الخارجية السودانية: مقتل 116 شخصاً خلال هجمات «الدعم السريع» على كردفان والجزيرة

الخرطوم-اتهمت وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بقتل 116 شخصاً على الأقل خلال هجمات نفذتها في عدد من مدن وقرى جنوب كردفان والجزيرة.
وقالت، في بيان أمس الخميس، إن “قوات الدعم السريع هاجمت خلال الأسبوع الجاري المدنيين في ولاية جنوب كردفان في مناطق هبيلا والدلنج، ولقاو، مشيرة إلى أنها أحرقت خمس قرى وقتلت أكثر من 60 شخصاً من المدنيين العزل، واختطفت عدداً آخر منهم، إلى جانب إتلاف آلاف الأفدنة المزروعة بالمحاصيل الغذائية.
وأضافت: “وظفت القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو “حميدتي” التعتيم الإعلامي الذي فرضته بسبب قطعها شبكات الاتصالات خاصة في ولايتي الخرطوم والجزيرة لتصعيد عملياتها الإرهابية ضد المدنيين وسكان القرى في مناطق غرب سنار وولاية الجزيرة”.
وأكدت مقتل 20 مواطناً َمن قرية ود العزيز، غرب سنار، وأكثر من 17 من قرية ود البليلة، غرب ولاية الجزيرة، و12 من قرية معيجنة و7 آخرين من قرية العقدة المغاربة، فضلاً عن الهجوم على قرية أم دوانة ريفي طابت وقرية أبوعدار وغيرها من القرى الآمنة التي لا توجد بها حتى أقسام للشرطة أو مكاتب حكومية.
وأشارت إلى أن الدعم يحاصر مدينة طابت الشيخ عبد المحمود في ولاية الجزيرة، وتمنع خروج أو دخول المواطنين أو وصول البضائع والإمدادات إليها.  وإلى جانب قتل المدنيين، اتهمتها بإذلال المواطنين واختطاف بعضهم ونهب ممتلكاتهم خاصة السيارات والآليات الزراعية، فضلاً عن اختطاف عشرات النساء من إحدى مناطق الخرطوم بحري، وتعريضهم للعنف الجنسي، مما دفع حوالي مئة أسرة للنزوح من المنطقة.
وقالت شبكة “صيحة” النسوية إن حوالي 180 امرأة اغتصبت في مناطق سيطرة الدعم السريع.
ووصفت وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بـ”عصابات الميليشيات الإجرامية”، مشيرة إلى أنها هاجمت خلال الأسبوع الجاري المدنيين في ولاية جنوب كردفان في مناطق هبيلا والدلنج ولقاو، وأحرقت خمس قرى، كما قتلت أكثر من 60 شخصاً من القرويين العزل، واختطفت عدداً آخر منهم، إلى جانب إتلاف آلاف الأفدنة المزروعة بالمحاصيل الغذائية.
وفي السياق، قالت لجان المقاومة في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة إن المدنيين هناك يواجهون “الموت الصامت”، متهمة قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم قتل وانتهاكات واسعة في ظل انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت وما فرضته من تعتيم إعلامي في نطاق واسع من البلاد. ونددت بما اعتبرته تواطؤاً من بعض شركات الاتصال مستنكرة قطع الاتصالات والإنترنت لمدة تتجاوز الأسبوعين، الأمر الذي أدى إلى عزل المنطقة وحجب المعلومات.
واعتبرت عودة الاتصالات والإنترنت في عدد من مناطق سيطرة الجيش فقط مؤشراً لتورطه أيضاً في هذه العزلة المفروضة على ولاية الجزيرة وباقي الولايات الأخرى.
وقالت إن قوات الدعم السريع نفذت هجمات واسعة استهدفت مدن وقرى الولاية مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى من المدنيين فضلاً عن أعمال الاغتصاب والنهب المسلح.
وأضافت: “قاوم إنسان الجزيرة دفاعاً عن الأرض والعرض وقدم خيرة أبنائه شهداء، مع عدم توفر سلاح له إلا إيمانه بأرضه وقيمه النبيلة مع ندرة شديدة في الغذاء والعلاج وأبسط مقومات الحياة”.
وتابعت: “باتت ولاية الجزيرة بين سندان الدعم السريع ومطرقة قيادة الجيش”، متهمة الطيران العسكري بالقصف المتواصل للولاية واستهداف المدنيين في ظل ما اعتبرته “صمتاً مريباً” من جهة قيادات القوى السياسية عن الانتهاكات التي تحدث في الجزيرة.
واستنكرت تجاهل المجتمع الدولي لتداعيات حرب السودان وغضه الطرف عما يواجهه المدنيون العزل من انتهاكات طرفي الحرب، محذرة من أن الصمت العالمي يقود البلاد نحو حرب أهلية باتت وشيكة في السودان.
وندد حزب الأمة القومي بهجوم قوات الدعم السريع على عدد من قرى محلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة أسفر عن قتل وإصابة العشرات من المدنيين ونهب وسلب للممتلكات وترويع وتشريد المواطنين من قراهم التي ليس لها أية علاقة بالمناطق العسكرية.
واستنكر بشدة استمرار هذه الانتهاكات مطالباً قوات الدعم السريع بالإيفاء بالتزاماتها المعلنة بحماية المدنيين وعدم الدخول إلى القرى والمناطق السكنية. وشدد على أن استمرار هذه الانتهاكات سيزيد من حدة الاحتقان وسيؤدي إلى انزلاق البلاد إلى الحرب الأهلية، مطالباً كافة المنظمات الدولية والمحلية برصد كافة انتهاكات الحرب وإدانتها. في مقابل الاتهامات الواسعة التي تواجهها، قالت قوات الدعم السريع “إنها تتعامل مع البلاغات والشكاوى الواردة بشأنً تعرض بعض القرى بولاية الجزيرة إلى انتهاكات بحق المدنيين من قبل متفلتين، بالجدية والحسم اللازمين”. وأشارت إلى أنها وجهت فور تلقيها تلك البلاغات، لجنة “حسم التفلتات والظواهر السالبة وقيادة القوات بولاية الجزيرة” بالتحرك الفوري إلى تلك القرى والتعامل الحاسم مع المتفلتين واستخدام كافة الوسائل التي تضمن أمن وسلامة المواطنين والوقوف على الشكاوى ومعالجتها فوراً.
وما تزال تتصاعد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي مما أسفر عن مقتل أكثر من 13 ألف سوداني على الأقل وتشريد 7 ملايين بين نازح ولاجئ، بينما 25 مليون نذر المجاعة وفق إحصاءات الأمم المتحدة.

 

(القدس العربي- وكالات)

Share this post