مجلس الأمن يدعو إلى وقف الأعمال القتالية في السودان خلال شهر رمضان

الأمم المتحدة  – دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة إلى وقف فوري للأعمال القتالية في السودان من أجل شهر رمضان، وتبنى قرارا صاغته بريطانيا بأغلبية 14 صوتا، بينما امتنعت روسيا عن التصويت.

ويدعو القرار جميع الأطراف إلى ضمان إزالة أي عراقيل وتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر خطوط التماس، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني.

وتشمل تلك الالتزامات حماية المدنيين والأعيان المدنية، والتعهدات بموجب إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان المعروف باسم “إعلان جدة”.

ويشجع القرار المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان، رمطان لعمامرة، على استخدام مساعيه الحميدة مع الأطراف والدول المجاورة، لاستكمال وتنسيق جهود السلام الإقليمية.

والخميس، وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال اجتماع للمجلس نداء إلى “جميع الأطراف في السودان لاحترام قيم رمضان من خلال وقف الأعمال العدائية بمناسبة شهر رمضان”.

وأضاف غوتيريش “يجب أن يؤدي وقف الأعمال العدائية إلى إسكات الأسلحة بشكل دائم في جميع أنحاء البلاد ورسم طريق ثابت نحو سلام دائم للشعب السوداني”، محذرا من الأزمة الإنسانية “ذات الأبعاد الهائلة” والمجاعة التي تلوح في الأفق.

“رسالة قوية”

بعد اعتماد القرار رقم 2724، قال جيمس كاريوكي نائب الممثلة الدائمة للمملكة المتحدة إن القرار يرسل رسالة قوية للقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بضرورة الاتفاق على وقف فوري للأعمال القتالية خلال شهر رمضان. وحث الجانبين على العمل للاستجابة للدعوة الدولية الموحدة للسلام وإسكات البنادق وبناء الثقة والسعي لحل الصراع عبر الحوار.

وأعرب عن القلق بشأن الوضع الإنساني الخطير في السودان، والدعم لوكالات الأمم المتحدة ومجتمع العمل الإنساني وشدد على الحاجة لضمان الوصول الإنساني العاجل والآمن وبدون عوائق للمحتاجين. ورحب بكل جهود الوساطة للمساعدة في إنهاء هذا الصراع الوحشي.

“دور المجتمع الدولي”

آنا ايفستيغنيفا نائبة الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة فسرت الامتناع عن التصويت على مشروع القرار، وقالت إن بلادها دعت مرارا الأطراف السودانية إلى وقف الأعمال القتالية، مؤكدة أن هذا هو السبيل لحل كل المشاكل التي يواجهها السودان والتوصل إلى تسوية سياسية.

وقالت إن الأطراف السودانية هي التي تتحمل المسؤولية الرئيسية عن الوضع في بلدها، وهي التي يجب أن تقرر مستقبله. وذكرت أن مسؤولية ممثلي المجتمع الدولي، بمن فيهم أعضاء مجلس الأمن، هي تيسير ذلك وعدم فرض قواعدهم ومبادئهم على الدول ذات السيادة.

وأدى القتال منذ 15 نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، الرجل الثاني السابق في السلطة العسكرية، إلى مقتل آلاف السودانيين ونزوح نحو ثمانية ملايين آخرين.

واعتبر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث الجمعة أنه سواء تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو لا، من الضروري تحسين إيصال المساعدات الإنسانية، مندّداً بـ “مشاكل إيصال غير عادية”. ودعا الأطراف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات لبحث هذه القضية.

وأكد غريفيث أن النزاع أدى حتى الآن إلى نزوح 8,3 ملايين شخص، فر 1,7 مليون منهم إلى خارج البلاد.

ويحتاج نصف السكان البالغ عددهم 50 مليون نسمة إلى مساعدات إنسانية، و “أقل قليلاً من 18 مليون شخص على طريق المجاعة”، أي “بزيادة 10 ملايين شخص مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي”، بحسب غريفيث.

وشدّد على أنه بهدف منع تدهور الوضع في شكل أكبر، يجب إدخال مزيد من المواد الغذائية، وكذلك البذور لزراعتها للموسم المقبل.

لكنه تدارك “ليس لدينا أموال”، معربا عن أسفه لعدم الاهتمام الدولي بالأزمة في السودان.

وتبلغ قيمة خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة المخصصة للسودان في العام 2024، 2,7 مليار دولار، لكنها موّلت بنسبة 4 بالمئة فقط.

اليراع-الامم المتحدة -(رويترز)-(ا ف ب)

Share this post