محمد الفكي: الاستجابة الدولية للأوضاع الإنسانية في السودان لا تتناسب مع حجم الكارثة

الخرطوم-  طالب عضو مجلس السيادة السوداني السابق، محمد الفكي سليمان، المجتمع الدولي بتدارك الوضع الإنساني في السودان، مشيراً إلى تقارير الأمم المتحدة المفزعة بالخصوص.
ولفت إلى أن تداعيات الحرب المندلعة في السودان منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي خلفت واحدة من أكبر المآسي الإنسانية خلال العقود الأخيرة، مبدياً أسفه من أن تجاوب المجتمع الدولي لا يتناسب مع حجم الكارثة في السودان.
واستنكر استمرار وجود الأوضاع الإنسانية ضمن أجندة التفاوض وترك المدنيين أسرى رهائن عبر سلاح التجويع لخدمة أجندة سياسية، مشدداً على أن ذلك يخالف قوانين الحرب.
وأضاف: “ما زلنا نرفع صوتنا وبصورة يومية عبر المنصات المختلفة بأن يدرك العالم الوضع الإنساني في السودان”.
والأربعاء الماضي، أطلقت الأمم المتحدة نداءً إنسانياً لتوفير 4.1 مليارات دولار، لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً للسكان المدنيين في السودان الذي تعصف به الحرب منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
جاء ذلك في إطار خطط الاستجابة الإنسانية والاستجابة للاجئين في السودان لهذا العام والتي تهدف إلى الوصول إلى نحو 15 مليون شخص داخل البلاد، بالإضافة إلى أكثر من مليونين في البلدان المجاورة.
وأدى اتساع نطاق القتال في السودان، بما في ذلك ولاية الجزيرة، والتي تمثل سلة الغذاء في البلاد، إلى نشوء واحدة من أكبر أزمات النزوح والحماية في العالم، فيما يتفشى الجوع، حيث يواجه ما يقرب من 18 مليون شخص حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد.
يستمر القتال الكثيف في إتلاف شبكات إمدادات المياه وغيرها من البنى التحتية المدنية الحيوية في السودان، حيث يعتبر ما يقرب من ثلاثة أرباع المرافق الصحية خارج الخدمة في الولايات المتضررة من النزاع.
وتنتشر أمراض مثل الكوليرا والحصبة والملاريا في وقت يفتقر فيه ثلثا السكان إلى الرعاية الصحية. هناك حوالي 19 مليون طفل خارج المدرسة، وتنتشر انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع، مع استمرار ورود تقارير عن العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومفوضية اللاجئين في بيان مشترك من أن نصف سكان السودان بما يقدر بحوالي 25 مليون شخص، أصبحوا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية بعد مرور عشرة أشهر على اندلاع الصراع في البلاد، وفر أكثر من 1.5 مليون شخص عبر حدود السودان إلى جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.
تدعو خطة الأمم المتحدة للاستجابة والاحتياجات الإنسانية في السودان لهذا العام إلى توفير 2.7 مليار دولار من أجل الوصول إلى 14.7 مليون شخص.
وتنسق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين، والتي تطالب بتوفير مبلغ 1.4 مليار دولار وتستهدف حوالي 2.7 مليون شخص في خمس دول مجاورة للسودان. أشارت تقارير للأمم المتحدة مطلع الشهر الجاري إلى أن حجم الاستجابة الإنسانية للأوضاع في السودان لم تتجاوز 4%.
ولفت وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، أن عشرة أشهر من الصراع سلبت الشعب السوداني كل شيء تقريباً؛ سلامتهم ومنازلهم وسبل عيشهم.
وأشار إلى ضرورة دعم المانحين من أجل توفير الغذاء والمأوى والمياه النظيفة والتعليم للأطفال فضلاً عن مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي ورعاية الناجين.
وقال إن نداء العام الماضي حصل على أقل من نصف مستوى التمويل، مشيراً إلى أهمية القيام بما هو أفضل من ذلك وبشعور متزايد بالحاجة الملحة. ولفت إلى أن الحرب اجبرت أكثر من 1.5 مليون شخص على الفرار إلى البلدان المجاورة التي تعاني أصلاً من استنزاف الموارد وتستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين، من بينهم لاجئون وأشخاص يضطرون للعودة إلى بلدانهم الأصلية قبل الأوان. ويصل معظم اللاجئين إلى مواقع نائية يصعب الوصول إليها وتفتقر إلى الخدمات الأساسية.
وطالبت قوى الحرية والتغيير الأطراف المتقاتلة في السودان بإنهاء الحرب والإيفاء العاجل بتعهداتها في منبر جدة، محذرة من تداعيات الأزمة التي أودت بحياة 15 ألف سوداني على الأقل وتشريد حوالي 9 ملايين بين نازح ولاجئ.
وذكرت الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالتزاماتهم المتعلقة بإيصال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة للإغاثة وحماية العاملين والمؤسسات العاملة في العمل الانساني بشكل كامل وتسهيل إجراءات دخولهم للبلاد ووصولهم لكل المناطق

(القدس العربي)

Share this post