأظهر فريتس رغبة كبيرة في القتال أمام قوة ضربات ألكاراس، فتمكن بعد شوط أول عسير من الحفاظ على إرساله بعد ثلاثة إرسالات ساحقة في حين أهدر الإسباني فرصتين للكسر.

وردّ الإسباني بصعوبة على إرساله معادلا النتيجة 1-1، قبل ان يكسر إرسال فريتس للمرة الأولى في البطولة. لم ينتظر الأميركي طويلا للرد في لقاء بدا أنه سيكون متقاربا للغاية.

وفي ظل تركيز عال من اللاعبين، ذهبت المجموعة الى شوط فاصل استطاع فيه فريتس ان يظهر علو كعبه بكسر إرسال منافسه ليتقدم في المباراة.

وجاءت المجموعة الثانية قوية أيضا، حيث حصل فريتس على فرصة كسر إرسال منافسه في الشوط الخامس، لكن ألكاراس تمكن من الحفاظ عليه بصعوبة.

وأنقذ ألكاراس نقطة كسر الإرسال الثانية بضربة إرسال ساحقة، قبل ان ينجح أخيرا في إنهاء هذا الشوط المرهق الذي استمر 21 دقيقة بعدما سدد فريتس الكرة خارج الملعب.

واستمر التقارب الشديد بين اللاعبين مع تعادل النتيجة 4-4، لتقترب المجموعة الثانية من الاحتكام الى شوط فاصل آخر.

لكنّ أداء الأميركي تراجع تحت الضغط في الشوط الثاني عشر، حيث ارتكب خطأين مباشرين ما أعطى ابن الـ 22 عاما ثلاث فرص لحسم المجموعة وهو ما فعله من الفرصة الثانية المتاحة.

وحافظ فريتس على إرساله في مستهل المجموعة الثالثة لكن سرعان ما أحكم ألكاراس قبضته عليها كاسرا إرسال منافسه في الشوط السادس.

حاول فريتس الرد فتفادى خسارة المجموعة في الشوط الثامن عندما خصل ألكاراس على ثلاث فرص لفعل ذلك، لكنّ الإسباني كانت له كلمة الحسم في الشوط التالي.

الفاشر: خطف ومجاعة و”أجساد النساء مسرح” لحرب السودان

0
قالت الأمم المتحدة إن النازحات من الفاشر أبلغن عن عمليات قتل واغتصاب ممنهجة وخطف لأطفالهن.صورة من: Mohamed Jamal/REUTERS

تتحول الفاشر إلى مسرح لانتهاكات مروعة، حيث تروي نساء نازحات فصولا من القتل والاغتصاب والخطف، في ظل مجاعة خانقة ونزوح جماعي وجحيم الفرار. ومسؤولة أممية تقول “أجساد النساء باتت مسرحا للجريمة في السودان”.

تعكس شهادات الفارين من جحيم الفاشر قساوة الوضع الحالي، بعد نحو أسبوعين من سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة الواقعة في إقليم دارفور. من بين هؤلاء، منير عبد الرحمن، الذي فقد والده المنتسب إلى الجيش، وكان يعالج في مستشفى بالفاشر خلال رحلة مضنية إلى تشاد.

يروي الفتى البالغ من العمر 16 عامًا، بتأثر بالغ، كيف اقتحم عناصر الدعم السريع المستشفى السعودي حيث كان يرقد والده للعلاج من إصابة تعرض لها أثناء المعارك قبل أيام. وقال في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”: “نادوا سبعة ممرضين إلى غرفة، سمعنا صوت إطلاق رصاص، ورأينا الدم يسيل أسفل الباب”.

قالت الأمم المتحدة إن نساء الفاشر تعرضن لـ”أهوال لا يمكن لأحد تحملها على الإطلاق”.صورة من: Mohammed Jamal/REUTERS

أجساد النساء باتت مسرحا للجريمة

وفي سياق متصل، قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، اليوم الثلاثاء (11 نوفمبر/تشرين الثاني 2025)، إن النساء النازحات من الفاشر أبلغن عن عمليات قتل واغتصاب ممنهجة وخطف لأطفالهن، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.

وأوضحت المديرة الإقليمية للهيئة في شرق وجنوب أفريقيا، آنا موتافاتي، للصحفيين في جنيف عبر الفيديو من نيروبي، أن النساء تعرضن لـ”أهوال لا يمكن لأحد تحملها على الإطلاق”.

وأضافت أن العنف الجنسي منتشر بشكل كبير، مؤكدة: “توجد أدلة واضحة على أن الاغتصاب يُستخدم بشكل متعمد ومنهجي كسلاح في الحرب”.

وتابعت: “أجساد النساء باتت مسرحا للجريمة في السودان. لم تعد هناك مناطق آمنة، ولا مكان يمكن للنساء أن يجتمعن فيه بأمان لطلب الحماية أو حتى للحصول على أبسط أشكال الرعاية النفسية والاجتماعية”.

“كارثة أكبر”

وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن الجهود الإنسانية في ولاية شمال دارفور قد تتوقف تماما ما لم يتم توفير تمويل فوري وضمان إرسال إمدادات الإغاثة بأمان.

وذكرت المنظمة في بيان: “باتت العمليات الإنسانية الآن على شفا الانهيار، رغم ازدياد الحاجة. المستودعات شبه خالية، وقوافل المساعدات تواجه غيابًا كبيرا للأمن، ولا تزال قيود الوصول تحول دون توصيل ما يكفي من المساعدات”.

وأوضحت أن هناك حاجة ملحة لتخفيف الأثر الإنساني للحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، محذرة من “كارثة أكبر” ما لم تتم الاستجابة لهذه المناشدة.

حذرت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، آمي بوب، من موجة نزوح دراماتيكية يشهدها السودان.صورة من: NRC/AP Photo/picture alliance

“نزوح دراماتيكي”

ولا تنتهي معاناة الفارين بمجرد مغادرتهم المدينة، فخارج حدودها تبدأ محنة جديدة. وأفاد شهود بأنهم اضطروا لدفع مبالغ مالية عند نقاط التفتيش، راوحت بين 500 ألف ومليون ليرة سودانية (ما بين 700 و1400 يورو) عند كل نقطة.

وقد حذرت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، آمي بوب، من موجة نزوح دراماتيكية يشهدها السودان، مع فرار نحو 90 ألف شخص من الفاشر شمال ولاية دارفور خلال أسبوعين، وسط انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك القتل الجماعي والعنف العرقي والجنسي.

وقالت بوب، في مستهل زيارة تستغرق خمسة أيام إلى السودان الذي مزقته الحرب: “إن الأزمة في الفاشر هي النتيجة المباشرة لحصار دام قرابة 18 شهرا، تسبب في حرمان العائلات من الغذاء والماء والرعاية الطبية”.

المصدر: مؤسسة DW

تحذير أممي من توقف الإغاثة بالسودان ما لم يتوفر تمويل عاجل

0

حذرت المنظمة الدولية للهجرة، الثلاثاء، من توقف العمليات الإنسانية في السودان بالكامل ما لم يتوفر تمويل عاجل ووصول آمن للمحتاجين.

جاء ذلك في بيان للمنظمة التابعة للأمم المتحدة بعد أسبوعين من استيلاء “قوات الدعم السريع” على مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور (غرب).

وقالت المديرة العامة للمنظمة إيمي بوب إن “انعدام الأمن الشديد والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في الفاشر أدت إلى موجة نزوح هائلة وفاقمت الأزمة الإنسانية”.

وفي أبريل/ نيسان 2023 اندلعت الحرب بين الجيش و”قوات الدعم السريع”؛ بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب بمقتل عشرات آلاف الأشخاص وبمجاعة ونزوح نحو 13 مليونا.

وأضافت المنظمة أن فرقها “تستجيب للاحتياجات حيث يمكن (القيام بذلك)، لكن انعدام الأمن ونفاد الإمدادات يعني أننا لا نصل إلا إلى جزء ضئيل من المحتاجين”.

لكنها حذرت من أنه بدون وصول آمن وتمويل عاجل، “تُواجه العمليات الإنسانية خطر التوقف التام في اللحظة التي تكون فيها المجتمعات في أمس الحاجة إلى الدعم”.

وأفادت المنظمة بأنه خلال الأسبوعين الماضيين أدى القصف العنيف والهجمات البرية في الفاشر ومحيطها إلى نزوح نحو 90 ألف شخص، ولا يزال عشرات آلاف المدنيين محاصرين داخل المدينة.

كما فرّ حوالي 38 ألفا و990 شخصا من القتال في شمال كردفان جنوبي البلاد في الفترة بين 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي و9 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وفقا للبيان.

المنظمة قالت إن مستودعات المساعدات الإنسانية شبه فارغة، وقوافل المساعدات تواجه انعدام الأمن، والقيود المفروضة على الوصول لا تزال تحول دون إيصال المساعدات الكافية.

وحثت الجهات المانحة والشركاء والمجتمع الدولي على التحرك فورا لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح، وضمان حصول المجتمعات الضعيفة على المساعدات بأمان.

واستولت “قوات الدعم السريع” على الفاشر في 26 أكتوبر الماضي، وسط تقارير عن ارتكابها مجازر بحق مدنيين وفقا لمنظمات محلية ودولية، وتحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.

و أقر قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 29 أكتوبر بحدوث ما سماها مجرد “تجاوزات” من قواته في الفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.

وتحتل تلك القوات كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.

ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان البالغة أكثر من مليون و800 ألف كيلو متر مربع، غير أن غالبية السودانيين البالغ عددهم 50 مليونا يسكنون في مناطق سيطرة الجيش.

(الاناضول)

رئيس مجلس السيادة يؤكد عمق العلاقات مع مصر والقاهرة تجدد تضامنها الكامل مع السودان

0
رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ووزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي

أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، عمق العلاقات بين السودان ومصر، مشيراً إلى الروابط التاريخية والأزلية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، وذلك خلال لقائه اليوم في بورتسودان وزير الخارجية المصري، السفير بدر عبد العاطي، بحضور وزير الخارجية السوداني السفير محيي الدين سالم، وسفير السودان لدى القاهرة الفريق أول ركن عماد الدين عدوي، وسفير مصر لدى الخرطوم السفير هاني صلاح.

ونقل الوزير المصري إلى البرهان تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورسالة تضامن أكد فيها دعم القاهرة الكامل لوحدة السودان واستقراره وصون مؤسساته الوطنية، مديناً الانتهاكات التي شهدتها مدينة الفاشر، وشدد على ضرورة إطلاق مسار إنساني يضمن وصول المساعدات دون عوائق، وزيادة حجم الدعم الإغاثي بالتنسيق مع المنظمات الدولية في ظل التدهور الإنساني المأساوي الذي تشهده البلاد.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية مساء الثلاثاء إن زيارة بدر عبد العاطي إلى بورتسودان جاءت بتوجيه من الرئيس السيسي، مؤكداً “تضامن القاهرة الكامل مع السودان ودعم استقراره وأمنه ووحدة وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية، وعلى رأسها القوات المسلحة السودانية”.

وأوضح البيان أن الوزير عبد العاطي أعرب عن دعم القاهرة الكامل للحكومة السودانية، وأدان الانتهاكات والفظائع في الفاشر، مؤكداً استمرار الجهود المصرية لتحقيق الاستقرار والانخراط في مساعي وقف إطلاق النار ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني، سواء في الإطار الثنائي أو عبر المحافل الإقليمية والدولية، خاصة الرباعية الدولية.

وأشار عبد العاطي إلى أنه استمع من البرهان إلى شرح مفصل حول تطورات الأوضاع الميدانية والإنسانية، مؤكداً وقوف مصر إلى جانب السودان ودعمها لمؤسساته الوطنية، وعلى رأسها الجيش السوداني. كما شدد على أهمية التزام جميع الأطراف بتنفيذ بيان “الرباعية الدولية” الصادر في 12 سبتمبر الماضي، والدفع نحو وقف شامل ودائم لإطلاق النار، وتهيئة المناخ لعملية سياسية جامعة تحقق تطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار والتنمية.

تنسيق مشترك في ملف الأمن المائي

وبحث الجانبان العلاقات الثنائية وسبل تطوير التعاون في مجالات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، فضلاً عن استمرار الجهود المصرية لتقديم المساعدات عبر الحدود والتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لضمان وصولها إلى المناطق الأكثر تضرراً.

وأكد البرهان وعبد العاطي وحدة موقف البلدين في ملف الأمن المائي بوصفهما دولتَي مصب لنهر النيل، واتفقا على تعزيز التنسيق المشترك لحماية الحقوق والمصالح المائية للشعبين السوداني والمصري.

جهود دبلوماسية لإنهاء الحرب

وناقش الجانبان سبل دعم الجهود الدولية الرامية لإنهاء الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من عامين ونصف، وتخفيف المعاناة الإنسانية الناتجة عنها. وأكد البرهان تقدير السودان لمواقف مصر الثابتة ودعمها السياسي والإنساني، مشدداً على حرص الخرطوم والقاهرة على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري ومشروعات البنية التحتية.

وتأتي زيارة وزير الخارجية المصري ضمن تحركات إقليمية ودولية متواصلة، تقودها الولايات المتحدة وعدد من الدول، لدفع الأطراف السودانية إلى العودة لطاولة المفاوضات وإبرام وقف دائم لإطلاق النار.

وكانت القاهرة قد أطلقت مبادرة سابقة لتوحيد الجهود ووقف إطلاق النار عبر “حوار سوداني – سوداني”، إلا أن المبادرة لم تحقق التقدم المنشود نتيجة خلافات بشأن آليات التنفيذ والتنسيق مع الجهود الأمريكية والسعودية.

حرب ممتدة ومعاناة متفاقمة

ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 نزاعاً مسلحاً بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، أسفر عن مقتل آلاف المدنيين ونزوح ملايين الأشخاص وتدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية. وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني، فيما أوضح البرهان أن انسحاب القوات جاء “لتجنب مزيد من الدمار”، بينما يرى مراقبون أن الانسحاب كان نتيجة هزيمة عسكرية.

كما أعلنت قوات الدعم السريع لاحقاً سيطرتها على مدينة بارا الاستراتيجية في شمال كردفان، غير أن المتحدث باسم “جيش تحرير السودان”، الصادق علي النور، نفى صحة تلك التصريحات.

ورغم وساطات عربية وأفريقية ودولية متكررة، لم تتمكن الأطراف بعد من التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية ومعاناة السكان في مناطق النزاع.

البرهان: السودان حريص على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع برنامج الأغذية

0
رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان - أرشيفي

خلال لقائه نائب المدير التنفيذي للبرنامج العالمي كارلوس كاو

أعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، عن حرص بلاده على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع برنامج الغذاء العالمي.

جاء ذلك خلال لقائه نائب المدير التنفيذي للبرنامج كارلوس كاو، بحضور وكيل وزارة الخارجية معاوية خالد، بحسب وكالة الأنباء السودانية.

وقال خالد إن البرهان أكد ضرورة أن يراعي برنامج الغذاء العالمي في تعامله مع السودان، جوانب السيادة الوطنية ومطلوبات الأمن القومي، حتى يبقى البرنامج شريكا للسودان في مجالات العمل الإنساني.

فيما قال كاو إن اللقاء مع البرهان كان مثمرا وبناء، وتم فيه استعراض الشراكة بين برنامج الغذاء العالمي والحكومة السودانية في مجال العمل الإنساني، وفقا للوكالة.

وأكد التزام البرنامج بمواصلة العمل من أجل أهل السودان، وزاد بأن البرنامج يعمل على إيصال مساعدات لنحو 5 ملايين سوداني شهريا.

وتابع: “حريصون وعازمون على استمرار هذا العمل، ونعمل للوصول للمناطق الصعبة”.

وأفاد بوصول عمل البرنامج إلى مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان (جنوب) في الأسبوعين الماضيين.

وفي 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أبلغ السودان مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في البلاد لوران بوكيرا ومديرة قسم العمليات فيه سمانثا كاتراج، بأنهما “غير مرغوب فيها، وعليهما المغادرة خلال 72 ساعة”.

وآنذاك لم تذكر الخرطوم أسباب القرار، وشددت على أنه لا يؤثر على استمرار التعاون مع برنامج الأغذية العالمي.

وتتفاقم المعاناة الإنسانية للسودانيين جراء استمرار حرب بين الجيش و”قوات الدعم السريع” منذ أبريل/ نيسان 2023، قتلت عشرات آلاف الأشخاص وشردت نحو 13 مليونا.

 

(الأناضول)

البرهان يؤكد التزام السودان بالتعاون مع الأمم المتحدة في المجال الإنساني بعد لقاء مسؤول أممي رفيع

0

أكد رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان حرص بلاده على مواصلة التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، خصوصاً في المجال الإنساني، وذلك عقب مباحثات أجراها الثلاثاء في مدينة بورتسودان مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر.

وأشاد فليتشر في تصريحات عقب اللقاء بالمباحثات التي وصفها بأنها “بنّاءة”، وتهدف إلى ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق السودان المتضررة من الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. وقال في مقطع فيديو وزعه مجلس السيادة الانتقالي: “نرحب بالمباحثات البنّاءة مع الرئيس البرهان، والهادفة إلى ضمان قدرتنا على مواصلة العمل في كل مكان في السودان لإيصال المساعدات بطريقة حيادية ومستقلة وغير منحازة لكل من هم في أمسّ الحاجة إلى الدعم الدولي”.

وأوضح المكتب الإعلامي لمجلس السيادة أن اللقاء تطرق إلى الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. كما عقد فليتشر اجتماعاً منفصلاً مع وزيري الخارجية السوداني محيي الدين سالم والمصري بدر عبد العاطي، لمناقشة مقترحات حول سبل التهدئة ووقف إطلاق النار.

وفي منشور له عبر منصة “إكس”، أعلن فليتشر وصوله إلى السودان، مشدداً على أنه يسعى “لوقف الفظائع ودعم جهود السلام والتمسك بميثاق الأمم المتحدة، والضغط من أجل تمكين طواقمنا من الحصول على التمويل اللازم وحرية الحركة لإنقاذ الأرواح على جانبي خطوط القتال”.

من جانبه، قال وكيل وزارة الخارجية السودانية معاوية خالد إن زيارة فليتشر تمثل “أعلى مستوى لزيارة مسؤول أممي إلى السودان في الآونة الأخيرة”، مؤكداً أهميتها في دعم الجهود الإنسانية والدبلوماسية في البلاد.

وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، خاصة في إقليم دارفور وغرب السودان. وتشير التقارير إلى أن الحرب التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023 أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في نزوح نحو 13 مليون شخص، ما جعل الوضع الإنساني في السودان من الأسوأ عالمياً.

وفي وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت انتهاكات ضد المدنيين، بحسب تقارير محلية ودولية، الأمر الذي أثار مخاوف من تقسيم جغرافي فعلي للبلاد. من جهته، أقر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بوقوع “تجاوزات” في المدينة، معلناً تشكيل لجان تحقيق.

وتسيطر قوات الدعم السريع حالياً على ولايات دارفور الخمس، فيما يحتفظ الجيش بزمام السيطرة على 13 ولاية من أصل 18، تشمل مناطق واسعة في الشمال والشرق والوسط والجنوب، إضافة إلى العاصمة الخرطوم.

وحذرت المنظمة الدولية للهجرة، في بيان الثلاثاء، من أن العمليات الإنسانية في السودان قد تتوقف بالكامل ما لم يتوفر تمويل عاجل وضمانات للوصول الآمن إلى المحتاجين. وأكدت أن استمرار الحرب يفاقم من حجم الكارثة ويهدد حياة ملايين المدنيين في بلد تبلغ مساحته أكثر من مليون وثمانمئة ألف كيلومتر مربع ويقطنه نحو 50 مليون نسمة.

“الجلابية” في المتحف الكبير.. صورة تثير الجدل حول الهوية الوطنية في القاهرة

0
افتتاح المتحف المصري الكبير (وكالة الأناضول)

شهدت مصر قبل أيام افتتاح المتحف الكبير في احتفال عالمي لاقى صدى واسعا، واستقطب حضورا كثيفا من الزوار المصريين والأجانب على مدى الأيام التالية. وقد بلغ الإقبال ذروته يوم الجمعة الماضي، حيث وصل المتحف إلى أقصى طاقته الاستيعابية، مما دفع إدارته إلى وقف استقبال الزوار مؤقتا، ليتجه كثيرون إلى زيارة الأهرامات كبديل.

وسط هذا الزخم، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صورة لرجل من صعيد مصر يرتدي جلبابا تقليديا، ترافقه زوجته بزي مصري بسيط وعباءة تقليدية. تحولت الصورة خلال ساعات إلى “تريند” واسع الانتشار، وأعادت إلى الواجهة تساؤلات حول علاقة المصريين بهويتهم واعتزازهم بالزي الشعبي التقليدي.

end of list

صورة وجدل الهوية

أثارت الإعلامية “سمر فودة” جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تعليق نشرته عبر صفحتها الشخصية انتقدت فيه السماح بدخول زوار إلى المتحف المصري الكبير وهم يرتدون الجلابيب والعباءات، معتبرة أن “صورة الرجل وزوجته في المتحف بالجلاليب ليست مصر ولا تمثلها، فمصر بلد الأناقة وموضتها تسبق باريس”.

كلمات فودة، ابنة المفكر الراحل فرج فودة، قوبلت بموجة من الاستياء بين المتابعين الذين اعتبروا أن الجلباب جزء أصيل من الهوية المصرية، بل وأحد رموزها الثقافية والاجتماعية، مشيرين إلى أنه يوازي في قيمته بعض أرقى العلامات العالمية في الأزياء الرجالية. وردت فودة لاحقا بقولها “مش مصري ومش هويتنا”.

خلال ساعات، تحوّل الجدل حول “الجلابية” إلى عاصفة على مواقع التواصل، دافع خلالها كثيرون عن الزي الصعيدي والفلاحي باعتباره امتدادا للتراث المصري القديم. وتصدر النقاش رجل صعيدي يُدعى “الحاج رشاد”، صاحب الصورة الشهيرة التي التُقطت له مع زوجته في المتحف، والتي كانت الشرارة الأولى للنقاش.

وفي تفاعل لافت، أعلن السفير المصري محمد مرسي عوض، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه سيزور المتحف الكبير مرتديا الجلابية المصرية التقليدية، دعما للهوية الوطنية. كما كتبت عالمة الآثار مونيكا حنا أنها ارتدت الجلابية المصرية في مؤتمر لعلم المصريات بمدينة لايدن عام 2023، مؤكدة أن الحضور “احتفوا بالزي أكثر من البحث الأكاديمي نفسه”، مضيفة “الجلابية الصعيدية هي تطور الرداء المصري القديم، والاعتراض عليها غير مقبول لا تاريخيا ولا ثقافيا.. إيه عقدة الخواجة دي؟”.

وهكذا تحول نقاش بسيط حول الزي الشعبي إلى نقاش مجتمعي أوسع حول الهوية والانتماء والاعتزاز بالثقافة المصرية الأصيلة.

جدل الجلابية يتصاعد رغم الاعتذار

على الرغم من التوضيح والاعتذار اللذين قدمتهما الإعلامية “سمر فودة” بشأن منشورها المثير للجدل حول الجلباب المصري، موضحة أنها لم تكن تقصد الزي التقليدي للمصريين بل “عباءة” الزوجة التي لا تعبر عن الهوية المحلية -وفق وصفها- فإن الجدل لم يتوقف، بل تصاعد مجددا بعد اعتذارها.

فقد اعتبر كثيرون أن تبريرها لم يكن كافيا لإنهاء حالة الغضب الشعبي، خاصة بعدما واصلت التعليق والمناوشة عبر حسابها الشخصي. وزاد التفاعل على مواقع التواصل عقب ظهور الإعلامي عمرو أديب مرتديا “جلابية صعيدية” في برنامجه اليومي “الحكاية”، مؤكدا أن الجلباب جزء من الهوية المصرية الأصيلة، وأن ارتداءه “فخر لا يعيب أحدا”.

وفي سياق متصل، أصدرت وزارة الثقافة المصرية بيانا أكدت فيه أنه لن يُمنع أي مواطن من دخول المتحف المصري الكبير بالزي التقليدي، مشددة على أن الجلباب جزء من التراث الوطني.

ويأتي ذلك ردا على الجدل الذي أثارته فودة في منشورها السابق، حين وصفت حضور الصعايدة والفلاحين بجلابيبهم وزغاريدهم في المتحف بأنه “يشوه المشهد السياحي والثقافي”، وهو ما فُسر على نطاق واسع باعتباره إساءة للهوية المصرية ولرموزها الشعبية.

مبادرة لزيارة المتحف الكبير بالجلباب المصري التقليدي

أطلق محمد مدني العطواني، مستشار شعبة المبدعين العرب للثقافة والتراث الأسواني، مبادرة لدعوة المصريين لزيارة المتحف المصري الكبير مرتدين “الجلابية المصرية التقليدية” بمختلف أشكالها وتصاميمها، باعتبارها رمزا يعبر عن التنوع الثقافي والهوية المصرية الأصيلة.

وأوضح العطواني في تصريح للجزيرة نت، أن المبادرة تهدف إلى تنظيم يوم احتفالي في المتحف الكبير، يشارك فيه المثقفون والفنانون والسفراء وعدد من المصريين من مختلف المحافظات، للتأكيد على أن الجلباب هو امتداد للزي الفرعوني القديم، وأن “الأجانب الذين تُخشى نظرتهم إليه هم في الحقيقة أكثر مَن يقدّر خصوصيته ورمزيته”.

من جانبه، أكد الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ التراث الشعبي بجامعة القاهرة، أن ظهور الجلابية المصرية بأشكالها المتنوعة داخل المتحف الكبير “يُثري المشهد الثقافي ويدعم دور المتحف في إبراز الهوية المصرية”.

وأضاف أن الصور المتداولة للمصريين بزيهم التقليدي إلى جوار تماثيل أجدادهم الفراعنة تُعد أفضل دعاية سياحية لمصر، مشيرا إلى أن الزغاريد والمظاهر الاحتفالية المرتبطة بزيارة المتحف “تعبّر عن فرحة المصريين بإنجاز حضاري يمثلهم جميعا”، مع ضرورة الحفاظ على التنظيم بما يصون صورة مصر أمام العالم.

المصدر: الجزيرة

وزارة الثقافة والإعلام: تحظر قناة “سكاي نيوز عربية” من العمل في السودان

0

بورتسودان (سونا)- اصدرت وزارة الثقافة والاعلام والسياحة بيانا امس الاثنين ينفي صلاحية عمل قناة “سكاي نيوز عربية” في السودان

و1كر بيان وزارة الثقافة  أن قناة “سكاي نيوز عربية” ممنوعة من العمل في السودان، ولا تمتلك أي تصريح أو تصديق يخولها مزاولة أي نشاط إعلامي داخل الأراضي السودانية.

مشيرة الى  أن ما قامت به القناة يُعد مخالفة واضحة للقوانين واللوائح المنظمة للعمل الإعلامي في البلاد، حيث دخل طاقمها لممارسة نشاط مهني داخل الأراضي السودانية دون الحصول على التصديق الرسمي المطلوب.

وقالت الوزارة انها تحتفظ الوزارة بكامل حقها القانوني في اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه المخالفة، وفقاً للقوانين السودانية المنظمة للعمل الإعلامي.

وتأتي هذه الخطوة بعد ظهور تسابيح مبارك المذيعة في قناة سكاي نيوز عربية والمقيمة في دولة الإمارات في مدينة نيالا وسط حضور جماهيري، حيث التقطت صوراً بأسلوب يشبه زيارات النجمة العالمية أنجلينا جولي الإنسانية.

الساحل الأفريقي اصبح تربة خصبة لتنامي الحركات المتطرفة وسط فشل عالمي للحرب على الارهاب في المنطقة

0
التنظيمات المسلحة تستثمر الثغرات النفسية والاجتماعية للشباب من أجل استقطابهم داخل معسكراته

باماكو – شهد إقليم الساحل الإفريقي واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا في العالم المعاصر، حيث يتداخل الانهيار الاجتماعي مع الانقسام الإثني والاضطراب السياسي ليشكّل تربة خصبة لتنامي الحركات المتطرفة.

ويجد الشباب في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وهم ضحايا الفقر والعزلة وتفكك البنى التقليدية، أنفسهم في فراغ هويّاتي عميق، يدفعهم نحو الانخراط في جماعات جهادية تقدّم لهم ما فقدوه في مجتمعاتهم: الانتماء، المعنى، والإحساس بالكرامة.

ويرى الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة كريس مينساه-أنكراه في تقرير نشرته مؤسسة جيمس تاون أن الظاهرة ليست وليدة فكر متطرف فحسب، بل نتاج أزمة نفسية واجتماعية ممتدة.

و لم تعد التفسيرات الاقتصادية والسياسية كافية لتوضيح أسباب انضمام الآلاف من الشباب إلى التنظيمات المسلحة. فالباحثون يشيرون إلى مسار نفسي واضح يبدأ بفقدان الإحساس بالذات، ثم الانعزال عن الجماعة، لينتهي بالاحتماء بجماعات تقدم بديلًا عن الأسرة والمجتمع.

المطلوب ليس فقط تسليح الجيوش، بل ترميم الروابط الاجتماعية عبر التعليم، ودعم الزعامات المحلية، وتمكين الشباب من المشاركة في إدارة مجتمعاتهم.

وهنا تتحول الجماعة المسلحة إلى “أسرة بديلة” توفر دفئًا زائفًا، وتُعيد تعريف مفاهيم الشرف والولاء، فتمنح هؤلاء الشباب هوية جديدة قائمة على الطاعة والانتقام.

وتتجلى المعضلة بوضوح في مجتمعات الرعاة كالطوارق والفولاني، الذين يعيشون على أطراف الدول ويعتمدون على أنماط عيش رعوية تقليدية.

ومع تغيّر المناخ وتزايد التصحر، تحولت حياة الرعي إلى صراع من أجل البقاء، حيث تتناقص المراعي والمياه وتشتد النزاعات مع المجتمعات الزراعية المستقرة.

ومع كل دورة من العنف، يتفتت النسيج الاجتماعي أكثر، وتتراجع سلطة الشيوخ والوجهاء لصالح الميليشيات التي تقدم نفسها كحامية للكرامة والعشيرة.

وهكذا يصبح الانخراط في القتال فعلًا دفاعيًا في نظر الشباب، قبل أن يتطور إلى قناعة أيديولوجية. لكن المأساة لا تقتصر على المناطق الريفية. فمدن الساحل التي تمتلئ بالعاطلين والمهاجرين والنازحين تشهد بدورها حالة من التفكك الاجتماعي الحاد.

وفي أحياء فقيرة مكتظة كضواحي باماكو ونيامي وواغادوغو، يعيش جيل كامل بلا فرص تعليم أو عمل، مع شعور متزايد بالتهميش من الدولة والمجتمع.

ومع انهيار مؤسسات الرعاية وضعف الخدمات، تظهر الجماعات المتطرفة كمنظومة بديلة توفر النظام والانتماء، ولو بثمن العنف. هكذا ينجذب شباب المدن إلى “الجهاد” بحثًا عن هوية تمنحهم مكانة وسط عالم فوضوي.

وتفسّر النظريات النفسية هذا الانجذاب من خلال ما يسمى “بأزمة الهوية”، وهي المرحلة التي يعيش فيها الشاب صراعًا بين الحاجة إلى الانتماء والرغبة في الاستقلال.

وفي مجتمعات الساحل، حيث تُفرض الطاعة للأعراف والسلطة الأبوية منذ الطفولة، لا يتاح مجال للاكتشاف الذاتي أو التفكير المستقل.

وعندما تنهار هذه السلطات التقليدية بفعل النزوح والحروب، يجد الشاب نفسه في فراغ وجودي عميق، يبحث فيه عن بديل سلطوي جديد. هنا يتسلل دعاة التطرف ليقدّموا أنفسهم كقادة روحيين يعيدون النظام المفقود ويمنحون الحياة معنى “جهاديًا” يتجاوز الفوضى المحيطة.

وتستثمر التنظيمات المسلحة كجماعة نصرة الإسلام والمسلمين أو “داعش الصحراء الكبرى” هذه الثغرات النفسية والاجتماعية ببراعة. فهي لا تعتمد فقط على الخطاب الديني، بل تبني “شبكات أخوّة” داخل معسكراتها، حيث يعيش المقاتلون كعائلة متماسكة، يتشاركون الطعام والمهام والخوف والأمل.

وفي تلك البيئة المغلقة، تتحول العلاقات إلى ما يسميه الخبراء “الأخوّة الزائفة”، إذ يصبح الولاء للجماعة بديلاً عن الأسرة، والطاعة للقائد بديلاً عن الأب، والانتماء إلى المعسكر بديلاً عن الوطن. هكذا يتم بناء منظومة ولاء عاطفي تجعل الانفصال عن الجماعة أمرًا شبه مستحيل.

في أحياء فقيرة مكتظة كضواحي باماكو ونيامي وواغادوغو، يعيش جيل كامل بلا فرص تعليم أو عمل، مع شعور متزايد بالتهميش من الدولة والمجتمع

ومع طول أمد الصراع، باتت هذه الظاهرة أكثر تعقيدًا. فالمجند الجديد في التنظيم ليس بالضرورة متدينًا متشددًا، بل شاب يبحث عن العدالة، أو يريد الانتقام لمقتل والده أو فقدان ماشية أسرته، أو ببساطة يسعى لإثبات ذاته. في ظل غياب مؤسسات الدولة، تصبح هذه التنظيمات الوسيلة الوحيدة لتحقيق معنى ما في الحياة، ولو كان زائفًا. وهذا ما يفسّر استمرار تجدد الحركات الجهادية رغم الحملات العسكرية الواسعة ضدها.

ويعود فشل المقاربات الأمنية في القضاء على التطرف في الساحل إلى تجاهل البعد الإنساني والاجتماعي للأزمة. فالقضاء على “داعش” أو “القاعدة” عسكريًا لا يكفي، ما لم تتم إعادة بناء المجتمعات من الداخل.

والمطلوب اليوم ليس فقط تسليح الجيوش، بل ترميم الروابط الاجتماعية عبر التعليم، ودعم الزعامات المحلية، وتمكين الشباب من المشاركة في إدارة مجتمعاتهم. إذ إنّ إعادة الثقة بين الدولة ومواطنيها هي الخطوة الأولى لإغلاق الباب أمام الجماعات المتطرفة.

إنّ مأساة الساحل ليست في صحرائه ولا في فقره، بل في فقدان الانتماء. فحين ينهار الإحساس بالهوية، يصبح العنف هو اللغة الوحيدة للتعبير عن الذات.

وما لم يُعالج هذا الجرح النفسي العميق، ستظل المنطقة ساحة مفتوحة للتمرد والتطرف، تتناسل فيها الأجيال المقاتلة جيلاً بعد جيل، بحثًا عن معنى ضائع لم يجدوه في مجتمعاتهم، فوجدوه في البندقية.

كندا ودول أخرى تستنكر العنف الذي أوردته تقارير بالسودان

0

أوتاوا: عبرت كندا والنرويج وأستراليا ودول أخرى امس الاثنين عن قلقها البالغ إزاء تقارير عن أعمال عنف ممنهجة ومستمرة بحق المدنيين في السودان، حيث تخوض قوات الدعم السريع قتالا ضد الجيش السوداني.

وجاء في بيان مشترك “نستنكر جميع الفظائع بأشد العبارات ونطالب بوقف العنف فورا”.

وقال شهود لرويترز إن مدنيين في مدينة الفاشر تعرضوا لإطلاق نار في الشوارع وللاستهداف بغارات جوية نفذتها طائرات مسيرة، وكذلك للدهس بشاحنات خلال الأيام الأولى من سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.

(رويترز)

السودان يستنكر مجددا صمت العالم على انتهاكات “الدعم السريع” بالفاشر وبارا

0

استنكر وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم، الاثنين، صمت المجتمع الدولي على “انتهاكات” قوات الدعم السريع المستمرة في مدينة الفاشر بشمال دارفور (غرب)، وبارا شمال كردفان (جنوب).

جاء ذلك خلال لقائه مديرة عام منظمة الهجرة الدولية إيمي بوب بمدينة بورتسودان، والتي وصلت البلاد، الاثنين، في زيارة تستمر 5 أيام، بحسب وكالة الأنباء السودانية.

واستنكر سالم “صمت المجتمع الدولي على الانتهاكات” التي ارتكبتها قوات الدعم السريع “ولا تزال ترتكبها في الفاشر وبارا”.

وأكد على “ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية”، بحسب المصدر ذاته.

كما أكد على “التزام الحكومة الكامل بتسهيل عمل المنظمات الإنسانية وضمان سلامة العاملين في القطاع الإنسان”، مشيرًا إلى استمرار الشراكة مع منظمة الهجرة الدولية خاصة على صعيد مشروع العودة الطوعية للمهاجرين السودانيين”.

وتتفاقم المعاناة الإنسانية بالسودان جراء استمرار حرب دامية بين الجيش و”الدعم السريع” منذ أبريل/ نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.

من جانبها، أعربت بوب عن “تضامنها مع السودان في أعقاب اجتياح قوات الدعم السريع لمدينة الفاشر مؤخرًا والانتهاكات الجسيمة والواسعة التي ارتُكبت ضد السكان والمدنيين ما أدى إلى نزوح وفرار أعداد كبيرة منهم إلى منطقتي الدبة بالولاية الشمالية وطويلة بشمال دارفور”، وفق الوكالة.

وأكدت على شراكة المنظمة ومساعيها لحشد الدعم اللازم للاستجابة للأوضاع الإنسانية للنازحين الجدد في منطقتي الدبة بالولاية الشمالية وطويلة بشمال دارفور.

وذكرت الوكالة أن بوب تلتقي خلال زيارتها عددا من المسؤولين، وتقوم بزيارات ميدانية لمدينة الدبة بالولاية الشمالية والخرطوم للوقوف على أوضاع نازحي الفاشر وجهود الحكومة المبذولة في التنمية وإعادة الإعمار والعودة الطوعية.

وتشهد مدينة بارا بشمال كردفان حالات نزوح كبيرة بعد سيطرة قوات “الدعم السريع”، في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على مدينة بارا ضمن حربها مع الجيش السوداني، وسط اتهامات بارتكاب جرائم قتل وتعذيب من السلطات السودانية والمنظمات، في حين تنفي القوة استهداف المدنيين.

والأحد، أعلنت منظمة الهجرة الدولية نزوح 88 ألفا و892 شخصا من الفاشر ومحيطها بشمال دارفور، منذ 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ومنذ ذلك التاريخ، تستولي “قوات الدعم السريع” على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، وفق مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.

وفي 29 أكتوبر الماضي، أقر قائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي” بحدوث “تجاوزات” من قواته في الفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.

ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر “قوات الدعم السريع” حاليا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور، لا تزال في قبضة الجيش الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بينها.