الخرطوم ـ قتل ثلاثة مواطنين سودانيين وطفلان وسقط عدد من الجرحى والمصابين، امس الخميس، جراء قصف مدفعي عشوائي على منطقة الواحة، غرب محلية كرري شمال أمدرمان، في حين وقعت اشتباكات بالقرب من منازل قائد قوات «الدعم» محمد حمدان دقلو «حميدتي».
وتعرضت منطقة الواحة إلى سقوط خمس دانات أطلقت من منطقة شمال بحري نتيجة لمعارك دارت بين الجيش و«الدعم السريع» حسب ما قال الحزب الشيوعي، في بيان.
وأضاف: «نتج عن سقوط الدانات وفاه ثلاثة مواطنين وطفلين وعدد من الجرحى والمصابين، وتعرضت عدة منازل وسيارات الى التلف وتهشيم الزجاج والنوافذ».
واعتبر أنه «بهذا الهجوم، تتعرض أكثر المناطق الآمنة في شمال أمدرمان إلى نيران المدافع وسقوط الدانات، وكل هذا بسبب استمرار هذه الحرب الكارثية التي تروع وتهدد أمن واستقرار المواطنين الأبرياء». وشدد على أن «إيقاف الحرب واجب».
كذلك شهدت الأحياء القديمة وسط أمدرمان مواجهات متقطعة بين طرفي النزاع، تخللها قصف مدفعي من قاعدة وادي سيدنا التابعة للجيش على مواقع وارتكازات لـ «الدعم» في المنطقة.
واستهدفت مسيرات الجيش تجمعات لقوات «الدعم» في منطقة الحاج يوسف شرق النيل، وحي أركويت شرق مدينة الخرطوم.
في غضون ذلك، أفاد مواطنون لـ «القدس العربي» عن سماع دوي انفجارات ضخمة وارتفاع أعمدة الدخان في المناطق المتاخمة لسلاح المدرعات جنوبي الخرطوم. وأشاروا إلى تواتر أنباء عن استهداف الجيش لمخزن ذخيرة يتبع لـ«الدعم» في المكان.
وأكدوا وقوع اشتباكات بالقرب من منازل قائد «الدعم» محمد حمدان دقلو «حميدتي» وأشقائه في حي جبرة جنوبي الخرطوم.
وكانت صفحات موالية للجيش قد نشرت مقطعا مصورا لتقدم قوة الجيش ناحية منزل «حميدتي» (منزل الزوجة الثانية) في جبرة.
ومنذ اندلاع الحرب في الخرطوم منتصف أبريل/نيسان الماضي، طوقت قوات «الدعم» منازل قائدها في جبرة على مدى يقارب ثلاثة كليومترات مربعة، ونشرت خلالها العربات المقاتلة والجنود ومضادات الطيارات الحربية والقناصة، تحسباً من أي هجوم مضاد.
ميدانيا كذلك، أعلن الجيش عن تدمير مركبات ومقاتلات عسكرية وسط الخرطوم من خلال استخدام مسيرات تابعة له، إضافة إلى تنفيذ عملية تمشيط من قبل قوات العمل الخاص المشتركة من الجيش وجهاز المخابرات العامة في ولاية شمال كردفان لشارع بارا – من قرية فرج الله حتى جبل عيسى غربا – حيث تمكنت القوة من استعادة عدد من العربات المنهوبة واستلمت عددا من الأسلحة المختلفة.
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، في موجز موقف العمليات يوم الأربعاء، إن «أبطال الفرقة 16 مشاة في نيالا صدوا هجوماً غاشماً على الفرقة من قبل الميليشيا المتمردة التي حشدت الآلاف من المرتزقة لكنهم ولوا مدبرين بعد أن تكبدوا خسائر في الأفراد والمعدات». واتهم «الدعم» بـ «قتل 9 مدنيين في قصف على مركز طبي ملحق بمسجد في مدينة الخرطوم» معتبرا أن «أن ذلك يأتي في إطار سلوكها الإرهابي واستهدافها الممنهج للمدنيين».
في حين أثار مقطع مصور يوثق تصفية جنود، جدلا في مواقع التواصل الاجتماعي، وتبادلا للاتهامات بين مناصري «الدعم» والجيش.
ويظهر المقطع جنودا يرتدون ملابس الجيش والقوات النظامية ويقومون بتصفية ثلاثة عناصر – قيل إنهم من قوات «الدعم» – ورميهم في حفرة.
وقالت قوات «الدعم» إنها «تدين بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا البرهان الإرهابية وكتائب المؤتمر الوطني المتطرفة بتصفية ودفن ثلاثة شباب في أمدرمان على أساس عنصري بغيض بزعم انتمائهم لقوات الدعم السريع وذلك بعد عصب أعينهم وتجريدهم من ملابسهم ووضعهم في حفرة».
وأكدت أنها «جريمة ترتقي الى مستوى جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية» داعية إلى «إدراج حزب المؤتمر الوطني وكتائبه المتطرفة ضمن قوائم الإرهاب الدولية وملاحقة قياداته».
ويشهد السودان من (15) أبريل/نيسان حربا مدمرة بين الجيش والدعم السريع بسبب خلافات حول قضايا الدمج والإصلاح العسكري والأمني، واتهامات متبادلة للاستيلاء على السلطة بالسلاح، سجلت على أثرها منظمات حقوقية أعدادا مهولة من الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
(القدس العربي)