أعلن الجيش السوداني الجمعة أنه استطاع كسر حصار قوات الدعم السريع شبه العسكرية لمركز قيادته في وسط الخرطوم، فيما سيكون انتصارا كبيرا في العاصمة بعد نحو عامين على اندلاع الحرب. فيما نفت قوات الدعم السريع صحة ما أعلنه الجيش السوداني واصفة إياه بالـ”دعاية”.
قال الجيش السوداني في بيان الجمعة إنه نجح في كسر حصار معسكر سلاح الإشارة، أحد أكبر المنشآت العسكرية في العاصمة ويقع في الخرطوم بحري. وعبرت القوات بعد ذلك نهر النيل لتلتحق بقوات في وسط الخرطوم كانت أيضا تحت الحصار.
وتتألف العاصمة السودانية الخرطوم من ثلاث مدن رئيسية هي الخرطوم وأم درمان وبحري، ويفصل بينها نهر النيل ويشار إليها مجتمعة باسم العاصمة المثلثة.
ويمثل هذا التقدم المعلن نجاحا كبيرا للجيش في العاصمة، حيث كان لقوات الدعم السريع وجود قوي وحصار محكم للقيادة العامة للجيش ومعسكر سلاح الإشارة والقصر الرئاسي.
وزار رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القوات في الجيلي، شمال بحري، حيث تزعم قوات الجيش أنها سيطرت على مصفاة النفط الرئيسية في السودان.
ومن جانبها، أكدت قوات الدعم السريع أن عناصرها ألحقوا خسائر فادحة بالجيش على جبهات قتال متعددة، ووصفت تصريحات الجيش بأنها جزء من نمط طويل الأمد من التضليل.
اشتباكات عنيفة في الفاشر
إلى ذلك، وفي تطور آخر، اندلعت اشتباكات عنيفة في الفاشر، عاصمة شمال دارفور، بين قوات الدعم السريع والقوات المشتركة السودانية، منها الجيش وجماعات مقاومة مسلحة والشرطة ووحدات دفاع محلية.
وقالت القوات المشتركة إنها صدت هجوما لقوات الدعم السريع على الفاشر في وقت مبكر من صباح الجمعة. ولم تعلق قوات الدعم السريع على تقارير هذه الاشتباكات.
وقالت القوات المشتركة في بيان، إنها ألحقت خسائر فادحة بقوات الدعم السريع وإن الإمارات قدمت الدعم العسكري واللوجستي والدبلوماسي لقوات الدعم السريع.
لكن نفت الإمارات مزاعم تقديم مساعدات عسكرية لقوات الدعم السريع، مؤكدة أن تركيزها في السودان يقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية.
استهداف المدنيين
وفي بيان لاحق الجمعة، أعلن أيوب نهار وهو مستشار لقائد قوات الدعم السريع استقالته من منصبه وعزا هذه الخطوة إلى استمرار الدعم السريع في استهداف المدنيين.
وقال نهار إنه تأكد في الآونة الأخيرة وبشكل قاطع من استهداف قوات الدعم السريع للمدنيين بشكل مباشر سواء في ولاية الجزيرة أو شمال دارفور أو في أماكن أخرى.
ويشار إلى أن الحرب التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023 أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح الملايين من منازلهم ووقوع نصف السكان فريسة للجوع.