كشف تحالف قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) أهم أجندة مباحثات جدة المرتقبة بين طرفي النزاع المسلح.
ومن المرتقب أن تعاود مباحثات جدة لوقف الحرب بين طرفي النزاع المسلح في السودان، الخميس المقبل، وفقاً لما قاله نائب القائد العام للجيش السوداني وعضو مجلس السيادة، شمس الدين كباشي في فيديو مسرب له أثناء تنوير لضباط وعسكريين، الأحد.
وأكدت مصادر لـ”القدس العربي” أن وفد الحكومة السودانية في مفاوضات جدة، يضم (رئيس الوفد قائد القوات البحرية اللواء محجوب بشرى، ومقرر الوفد اللواء أبو بكر فقيري، والسفير عمر صديق من وزارة الخارجية، والمترجم المقدم طلال سليمان)، قالت إن الوفد سيصل اليوم الثلاثاء، إلى مدينة جدة السعودية لاستئناف المحادثات الخميس القادم. وإلى ذلك، كشف تحالف قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) أجندة مباحثات جدة القادمة، وقال القيادي بالتحالف عروة الصادق لـ”القدس العربي”، إن أهم أجندة عودة استئناف منبر جدة تتمحور حول الإجراءات الأمنية والعسكرية التي يجب اتخاذها لتحقيق السلام والأمن في البلاد ووقف إطلاق النار.
وأوضح أن الإجراءات تشمل إعادة الأمن والاستقرار إلى المناطق المتضررة وضمان عدم عودة النزاع مجدداً، وكذلك الإجراءات الإنسانية التي يجب اتخاذها لتحسين الوضع الإنساني في المنطقة المتضررة من النزاع العسكري.
وأشار إلى أن الأجندة ستشمل كذلك توفير المساعدات الإنسانية اللازمة للمدنيين المتضررين وإعادة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم بما في ذلك إلزام الجميع بإخلاء كافة الأعيان المدنية التي “يصر البعض على جعلها عقدة في منشار التفاوض”، حد قوله.
ولفت “الصادق” إلى أن هناك دوراً جديداً للدول المجاورة والأصدقاء في المنطقة في إنهاء النزاع العسكري ومراقبة وقف إطلاق النار ودعم تحقيق السلام والأمن بالمنطقة، كما أن هناك دوراً للمجتمع الدولي والتزاماته المالية والإنسانية لتحقيق السلام والأمن في السودان، وكيفية توفير الدعم اللازم لإنهاء النزاع العسكري وضمان الاستقرار في المنطقة برمتها. وفي 11 مايو/ أيار الماضي، وقع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على إعلان جدة بوساطة أمريكية- سعودية، والذي كان من المنتظر أن يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، لكنه انهار بسبب الخروقات المستمرة.
وفي يوليو/ تموز، علقت الوساطة المحادثات، قبل أن يسحب الجيش السوداني وفده المفاوض مشترطاً التزام الدعم السريع بتنفيذ بنود الإعلان الانسحاب من منازل المواطنين والأعيان المدنية.
ووفق لـ”الصادق”، لن تشمل مباحثات جدة القادم أي حديث سياسي أو نقاش عن تشكيل حكومة، مبيناً أن ذلك رهين بتوافق القوى المدنية التي قال إنها بدأت اجتماعاتها التشاورية أمس بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
أما عن مشاركة الاسلاميين في المفاوضات السياسية القادمة، قال القيادي بقوى الحرية والتغيير: “بعض الإسلاميين مشاركون عبر القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري، كالمؤتمر الشعبي، ولكن لا مجال لأولئك الذين أطاحت بهم الثورة ولا زالوا يريدون حرق البلاد”.
وفي الموازاة، مع قرب استئناف المحادثات بين الجيش و”الدعم السريع” انخرطت قوى مدنية وسياسية في مؤتمر تحضيري بـ”أديس أبابا”، أمس الإثنين، لتشكيل جبهة مدنية لإيقاف الحرب. وقال رئيس الوزراء الانتقالي السابق، عبدالله حمدوك، في فاتحة المؤتمر، إن حرب 15 أبريل/نيسان تهدد وجود الدولة السودانية، وإن الوضع الراهن يحتم علينا تضافر كل الجهود لإنهاء “الحرب اللعينة” – حد وصفه – مشيراً إلى أن “الاجتماع التحضيري” يمثل بداية لعملية أكثر شمولاً تفتح المجال لمشاركة كافة القوى الوطنية المناهضة للحرب والداعمة للسلام والانتقال المدني الديمقراطي. وجزم بأن الحرب التي يشهدها السودان المنتصر فيها خاسر، داعياً إلى ضرورة إسكات صوت وخطاب الكراهية والتحريض على الحرب والإعلاء من شأن الوطن والسمو فوق الخلافات والعمل على تعزيز الوفاق. وناشد “حمدوك” المجتمع الإقليمي والدولي بذل المزيد من الجهود لوقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية.
ويشار إلى أن أكثر من 75 مشاركاً ومشاركة حضروا الاجتماع التحضيري في “أديس أبابا” ممثلين من القوى السياسية ولجان المقاومة وحركات الكفاح المسلح والنقابات والمهنيين وأطياف من المجتمع المدني غير الحزبي بمكوّناته الحديثة والتقليدية، لكن وبالمقابل غابت قوى وتحالفات سياسية مهمة عن الاجتماع مثل تحالف التغيير الجذري وغالبية الحركات المسلحة الموقعة على سلام جوبا وغيرهم.
(القدس العربي)