قال حزب الأمة القومي إن انهيار مباحثات جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يشكل خيبة أمل للشعب السوداني، متهماً الأطراف المتقاتلة بعدم الاكتراث بمعاناة المدنيين.
وندد حزب الأمة القومي بإخفاق الجانبين مرة أخرى بعد استئناف المباحثات الشهر الماضي، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي ينظر فيه الشعب السوداني إلى مفاوضات جدة في انتظار الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق ينهي معاناته ويعيد الاستقرار إلى بلادنا، تنتهي هذه الجولة دون تقدم يذكر. وقال إن التصعيد الإعلامي والخطابات غير الحكيمة تشير إلى عدم توفر الإرادة السياسية لدى أطراف الحرب لتنفيذ ما اتفق عليه في الجولات السابقة من المباحثات والوصول لاتفاق وقف إطلاق نار.
وحمل من وصفه بـ»الطرف المتشدد» مسؤولية فشل المباحثات، مضيفاً: «إنه على مدى ثمانية أشهر كانت المناورات السياسية في العملية التفاوضية هي السمة الغالبة، وإن معاناة الشعب السوداني هي آخر اهتمامات طرفَي الحرب وداعميهم وأن ذلك أمر مؤسف للغاية».
وشدد الحزب الذي يعد من المكونات البارزة لتحالف قوى الحرية والتغيير، أن إنجاح عملية التفاوض يحتاج لإرادة سياسية وإعلاء للمصلحة الوطنية والوصول لقناعة بأن الحرب لا يمكن أن تحقق أي مكاسب، وأن المكسب الحقيقية هو اتخاذ القرارات الشجاعة بالإقبال على التفاوض بإرادة للوصول إلى سلام حقيقي.
وأضاف أن «التصريحات غير المسؤولة وتوزيع الاتهامات والتنصل عن المسؤوليات تؤكد عدم توفر هذه الإرادة للوصول لاتفاق» مناشداً الجيش و»الدعم السريع» بضرورة الالتزام بتعهداتها واستشعار المسؤولية الوطنية والعمل الجاد على إنجاح العملية التفاوضية في جدة.
وشدد على أن هزيمة الحرب تتحقق بتوحد الشعب السوداني حول الموقف الرافض لاستمرارها، داعياً إلى توحيد جهود القوى المدنية في مواجهة الداعين لاستمرار الحرب الذين يهددون وحدة الوطن وسلامته.
وبعد عشرين يوماً على اندلاع الحرب السودانية، انطلقت في 5 مايو/أيار الماضي، مباحثات جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بوساطة أمريكية سعودية.
وبعدها بستة أيام وقع الجانبان على إعلان جدة لحماية المدنيين، لكن المعارك الطاحنة تصاعدت داخل العاصمة الخرطوم وتمددت في إقليم دارفور وكردفان.
وفي يوليو/ تموز الماضي، وصلت المباحثات بين الجانبين إلى جدار مسدود بعد فشل الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار. وبناء على أولويات جديدة محددة بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وإجراءات بناء الثقة، استؤنفت المباحثات مرة أخرى في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وبعد مباحثات استمرت أسبوعين، أعلنت الوساطة السعودية الأمريكية تجديد الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الالتزامات الخاصة بحماية المدنيين والمرور الآمن للمساعدات الإنسانية، فيما فشل الجانبان في التوصل إلى اتفاق وقف عدائيات.
ووقع الجانبان على وثيقة التزامات تعهدا خلالها بضمان سلامة المساعدات والعاملين في المجال الإنساني وموافقتها على تشكيل مشترك للقضايا الإنسانية بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة يهدف إلى إزالة العوائق التي تعترض انسياب العون الإنساني.
واتفقا على تشكيل لجنة مشتركة للقضايا الإنسانية بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان يهدف إلى إزالة العوائق التي تعترض انسياب العون الإنساني.