الخرطوم- في وقت تشتد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة محاور، تتقدم قوات الجيش في ولاية الجزيرة وسط السودان، التي تشهد عمليات عسكرية متصاعدة لليوم الثاني على التوالي.
ونشر، أمس الخميس، مقطعاً مصوراً يظهر سيطرة قواته على منطقة البشاقرة شرق مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ ديسمبر/ كانون الأول 2023. ونفذ سلاح الجو التابع للجيش عدة طلعات جوية استهدفت مواقع تجمع قوات الدعم السريع في المنطقة بينما تقدمت قوات المشاة.
وحسب مرصد أم القرى، تجددت المعارك في وقت مبكر من صباح الخميس، مشيراً إلى تراجع قوات الدعم السريع المتمركزة في منطقة الشبارقة بعد تنفيذ الجيش هجمات متتالية انتهت بسيطرته على المنطقة. وفي إقليم دارفور غرب السودان، أعلنت الحكومة تدمير الطيران الحربي ست مركبات تابعة لقوات الدعم السريع في محيط مدينة الفاشر ومقتل 35 من منسوبيها وفرار من تبقى منهم إلى خارج المدينة.
وقالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني إن الطيران الحربي نفذ ثلاث غارات جوية استهدفت قوة تابعة للدعم السريع قادمة من جنوب الفاشر على متن جرارين واستهدفت آخرين في المحور الشمالي حاولوا التسلل إلى المدينة.
واتهمت الدعم بتعمد قصف مناطق في المحور الجنوبي لتغطية قناصين من منسوبيها كانوا يحاولون التسلل إلى داخل أحياء مدينة الفاشر للتمركزُ في البنايات العالية، إلا أن القوات كانت لهم بالمرصاد وفتحت لهم الطريق للتسلل تحت قذائف المدافع مما أدى إلى تراجعهم وسط خسائر واسعة.
تزامناً، تعرضت مدينة مروي في الولاية الشمالية، لهجوم بالطائرات الانتحارية المسيرة استهدفت رئاسة الفرقة 19 مشاة التابعة للجيش السوداني. وحسب رئاسة الفرقة 19 مشاة، أدى الهجوم إلى سقوط إحدى المسيرات حول قيادة الفرقة مما أحدث ضررًا في المحطة التحويلية لكهرباء مدينة مروي.
وقالت منصة نداء الوسط المعنية برصد الانتهاكات، إن قوات الدعم السريع اقتحمت قرية “أم منادريب” بولاية النيل الأبيض، حيث نفذت عمليات نهب واسعة لمنازل المواطنين ومقتنياتهم.
وأعلنت لجان المقاومة في مدينة الفاشر في بيان، أمس الخميس، أنه نسبة للتدوين والقصف المكثف من قبل الدعم السريع، على مراكز الإيواء والمستشفيات والأحياء السكنية في مدينة الفاشر، توقفت المطابخ الجماعية عن عملها، وعجزت عن تقديم الوجبات للمحتاجين.
كما أعلنت غرفة طوارئ شرق النيل في العاصمة السودانية الخرطوم توقف 161 مطبخًا جماعيًا من جملة 219 مطبخًا بسبب شح التمويل. وقالت إن توقف هذه المطابخ أدى إلى حرمان 112 ألف شخص من الطعام، من جملة 175 ألف مواطن يعتمدون على المطابخ المجانية في المنطقة الواقعة شرق العاصمة الخرطوم. وأشارت الغرفة إلى تعرضها إلى ضغوط هائلة بسبب انعدام الغذاء، وعدم انتظام الممرات الآمنة فضلاً عن فرض قوات الدعم السريع قيودًا صارمة على حركة الشاحنات.
وعلى الرغم من توقف المطابخ عن العمل، يزداد عدد الوافدين إليها كل يوم، حيث تعد الملاذ الوحيد لمن لا عائل لهم.
وأبدت غرف الطوارئ في عدة مناطق سودانية أسفها من ارتفاع عدد الوفيات بسبب الجوع، مشيرة إلى أنه في كل يوم يخرج عدد من المطابخ عن الخدمة، مما تسبب في زيادة حالات سوء التغذية والموت بسبب الجوع.
القدس العربي