أحداث إقليم النيل الأزرق ومساعي فرض هيبة الدولة

إستطلاع أسامة محمد الهجا- الدمازين (سونا)-

إقليم النيل الأزرق الآن يشهد إستقراراً وأمناً، حيث عادت حركة البضائع والمسافرين، وعودة الأسواق لمواصلة أنشتطها واختفاء حالات التفلتات، ,المطلوب الآن من الحكومة تهيئة الظروف المناسبة لعودة الأسر إلى الإقليم، وفتح المدارس والجامعات وعودة النازحين إلى مناطقهم، والعمل على جبر الضرر للمتاثرين بالأحداث، ودراسة أسباب تأجيج الصراعات وإنهائها،  وضرورة إعداد دراسة لاحتياجات الشباب ودعمهم بمشروعات تسهم في استقرارهم وأسرهم،  ودفع  عجلة الإقتصاد، وتعويض  فشل الموسم الزراعي وذلك بتقديم الدعم العاجل للإقليم،  ودعوة منظمات المجتمع المدني والمؤسسات المتخصصة في عمل المجتمعات، لأن تلعب دوراً مهماً في عودة الحياة لطبيعتها وعلى وسائط الإعلام المختلفة  وقف بث سوالب الأحداث وتأجيج خطاب الكراهية  والعمل على بث رسائل تدعو للإسهام في تعزيز جهود الاستقرار والسلام  بالإقليم..  

 إنطلقت الأحداث التي إجتاحت إقليم النيل الأزرق خلال ثلاثة أشهر والتى؛ كانت الأعنف في تاريخ الإقليم من مدينة ودالماحي عاصمة محافظة  ودالماحي  جنوب الروصيرص التى أطلق عليها مسمى محافظة بموجب إتفاقية جوبا كغيرها من المحليات بالإقليم،  هذه  المحافظة  الحدودية مع دولة أثيوبيا والتي تقع على بعد كيلو مترات من سد النهضة، شهدت الأحداث المؤسفة  وامتدت شرارتها إلى بقية مدن التعلية، الأمر الذي أدى إلى نزوح مواطني تلك المناطق إلى مدينتي الرصيرص والدمازين، بينما شهدت مدينة الروصيرص هدوءاً هذه المرة  إجتاحت الأزمة الدمازين شمالاً ووسطاً، وأغلق المتفلتون المنافذ أمام  مغادرة الأسر إلى خارج الإقليم، ومنعت البصات السفرية والمركبات وشاحنات للمواد التنموية والبترولية من الدخول إلى الدمازين،  مما زاد الأمر تعقيداً إلا  أنه وعلى  الرغم من إغلاق المنافذ قد تمكنت الأسر من المغادرة والآن70٪ من الأسر قد غادرت إلى خارج الإقليم، وشهدت المدينتان مغادرة  ساكنيها إلى الشمال، وتلاحظ أن النزوح شمل في الاحداث الاخيرة جل  مكونات النيل الأزرق، حيث إكتظت بهم مدارس المدينتين وتخلو جنوب الروصيرص والدمازين تماماً من السكان، واتجهوا نحو النيل الأبيض عبر مناطق القرابين والدالي والمزموم بعيداً عن معبر الدمازين خوفاً من تكرار الأحداث السابقة.     

 إن الأحداث العنيفة والمعقدة لم تتح الفرصة لإطلاق المبادرات هذه المرة، باستثناء خارطة الطريق الأمنية التي أطلقتها لجنة إسناد المبادرة الوطنية، والتى وجدت قبولاً من المواطنين.

حاكم الإقليم أحمد العمدة أعلن حالة الطوارئ  وبذل قصارى جهده لاستقرار الأوضاع إلا أنه بعد تقييم الوضع من قبل الدولة والتي أعلنت  تدخلها بقوة لبسط هيبتها، حيث أصدر الفريق أول البرهان قراراً قضى بموجبه تعيين اللواء ربيع عبدالله حاكماً عسكرياً لمنطقة النيل الأزرق وتعيين مدير لشرطة الإقليم، اللواء ربيع  الذى أصدر أوامره المشددة لبسط هيبة الدولة وكان يتحرك  بنفسه ميدانياً لحسم التفلتات وكان أول تصريح له (قوله  لن ينام لنا جفن حتى نرى الإستقرار بالإقليم وسنقبض بيد من حديد على كل من يعكر صفو المواطن” حيث أصدر  أوامر للقوات المسلحة بمساندة القوات النظامية الأخرى ببسط هيبة الدولة، وكان يقود بنفسه العمليات وقد  استطاع أن يفتح الطرق التى أغلقها المتفلتون الأمر الذي وجد الإستحسان والقبول والإرتياح من المواطنين كافة والآن  إنسابت حركة نقل الركاب بعد عودة البصات لنقل الركاب من مواقعها بمدينتي الرصيرص والدمازين، إلى جانب إنسياب  حركة البضائع وعادت الحياة لطبيعتها للأقليم.

وكالة السودان للأنباء إستطلعت عدداً من المواطنين بعد استقرار الأوضاع بالإقليم، حيث أبدى الطيب الأنصاري -تاجر -إرتياحه لاستقرار الإقليم بعد فرض هيبة الدولة، ودعا إلى ضرورة بث رسائل عبر وسائط الإعلام تدعو إلى عودة الأسر للإقليم وممارسة حياتهم الطبيعية  مرة أخرى.

الأستادة منى بلة إبراهيم دعت إلى دراسة أسباب العنف والعمل على معالجتها، مطالبة الشباب بقيادة مشروع لعودة الحياة إلى طبيعتها، أما دكتورة سامية عوض التربي أستاذة جامعية، أشادت بخطوة فرض هيبة الدولة  بالإقليم، منادية بأن تتبع هذه الخطوة إجراءات  تعزز من عودة النازحين إلى مناطقهم وتوفير المأوى لهم والترتيب إلى إعادة فتح المدارس والجامعات مرة أخرى، داعية الأسر التى غادرت الإقليم إلى العودة لتعود الحياة إلى طبيعتها.

وثمن تاج الدين حسب الرسول يعمل بالتجارة الدور الذي لعبته القوات المسلحة والقوات النظامية في استقرار الأوضاع بالإقليم، معرباً عن أمله بأن تعود كامل الحياة للإقليم وفتح الأسواق مرة أخرى، مهندس محمد خير قال إن فرض هيبة الدولة سيسهم في إستقرار الأوضاع ويبعد شبح التمزق والإنزلاق نحو الحروب التي أنهكت البلاد، داعياً إلى مزيد من حماية المؤسسات والمرافق التي تقدم الخدمات للمواطنين والعمل على حماية القائمين على أمر هذه المرافق.

مهندس محمد جلال طالب  الدولة بالعمل على دراسة الأزمة من جذورها ومعالجتها وعدم السماح بتكرار مثل هذه الأحداث، وأمن على أهمية تحفيز العاملين في المرافق الحيوية لمضاعفة الإنتاج وحمايتهم فى مثل  هذه الظروف، أما شىيرين أبوالقايم ناشط إجتماعي  فأبدت إهتمامها بضرورة إخراج النازحين بالمعسكرات من تداعيات الأحداث العنيفة التي مروا بها بفقدهم لأقاربهم وأسرهم، بتكثيف المحاضرات والورش والندوات لتهيئتهم نفسياً للعودة للحياة، مشيدة بخطوة فرض هيبة الدولة التي أتت أكلها. 

Share this post