الخرطوم: تجدد القصف المدفعي في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ما أسفر عن سقوط قتيلين على الأقل وعشرات الجرحى.
وتحاصر قوات الدعم السريع الفاشر منذ يونيو/ حزيران الماضي، بينما يتمسك الجيش السوداني وقوات الحركات المساندة له في المدينة التي تعد آخر معاقل الحكومة السودانية في إقليم دارفور.
ويحذر حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، من استعدادات تقوم بها قوات الدعم السريع لشن هجوم كبير على الفاشر، مشيراً إلى أنها تقوم بحشد مرتزقة للمشاركة في العملية التي تستهدف المدينة التي تعد العاصمة التاريخية لإقليم دارفور.
وقال إن قوات الدعم السريع تتبع سياسة الأرض المحروقة في الفاشر، مندداً بقصف مناطق المواطنين واحراق مؤسسات الدولة.
وأفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر بتنفيذ قوات الدعم السريع هجوماً مدفعياً، أمس الثلاثاء، استهدف الأحياء السكنية والمستشفيات ومراكز الإيواء.
وقالت إن عمليات التدوين المدفعي “العنيف” طالت مراكز الإيواء في مدرسة الاتحاد الثانوية وابن سيناء وبعض المنازل المجاورة لها مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من الهجوم على معسكر أبو شوك “للنازحين” الواقع شمال غرب الفاشر، حيث سقطت أربع راجمات على مساكن النازحين، الذين يواجهون في الأساس أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد بسبب الحصار ونقص الغذاء فضلاً عن تداعيات موسم الخريف.
وكانت حكومة إقليم دارفور قد اتهمت الدعم السريع بمصادرة مساعدات من منظمة الصحة العالمية في منطقة “الكومة” شمال دارفور كانت في طريقها إلى مدينة الفاشر. وطالبت حكومة دارفور التي تتمركز في الفاشر منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف الانتهاكات.
ويأتي ذلك في وقت تلوح قوات الدعم السريع بتكوين حكومة في مناطق سيطرتها، الأمر الذي ترى القوة المدنية السودانية أنه يحمل نذر تقسيم البلاد، محذرة من تكرار السيناريو الليبي. وحذر حزب الأمة القومي من مغبة تشكيل أي حكومة مؤقتة قبل إيقاف الحرب، مشدداً على أن ذلك يفتح الباب لتقسيم البلاد وتكرار نماذج مشابهة في المنطقة.
وقال إنه يمضي في تحركات تهدف إلى توحيد الصوت المدني عبر مؤتمر مائدة مستديرة يضم كل القوى السياسية والمدنية السودانية الرافضة للحرب؛ ويعمل مع حلفائه على خطوات تمهيدية تفتح الطريق لحوار سوداني حقيقي.
ودعا إلى ضرورة استمرار جهود المبادرة المصرية والاتحاد الإفريقي والإيغاد والبناء على المشتركات وإيجاد مقاربات حول قضايا التباين التي أظهرتها نتائج الحوار الأخيرة في القاهرة وأديس أبابا.
وفي معسكر كساب للنازحين في محلية كتم، شمال دارفور، أودت الأمطار الغزيرة بحياة 5 نازحين وتدمير عشرات المنازل.
وحذرت غرف الطوارئ في المعسكر من الأوضاع الكارثية التي خلفتها الأمطار الغزيرة التي هطلت ليلة أمس الأول وتسببت في سيول وفيضانات غمرت نطاقاً واسعاً من المعسكر، مشيرة إلى أن عشرات النازحين أصبحوا بلا مأوى بعد انهيار منازلهم.
وأشارت إلى أنه في ظل توقعات الأرصاد الجوية باستمرار الأحوال الجوية غير المستقرة واحتمال تكرار هطول الأمطار والسيول، يواجه النازحون في معسكر كساب حالة من الخوف والقلق المستمر. يضاف إلى ذلك الوضع الصحي المتدهور والنقص الحاد في الغذاء الأمر الذي تسبب في حدوث مجاعة بالمعسكر.
ووجهت نداءً عاجلاً إلى جميع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية للتدخل الفوري وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لسكان معسكر كساب في محلية كتم، مشيرة إلى الحاجة الماسة إلى توفير المأوى والغذاء والخدمات الصحية للنازحين الذين يواجهون أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد