نشرت وكالة الفضاء الأوروبية ESA أول صورة بنموذج ثلاثي الأبعاد للكون المؤلف من 14 مليون مجرة مكتشفة، في إطار مشروع أكبر يعمل عليه التلسكوب الفضائي إقليدس الخاص بالوكالة، الذي أتم عامه الأول في الفضاء في يوليو/تموز الماضي.
وكانت وكالة الفضاء الأوروبية كشفت عن مشروعها الطموح في رسم خريطة الكون ثلاثية الأبعاد من خلال المؤتمر الفلكي الدولي الذي أقيم في مدينة ميلانو الإيطالية.
ويحاول إقليدس دخول التاريخ من خلال نشر الجزء الأول مما سيكون بمثابة خريطة واسعة ثلاثية الأبعاد للكون، مجمعة في مدار ما مجموعه 14 مليون مجرة مكتشفة حتى الآن.
وأما عن اولى الصور المنشورة للخريطة، فهي بمثابة لوحة فسيفسائية مكونة من 208 غيغابيكسل، وتشكل 1% فقط من الخريطة الطموحة للوكالة الممتدة على مساحة 132 درجة مربعة من السماء الجنوبية، وهي منطقة تزيد مساحتها بأكثر من 500 مرة عن حجم القمر الكامل.
وتظهر الصورة سحب خافتة من الغاز والغبار أو ما يعرف بعلمياً باسم “الغيوم الجزيئية” لمجرة درب التبانة، غير المرئية بالعين المجردة ، وتظهرها الصورة بظلال زرقاء لامعة على خلفية سوداء للفضاء.
وعلى الرغم من أن الصورة هي الأولى من نوعها، إلا أن التلسكوب تمكن حتى الآن من رصد نحو 260 صورة منفصلة في غضون أسبوعين فقط، بين مارس/آذار وأبريل/نيسان للعام 2024.
مهمة التلسكوب الفضائي إقليدس.
وبحسب الوكالة، فإن مهمة التلسكوب إقليدس ستسمر لمدة 6 سنوات يقوم من خلالها التلسكوب بالتقاط الصور وإجراء المسوحات، مما يسمح بإنشاء خريطة تغطي ثلث السماء المرئية وتصور المجرات ال 14 مليون المكتشفة.
وكان لإطلاق التلسكوب هدفان، أولهما رسم أول خريطة ثلاثية الأبعاد للكون المرصود، بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا وبمشاركة أكثر من 2000 عالم من 300 معهد أوروبي وأمريكي وكندي وياباني.
أما الهدف الثاني لإطلاق التلسكوب فكان العمل على مساعدة العلماء، من خلال الصور الملتقطة، في دراسة أكبر ألغاز الكون وأكثرها غموضاً، ألاوهي المادة المظلمة والطاقة المظلمة.
وتم تجهيز التسلكوب بكاميرات الضوء المرئي فائقة الحساسية التي تتمكن من رصد تفاصيل غير مرئية بالعين المجردة.