البرهان يستقبل رئيس الوزراء الإثيوبي … وأديس أبابا تؤكد حسن نواياها تجاه الخرطوم

عقد رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، أمس الثلاثاء، جلسة مباحثات مشتركة مع رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، في مباني قصر الضيافة بمدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية، منذ اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان من العام الماضي.
وحسب المجلس السيادي السوداني، اختتم رئيس الوزراء الإثيوبي، أمس، زيارة رسمية للبلاد استمرت ليوم واحد، ناقشت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأوضاع في السودان.
ويشار إلى أن الجارة الشرقية للسودان فاعل بارز في الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد”، وتسعى المنظمتان إلى لعب دور في التسوية بين الأطراف السودانية.
وكذلك، تربط البلدين مع الجارة الشمالية مصر، مباحثات حول سد النهضة الإثيوبي، الذي تمضي أديس أبابا في إنشائه، وسط شد وجذب في المباحثات بين الأطراف الثلاثة المستمرة منذ العام 2015.
وتأتي زيارة أحمد إلى الخرطوم بعد يومين من انعقاد مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية في العاصمة المصرية القاهرة، الذي ضم طيفاً واسعاً من القوى السودانية.
وخرج بيان مؤتمر القاهرة الختامي وسط خلافات بين القوى المشاركة، حيث رفضت عدد من المكونات البارزة – موالية للحكومة السودانية- التوقيع على مخرجات الاجتماعات.
وتعد هذه الزيارة الأولى لرئيس الوزراء الإثيوبي للسودان منذ اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان من العام الماضي.
وقال رئيس المجلس السيادي السوداني، عبد الفتاح البرهان، إن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي تأتي للدلالة على عمق العلاقات بين شعبي البلدين مبيناً أنها امتداد لصدق القيادة الإثيوبية وحسن نواياها تجاه السودان. وأكد على متانة العلاقات بين البلدين وأهمية المحافظة عليها.
وقدم البرهان تنويراً لرئيس الوزراء الإثيوبي حول الوضع في السودان متهماً قوات الدعم السريع بالتمرد على الدولة ومؤسساتها.
وقال خلال مخاطبته رئيس الوزراء الإثيوبي، إن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم وفظائع ضد الشعب السوداني فضلاً عن تدميرها للبنية التحتية للدولة واستهداف المؤسسات القومية.
وأكد حرص السودان على تطوير مجالات التعاون مع إثيوبيا ودفع المصالح المشتركة لشعبي البلدين.
وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي أن زيارته للبلاد تأتي للتضامن مع الشعب السوداني، مضيفاً “أن الأصدقاء الحقيقيين يظهرون وقت الشدة”.
وقال إن هذه الزيارة جاءت لتأكيد مساندة إثيوبيا حكومة وشعباً للسودان وإنها بمثابة رسالة تضامن مع شعب السوداني في محنته، قائلاً: “هذه الحرب ستنتهي وستبقى العلاقات بين البلدين راسخة ووطيدة”.
وأشار إلى أهمية السلام باعتباره أساس التنمية، لافتاً إلى أن مشكلات الدول يجب أن تحل داخلياً دون تدخل خارجي.
وقال رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، في تغريدة على حسابه على منصة “إكس” بمناسبة زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد للسودان: “شكراً لإثيوبيا حكومة وشعباً على مواقفها الداعمة لأمن واستقرار السودان”.
وحسب مصادر تحدثت لـ”القدس العربي” ناقش الجانبان قضية اللاجئين السودانيين العالقين في الغابات الإثيوبية في ظروف إنسانية بالغة التعقيد، بعد سلسلة من الاعتداءات التي نفذتها عصابات الشفتة الإثيوبية.
وبينت أن المباحثات شملت خيارات التسوية في السودان وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للسودانيين العالقين وسط المعارك.
وتأتي التحركات الإفريقية بالتزامن مع مبادرات إقليمية ودولية عديدة، تسعى إلى إعادة الأطراف السودانية المتقاتلة إلى طاولة التفاوض في خضم القتال المستمر في البلاد منذ أكثر من عام.
ويعيش السودانيون أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد، حيث تهدد نذر المجاعة ثلثي سكان البلاد، بسبب تداعيات الحرب المندلعة في البلاد، وفشل الموسم الزراعي في العديد من الولايات الزراعية التي دخلت في نطاق المعارك منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وراح ضحية المعارك المتصاعدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حسب إحصاءات أولية قامت بها نقابة الأطباء السودانيين، 30 ألف مدني على الأقل، في وقت رجحت أن يكون العدد الحقيقي أكبر بكثير في ظل التحديات المتعلقة برصد الضحايا وتوقف المستشفيات وعمليات استخراج أوراق الوفاة فضلاً عن التعقيدات المتعلقة بشبكات الاتصالات المعطلة في أنحاء واسعة من البلاد.
يأتي ذلك في وقت أدت المعارك الأخيرة المندلعة في ولاية سنار جنوب شرق البلاد، إلى موجة نزوح جديدة ليرتفع عدد النازحين السودانيين إلى 12 مليون سوداني، فيما اعتبرته الأمم المتحدة أكبر أزمة نزوح في العالم.

المصدر: القدس العربي

Share this post