“أنقذوا الجزيرة من جرائم الدعم السريع، الجزيرة تباد، الجزيرة تستباح، قرى الجزيرة تباد”، كل هذه الوسوم وغيرها منتشرة على منصات التواصل السودانية، من أجل تسليط الضوء على مجازر وجرائم وانتهاكات قوات الدعم السريع بحق المدنيين من أهالي ولاية الجزيرة.
وتحت وسم “أنقذوا الجزيرة”، أعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان ارتكاب قوات الدعم السريع مجزرة بحق أكثر من 120 شخصا في قرية السريحة.
وقالت نقابة الأطباء، في بيان نشرته عبر حسابها على الفيسبوك، إن اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان تتابع ببالغ الأسى والغضب التصعيد المروع في الانتهاكات، التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع ضد المدنيين العزل في شرق الجزيرة.
وأكدت أن هذه المنطقة تحولت إلى ساحة مجازر وانتهاكات وحشية، حيث تُرتكب فيها أبشع الجرائم ضد الإنسانية، وسط صمت مريب من المجتمع الدولي.
وأضافت النقابة: “لم تكتفِ المليشيا بقتل المدنيين بدم بارد، بل لجأت إلى ممارسة أبشع أشكال التعذيب والترهيب، مستهدفة الأطفال والنساء والشيوخ دون رحمة. ارتكبت القوات جرائم جنسية ممنهجة، وأضرمت النار في المنازل والممتلكات”.
وقال المرصد المركزي لحقوق الإنسان في السودان إن قوات الدعم السريع تستمر في قتل المدنيين وتهجيرهم قسرا.
ووجه حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي نداء عاجلا إلى الاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، والجامعة العربية، والاتحاد الأوربي، والرؤساء الأفارقة وزعماء العالم، وتساءل: “ألا تشاهدون هذه المجازر التي تقوم بها مليشيات الدعم السريع! هل تنتظرون شهادات أخرى أكثر من هذه، أصدقائي في تحالف تقدم على رأسهم الدكتور حمدوك، هل ستستمرون في تحالفكم؟”.
ونشرت حسابات سودانية مقاطع فيديو تظهر جثث المواطنين من قريتي السريحية وأزرق شمال ولاية الجزيرة بعد ارتكاب الدعم السريع لمجزرة بحق الأهالي العزل.
وانتشر مقطع فيديو يظهر احتجاز عناصر الدعم السريع مجموعة من المواطنين داخل مسجد قرية السريحة في ولاية الجزيرة.
وأظهرت لقطات أخرى اقتياد عناصر الدعم السريع لعشرات المدنيين من قرية السريحة.
وقال مغردون إن الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحق أهالي ولاية الجزيرة أقل ما يقال عنها جرائم تقشعر لها الأبدان، وطالبوا وسائل الإعلام العربية بتسليط الضوء على ما يحدث هناك من جرائم وانتهاكات ليلا نهارا بحق الشعب الأعزل.
وتعجب مدونون مما وصفوها بوقاحة عناصر الدعم السريع في التفاخر بتوثيق جرائمهم ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي، من دون الخوف من الملاحقة القانونية لهم في المستقبل.
وتساءل آخرون بالقول “هل فعلا هذه المليشيات تسعى للحفاظ على حقوق الشعب السوداني؟ أم أنها تحارب الشعب وتقتله وتفتك فيه؟”، كما تساءلوا عن الغاية التي تجعلهم يستبيحون الحرمات والمنازل ويسفكون الدماء، دون مراعاة لحق المواطنة بينهم وباقي الشعب السوادني، إن كانوا فعلا من أبناء هذا الشعب، حسب قول بعض السودانيين.
وطالب ناشطون بالاحتفاظ بهذه المقاطع وأرشفتها، من أجل استخدامها في المستقبل لمحاسبة عناصر الدعم السريع على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب السوداني.
وأعلن والي الجزيرة المكلف الطاهر إبراهيم الخير حالة التعبئة العامة والاستنفار في كل قرى ومدن الولاية لوقف الممارسات التي تنتهجها قوات الدعم السريع ضد المواطنين العزل.