السلطات “تختطف” سكرتير الحزب الشيوعي، محمد مختار الخطيب، وعضو اللجنة المركزية صالح محمود، عقب عودتهما من زيارة لدولة جنوب السودان.

الخرطوم – اليراع الدولية- اعتقلت السلطات السودانية، امس، السكرتير السياسي للحزب الشيوعي، محمد مختار الخطيب، وعضو اللجنة المركزية وسكرتير العلاقات الخارجية، صالح محمود، عقب عودتهما من زيارة لدولة جنوب السودان.
وقال المتحدث باسم الحزب الشيوعي، حسن عثمان إن قوات غير معلومة داهمت منزل السكرتير التنفيذي للحزب محمد مختار الخطيب، واقتادته لجهة غير معلومة، في وقت اعتقلت جهات مماثلة، سكرتير العلاقات الخارجية في الحزب صالح محمود من مطار الخرطوم، عقب عودة وفد الحزب من جوبا الذي يضم إلى جانبهما عضوة اللجنة المركزية، آمال الزين.
واستنكر عثمان ما وصفه بـ الاعتقال غير المشروع والممارسات المناهضة للحريات ولشعارات الثورة السودانية».
ولفت إلى أن السلطات «لم تخطرهم بأي معلومات حول دواعي ومكان الاعتقال» محملا إياها مسؤولية سلامتهم.
وأضاف: الحزب ليس لديه أي معلومة حول أوضاع قيادته، مشيرا إلى تكليف لجنة قانونية لمتابعة المستجدات.
وكانت السلطات في دولة جنوب السودان قد احتجزت الخطيب ومحمود، اول أمس الأربعاء، ضمن وفد الحزب الذي كان يزور جوبا، وأخضعتهم للتحقيق، رغم تأكيد الحزب على أن الزيارة معلنة وتمت عبر القنوات الرسمية وبشكل قانوني

.
وقال الخطيب عقب العودة من جوبا: إن الزيارة كانت ناجحة بكل المقاييس وقامت بخطوات واسعة لتوحيد قوى الثورة والحوار مع القوى السياسية لإحداث تغيير جذري في السودان.
وأضاف: لا سلام حقيقيا يمكن أن يتحقق إلا بتحول ديمقراطي وسلام شامل وحل لكل قضايا السودان ومفارقة التبعية.
وأكد أنهم سيواصلون العمل من أجل التحول لسودان جديد يملك فيه الشعب السوداني مصيره وبناء وطن يسع الجميع، تكون فيه الدولة على مسافة واحدة من جميع الأديان وتحترم التنوع والتعدد، مشددا على استمرار الثورة حتى تحقيق الحرية والسلام والعدالة للشعب السوداني.
كذلك بينت الزين أن الوفد زار مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان ومدينة كاودا، جنوب غرب السودان والتي تسيطر عليها الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، مشيرة إلى توقيعهم اتفاقات مع حركتي تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، حول قضايا الراهن السياسي وقيام مركز موحد للمقاومة.
وأوضحت أن جهاز الأمن في جوبا اوقفهم بعد عودتهم من كاودا مباشرة، وأجرى معهم تحقيقا مطولا بمباني جهاز الأمن الجنوب سوداني وحول كيفية دخولهم لجوبا ومنها إلى كاودا، رغم أنهم قاموا بإجراءات سفرهم إلى جوبا بشكل صحيح وعبر سفارة دولة جنوب السودان.
وأضافت: قال لنا جهاز الأمن أن دولة جنوب السودان لديها مصالح يجب أن ترعاها خاصة وأنه راعي اتفاق السلام في السودان.
وزادت: جهاز الأمن الجنوب سوداني تعامل معنا بشكل جيد وعدنا للبلاد بإرادتنا.

وكان الحزب الشيوعى السوداني يمثل الأكثر مناهضة للانقلاب ووقف ضد اي اتفاق في المستقبل، وظل يسعى إلى جبهة موحدة لمواجهة الاستيلاء على السلطة.

ويتراجع الاقتصاد السوداني بشدة، فيما لا يوجد رئيس وزراء للبلاد منذ يناير كانون الثاني. وتعاني الشركات ركودا بينما يواجه المواطنون زيادات حادة في أسعار الغذاء والكهرباء والوقود.

وحمّل الحزب الشيوعي السلطات مسؤولية صحة وسلامة المعتقلين، واعتبر أن هذه ”عملية اختطاف“، محذرا السلطات من المساس بالقياديين.

وتعطل مسار الانتقال في السودان في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي؛ بعد انقلاب العسكريين بقيادة عبد الفتاح البرهان على الحكومة الانتقالية و أعلانه حالة الطوارئ في البلاد، وحل حكومة عبدالله حمدوك، والقبض على وزراء وقيادات الحكومة من الشق المدني، ثم تم الإفراج عنهم لاحقا

Share this post