الخرطوم- كشفت مبادرة «مفقود» التطوعية والتي تنشط في مجال البحث عن المفقودين قسريا في السودان، عن ارتفاع عدد الأشخاص المفقودين بسبب الحرب، موضحة في تقرير أمس الأحد أن هناك (350) شخصا مفقودين منذ اندلاع الحرب، عاد منهم (38) شخصا بينما وجد (7) أشخاص آخرون قتلى، ليبقى منهم (305) أشخاص مجهولي المصير.
ووفق التقرير، فترة الهدنة ما بين (22 إلى 29 مايو/ أيار) شهدت فقدان (22) شخصا، فيما ازدادت أعداد المفقودين من الإناث مقارنة مع التقرير السابق ليرتفع العدد إلى (24) امرأة.
وأوضح أن غالبية المفقودين قسرياً هم من الشباب في الفئة العمرية بين 20 إلى 35 سنة، وتمركزت أغلب الحالات التي تم رصدها والإبلاغ عنها في ولاية الخرطوم ومن ثم في عدد من المناطق الأخرى كالجنينة ومدني وبورتسودان وأيضاً الولاية الشمالية. ووفقا للمبادرة، ما زالت قوات الدعم السريع تعتقل أعداداً كبيرة من المدنيين وتخفيهم قسراً في معسكراتها ومقراتها، مما يشكل خطراً كبيراً على حياتهم.
وبينت أن عدد المفقودين قابل للزيادة أو النقصان، نسبة لتوسع رقعة الاشتباك وشح المعلومات وتذبذب وسائل الاتصال وصعوبة التبليغ والحركة للبحث عن المفقودين.
في الموازاة، أطلقت ناشطات وحقوقيات في السودان حملة للبحث عن النساء والفتيات المفقودات بسبب الحرب.
وأفادت المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي (صيحة) بأن عدد النساء والفتيات قد يكون أكثر بكثير عن إحصائيات مبادرة «مفقود» نظرا لتجنب الأسر التبليغ عن فقدان النساء والفتيات، خوفا من الوصمة الاجتماعية.
وأعربت المنظمة النسوية في بيان لها عن «بالغ الأسى لمقتل هالة أحمد إسحاق ـ من سكان الحاج يوسف ـ وإنصاف سرور فصل الله ـ من سكان الجريف غرب اللتين وجدتا مقتولتين بعد اختفائهما بمدة».
ووفق البيان: «بعض النساء اللواتي عُثر عليهنّ بعد خطفهنّ قد صرّحن بأنهن قد أكرهن من قبل قوات الدعم السريع باستعمال العنف والترهيب على أداء مهامٍ مختلفة، منها الطبخ وغسل ثياب الجنود في ظروفٍ صحيةٍ وأمنيةٍ رديئة للغاية».
ودعا البيان إلى الانضمام للحملة المناهضة لجرائم الإخفاء القسري للنساء في السودان والتي تهدف إلى المساعدة في إيجاد النساء والفتيات المفقودات إلى جانب رفع الوعي بهذه الجريمة عبر منصات التواصل المختلفة.
وشددت الحملة النسوية على أهميّة التبليغ عن الإخفاء القسريّ ونشر المعلومات عن المختفين من المجموعات المهمشة اجتماعيا واقتصاديا والأقليّات المختلفة، وذوي الإعاقة البدنية والعقلية، واللاجئين والنازحين وطفلات وأطفال الشوارع عبر هذه الحملة.
كما شجع مطلقو الحملة الناجيات من جرائم الإخفاء القسريّ على مشاركة قصصهن مع عبر الرسائل الخاصة في جميع منصات التواصل الاجتماعي للحملة، وبينوا أنه ستتم معاملة جميع هذه المعلومات بسريّة تامة.
(القدس العربي )