أطلقت غرف الطوارئ في مدينة بحري شمال العاصمة الخرطوم نداء استغاثة لإدراك الأهالي المحاصرين بالمعارك في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء. وقالت إن المدينة تعيش لحظات عصيبة تتجلى فيها صور الفقر والمرض، بينما تستمر المعارك منذ نحو عام ونصف، محذرة من أن الجوع يفتك بالأهالي العالقين هناك بلا رحمة، بينما يتعالى صراخ الأطفال الباحثين عن لقمة العيش وجرعة الدواء.
وأشارت لجان المقاومة في مدينة بحري إلى أن المعارك المستمرة لم تترك خياراً لسكان مناطق حطاب والكدرو، الواقعة شمال المدينة إلا النزوح نحو المجهول بعدما فقد الكثيرون منازلهم وأحبتهم بسبب عمليات القصف العشوائي والمعارك المستمرة.
وطالبت القوات المسلحة السودانية والدعم السريع بتسهيل وصول المساعدات الغذائية والدوائية إلى بحري، لافتة إلى الأرواح التي تُهدر يوميًا بسبب الجوع والمرض. ولفتت إلى أن أحد أسباب انعدام المواد الغذائية هو سرقة بعضها من قبل أفراد الدعم السريع.
وناشدت كل الكيانات والأحزاب والمنظمات والطرق الصوفية في مدينة بحري توحيد جهودها من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ويأتي ذلك في وقت حذر “نداء الوسط” من ندرة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والأدوية في ولاية سنار، مشيرة إلى أن المحليات التي تتواجد فيها قوات الدعم السريع هي الأسوأ معيشيًا، بحيث لا تتوفر فيها مياه صالحة للشرب، مما يقود المواطنين للبحث عن الآبار أو التوجه إلى النهر بشكل مباشر للحصول على المياه.
ولفتت إلى ارتفاع حالات الإصابة بمرض بالكوليرا في الولاية فضلًا عن انتشار الأمراض الفيروسية والحميات في كافة محليات الولاية وسط انعدام وسائل الوقاية من الأمراض والرعاية الصحية، الأمر الذي يتسبب في ازدياد عدد الوفيات بين المواطنين.
وعزت ندرة المواد الغذائية والدوائية إلى عمليات النهب والسرقة والتخريب التي طالت المنشآت الصحية والتجارية والمخازن.
وأشارت إلى أن الأهالي في ولاية الجزيرة وسط السودان يعانون من الانتشار الواسع للالتهابات والحميات والملاريا، في ظل غياب الرعاية الصحية وشح الأدوية والعقاقير المنقذة للحياة بشكل كبير، مشيرة إلى أنه في حال العثور عليها تكون منتهية الصلاحية أو غير مخزنة بالطريقة الصحيحة ما يؤدي لفسادها.
واتهمت قوات الدعم السريع بمفاقمة الأزمة باستهدافها المنشآت الصحية والمخازن الطبية تاركة الأهالي في مواجهة الموت المحقق. ولفتت إلى أن الإتاوات التي تفرضها قوات الدعم السريع على التجار أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع والمواد الغذائية، مما زاد من الضائقة المعيشية.
وقالت إن “القوات التي يتزعمها ” محمد حمدان دقلو “تواصل عمليات النهب على الرغم من فرضها إتاوات وفرضها “رسوم حماية” من هجمات “مرتزقتها” على التجار”.
وأشارت إلى أن الشلل الاقتصادي الذي أصاب المنطقة ألقى بظلاله على المواطنين الذين يعيشون أوضاعاً أمنية ومعيشية بالغة الصعوبة، منذ استيلاء قوات الدعم السريع على الولاية الواقعة وسط السودان في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ولفتت إلى ارتفاع عدد النازحين إلى 10.8 ملايين شخص، مبينة أن 52% من النازحين هم أطفال دون سن 18 عامًا. ويهدد النقص الحاد في الغذاء ثلثي السودانيين حسب إحصاءات الأمم المتحدة، فيما بينت إحصائية نشرتها المنظمة الدولية للهجرة الثلاثاء أن 90% من إجمالي الأسر النازحة في السودان، لا تستطيع تحمل تكاليف الغذاء.
ويواجه 25 مليون سوداني الجوع الشديد، بعد أن دمرت المعارك المتواصلة منذ منتصف أبريل/ نيسان من العام الماضي الأنشطة الاقتصادية والزراعية والبنية التحتية في البلاد، بينما فقد معظم السكان وظائفهم ومصادر دخلهم وممتلكاتهم.
المصدر:( القدس العربي)