اليراع- الخرطوم– قبل ساعات من إعلان رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بان الحكومة الانقلابية ستقوم بالافراج عن كافة المعتقلين السياسيين نفّذت السلطات الامنية حملة اعتقالات واسعة طالت قادة كثيرين في لجان المقاومة، فيما نقلت القيادي البارز في «تجمع المهنيين السودانيين» طه عثمان، إلى أحد سجون جنوب الخرطوم.
في الوقت نفسه، أعلن «محامو الطوارئ» أن سلطات الأمن داهمت منازل «ثوار»، وبثت الرعب بين أسرهم، واعتقلتهم بواسطة قوات مدججة بالأسلحة، بعد إطلاق أعيرة رصاص وعبوات غاز مسيّل للدموع من دون سبب وسط الأحياء السكنية.
ونفذّت السلطات الأمنية حملة اعتقالات واسعة على لجان المقاومة بكلّ محليات ولاية الخرطوم، تمّت في الساعات الأولى من فجر اول الأمس.
وقدّر عضو محامي الطوارئ غادة عباس بحسب صحيفة الانتباهة الصادرة، الجمعة، عدد المعتقلين نحو”200″ عضو من لجان المقاومة والتروس.
وفي السياق، كشفت المحامية والناشطة القانونية رنا عبد الغفار، بحسب الانتباهة، أنّ السلطات الأمنية نفذّت حملات اعتقالات بأحياء الكلاكلة، الأزهري، بحري، الصافية، أمدرمان القديمة، الفتيحاب، شملت لجان المقاومة والناشطين.
كما اقتحمت قوات الأمن منزل راشد عباش، في حي الأزهري جنوب الخرطوم، ضمن حملة اعتقلت فيها السلطات أعداداً كبيرة من المحتجين عقب المواكب الاحتجاجية، فيما قالت أسر المحتجين إنهم تعرضوا لعمليات «إخفاء قسري»، وإنها لا تعرف أماكن احتجازهم، ليصل بذلك عدد المعتقلين خلال الأيام الماضية إلى نحو 10 معتقلين من حي الديوم بالخرطوم وحده، وفقاً لبيان هيئة «محامو الطوارئ».
وامي صرح الناطق الرسمي باسم التجمع الاتحادي، جعفر حسن عثمان، إنّ (60) يوماً مضت على اعتقال، محمد الفكي سليمان، الرئيس المناوب للجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو واسترداد الأموال العامة، و40 يوماً مضت على اعتقال، بابكر فيصل، رئيس المكتب التنفيذي للتجمُّع الاتحادي.
ونبّه جعفر إلى أنّ المُعتقلين السياسيين من لجنة التفكيك محرومون من أبسط حقوقهم القانونية، لافتاً إلى أنّ السلطات تُواصل يومياً في اعتقال المزيد من الثوار وقيادات الحرية والتغيير ولجان المقاومة.
وشددت قوى الحرية والتغيير في السودان، الخميس، على أنها لن تمضي في أي عملية سياسية دون إطلاق سراح المعتقلين وإلغاء حالة الطوارئ ووقف قمع المتظاهرين.
اطلاق سراح منسوبي النظام السابق وإعادة تمكين المفصولين
ومن جهةٍ اخرى واصلت السلطات في إصدار اوامر إلغاء لقرارات لجنة تفكيك النظام السابق ومشروعه المسمى بالتمكين الذي عين فيه منسوبيه في كافة مفاصل الدولة واحال مئات الالاف في بداية سنوات حكم الإنقاذ للمعاش والصالح العام وبالأمس أطلقت السلطات السودانية سراح بعض قادة نظام الرئيس المعزول عمر البشير، وعدد من قادة «حزب المؤتمر الوطني» وعسكريين متقاعدين، بعد أن برّأتهم محكمة من تهم تصل عقوبتها إلى الإعدام.
وامس اطلقت محكمة سودانية، سراح القيادي في «حزب المؤتمر الوطني (التنظيم السياسي لحركة الإخوان المسلمين السودانية)» اللواء المتقاعد أنس عمر، وعدد من قادة «الإخوان» السودانيين، بعد أن وجّهت إليهم اتهامات بتقويض النظام الدستوري، ومعارضة السلطة بالقوة الجنائية، فيما برّأت المحكمة ذاتها 6 ضباط متقاعدين برتب مختلفة في الجيش وجهاز المخابرات، وعدداً آخر من المتهمين لعدم تقد
كما واصلت المحكمة العليا في اصدار اوامر بإلغاء قرارات لجنة إزالة التمكين حيث قامت مرة اخرى امس بإلغاء قرار بإنهاء خدمة المدير السابق لمطار الخرطوم الدولي ضابط مطار/ عصام الدين أحمد محمد طاهر .
وقضى قرار المحكمة العليا بعودته إلى عمله في شركة مطارات السودان المحدودة و إبطال كل الآثار القانونية المترتبة عليه منذ تاريخ صدوره.
كما أصدرت المحكمة العليا جملة من القرارات الخاصة بإعادة موظفين فصلتهم لجنة إزالة تمكين نظام البشير في السنوات السابقة.
كما أطلقت محكمة سودانية اخرى ، سراح حاكم إقليم وسط دارفور الأسبق و6 من العسكريين واثنين من المدنيين، بعد تبرئتهم من التهم الموجهة إليهم بمحاولة الإطاحة بنظام الحكم قبل نحو سنتين.
وجاء حكم البراءة بعد تراجع شاهد اتهام رئيسي، وهو واحد من أعضاء حزب الرئيس المخلوع عمر البشير، عن أقواله التي أدلى بها في يومية التحرّي، وأمام النيابة، حيث كشفت شهادته أولاً عن وجود مخطط لقلب نظام الحكم في ذلك الوقت، وتنفيذ حملة اغتيالات واسعة ضد أعضاء الحكومة الانتقالية والقيادات السياسية، وإثارة الفوضى في البلاد، بحسب العربي الجديد.