أولمبياد باريس-سباحة: الصينيون يحتفلون بذهبية بان وينتقدون اتهامات المنشطات

بكين (أ ف ب) – احتفل عشاق الرياضة في الصين بأول ميدالية ذهبية لبلادهم في منافسات السباحة في أولمبياد باريس والتي فاز بها بان جانلي، الخميس، مستنكرين الاتهامات الأميركية بتعاطي المنشطات الصادرة في الأشهر الأخيرة.

السباح الصيني بان جانلي (يمين) يحتفل بفوزه بالذهبية والرقم القياسي العالمي لسباق 100 م حرة في ألعاب باريس في 31 تموز/يوليو 2024 © جوناثان ناكسترند / اف ب

وحطّم السباح الشاب الذي سيحتفل بعيد ميلاده العشرين بعد أيام قليلة، رقمه القياسي العالمي في سباق 100 م حرّة في طريقه الى الذهب الأربعاء، متقدّماً بفارق أكثر من ثانية عن وصيفه الأسترالي كايل تشالمرز.

قطع المسافة بزمن 46.40 ثانية ماحيا رقمه القياسي السابق (46.80 ث) والذي سجّله في بطولة العالم في الدوحة في شباط/فبراير الماضي، معزّزاً شعبيته في بلاده.

وأثار فوزه غضب وتشكيك المدرب الأسترالي بريت هوك الذي قال إن الأداء “غير ممكن إنسانيا”.

وقال العداء الأسترالي السابق الذي أصبح الآن مواطناً أميركياً على حسابه في إنستغرام “هذا ليس حقيقياً، لا يمكنك التغلّب على هؤلاء السباحين – كايل تشالمرز، (الروماني) دافيد بوبوفيتشي، (الأميركي) جاك أليكسي – بهذا الفارق الكبير. هذا ليس ممكناً من الناحية الإنسانية”.

وجاء فوز بان بعد أشهر من الشكوك المحيطة بمنتخب السباحة الصيني. تأجّجت الاتهامات بشكل أساسي من قبل السلطات الأميركية التي اتهمت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) بالتهاون تجاه الصين بعد قضية الحالات الإيجابية للفحوص لمادة محظورة.

أدان مستخدمو الإنترنت الصينيون الخميس ازدراء بعض المراقبين والرياضيين الأجانب، خاصة بعد اتهام بان جانلي لكايل تشالمرز بتجاهله بعدم الرد على تحياته في الأيام الأخيرة.

وكتب أحد المستخدمين على شبكة التواصل الاجتماعي ويبو متوجهاً الى جانلي “جميع الأجانب الذين شكّكوا في أدائك يعرفون الآن كم أنت استثنائي!”.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية اليومية وقناة “أيه آر دي” الألمانية أعلنتا في نيسان/أبريل الماضي، أن 23 سباحًا صينيًا ثبت تناولهم في عام 2021 مادة تريميتازيدين، المحظورة منذ 2014، خلال مسابقة محلية قبل أشهر قليلة من أولمبياد طوكيو.

“مبادئ”

لكن لم تتم معاقبتهم، بعد أن قبلت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات فرضية السلطات الصينية التي تقول إنهم وقعوا ضحايا لتلوث غذائي عرضي في مطابخ الفندق الذي كانوا يقيمون فيه.

لم تستأنف وادا ولا حتى الاتحاد الدولي للسباحة هذا القرار. وبعد تعرضها للضغوطات منذ نيسان/أبريل، أوضحت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات أنه ليس لديها أدلة مقنعة لدحض نظرية التلوث.

وشددت وادا على أن المستويات المنخفضة جدا من هذه المادة الموجودة في عينات البول والتي كانت إيجابية ثم سلبية في عينات متتالية، يمكن أن تكون متوافقة مع تناولها عن طريق الخطأ.

اشخاص يتابعون على شاشة عملاقة في مطعم ببكين سباق 100 م حرة في السباحة في العاب باريس في 31 تموز/يوليو 2024 © أديك بيري / اف ب

ولكن، في أعقاب ما كشفت عنه صحيفة نيويورك تايمز وقناة أيه آر دي، تحدثت الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات عن “تغيير على أعلى مستوى في الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات”.

وكلفت وادا مدعياً عاماً مستقلاً بفحص طريقة تعاملها مع القضية، وأشار إلى “عدم التدخل أو المخالفة”.

وفي صباح الخميس، تساءل زبائن مطعم ظل مفتوحا طوال الليل لمشاهدة فوز جانلي على شاشة كبيرة، عن الاتهامات الأمريكية. وقال وين يا (36 عاما) وهو موظف في مجال التكنولوجيا لوكالة فرانس برس: “إن الصينيين لديهم مبادئ وقناعات، ونحن نحتقر حقا أولئك الذين يخالفون القوانين والقواعد”.

واضاف “لدي ثقة في مدربينا ورياضيينا”.

اختبارات متعددة

وفي الأسبوع الماضي، أكد الاتحاد الدولي للسباحة أن السباحين الصينيين الذين يتنافسون في باريس خضعوا لفحوص “في المتوسط 21 مرة لكل منهم منذ الأول من كانون الثاني/يناير”، مقابل 6 مرات للأميركيين، و5 للإيطاليين، و4 للأستراليين، والبريطانيين والفرنسيين.

أعلن العديد من السباحين الصينيين أنهم خضعوا لفحوص متعددة خلال هذه الألعاب الأولمبية، وأحيانًا في وقت مبكر جدًا من الصباح.

بالنسبة لجانغ تشيانغ، النادل الشاب البالغ من العمر 18 عاماً، فإن تكرار هذه الفحوص كان له حتماً تداعيات على أداء المنتخب الصيني الذي كان باهتاً حتى الآن.

وقال لفرانس برس “إنهم يستيقظون في كل الأوقات (…) وهذا يعيق تركيزهم”.

كما استمتع مستخدمو الإنترنت الخميس بالتعليقات النارية التي أدلت بها أحدى مقدمات البرامج التلفزيونية العامة “سي سي تي في” خلال سباق بان جانلي.

وهتفت جاو جينغ، المحللة التلفزيونية والسباحة السابقة المتوجة ببطولة العالم، مرارًا وتكرارًا باسم السباح بصوت عالٍ خلال الأمتار الأخيرة، قبل أن تنفجر من الفرح عندما حطم الرقم القياسي العالمي.

وقال أحد مستخدمي ويبو “سنعمل مثل المقدمين التلفزيونيين الآن! بان جانلي كان هادئاً جداً، إنه رائع حقا ولا يصدق!”

Share this post