من آين لك هذا؟ حميدتي يعلن التبرع بمليون دولار وسط دعوات بكشف مصادر ثروة مملكته المالية

اليراع -أعلن زعيم مليشيات الجنجويد (قوات الدعم السريع ) نائب رئيس مجلس السيادة لدى مخاطبته تدشين عمل منظمتي أيادي الخير وساهم للتنمية المستدامة في حضور أكثر من ٧ آلاف شاب وشابة من طلاب الجامعات السودانية وفي حضور عدد كبير من رجال الاعمال عن تبرع شخصي منه بمبلغ مليون دولار لعلاج جرحى الثورة في الخارج وتخصيص مشاريع إنتاجية لإعاشة أسرهم، مشيراً إلى أن الفوج الأول أكمل العلاج بالمملكة الأردنية

مشيداً بالتبرع السخي للمنظمتين بمبلغ ١٠ ملايين من رئيس اتحاد أصحاب العمل (٥ ترليون جنيه بما يعادل ١٠ ملايين دولار، وتبرع السلطان أحمد حسين أيوب علي دينار بمبلغ ١٠٠ ألف دولار ، ورجل الأعمال علاء الدين بمبلغ ١٠٠ ألف دولار، وتبرعت شركة بوادي الضعين للإنتاج لصحابها رجل الأعمال “القذافي” بنصف مليون شتلة من شجرة الهشاب ومعاوية البرير بـ١٠٠ ألف شتلة موز ، ورجل الأعمال نزار بمبلغ ٥٠ ألف دولار ، فيما تكفلت منظومة الصناعات الدفاعية برعاية ٧ آلاف شاب وتوظيفهم ضمن المنظومة بالتعاون مع المنظمتين.)

من اين لك هذا

واعاد خطاب حميدتي جدل واسع في الاوساط السودانية عن لغز ثروات امبراطورية مليشيات الجنجويد المالية التي ظلت طي الكتمان طوال العقود السابقة

ولم تعرف لاسرة حميدان دلقو اي نفوذ مالي او قبلي قبل اندلاع احداث منطقة دارفور حيث استعان بهم النظام السابق لتكوين مليشيات مسلحة والمساعدة في الحرب الدائرة وقتها ضد مليشيات متمردة دارفورية

وحسب السلطات السودانية ان مليشيات الجنجويد كانت تتبع مباشرة لجهاز الامن السوداني وتحت سلطات الرئيس البشير مباشرة وتخصص ميزانية منفصلة لها من الموازنة العامة للجيش السوداني والدفاع والسيادة التي كانت تبلغ حوالي ٧٢٪؜ من ميزانية ألدولة

بعد اندلاع حرب اليمن اعلن السودان مشاركته قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودولة الأمارات بقوات من مليشيات الجنجويد اتضح لاحقًا ان الدولتين تدفعا مبالغ طائلة مقابل مشاركة افرادها تذهب مباشرة بالعملة الحرة إلى قيادة الجنجويد واسرة دلقو كان ذلك في نفس الوقت الذي تتلقى فيه هذه القوات مرتبات حكومية

مرة اخرى عند اندلاع الصراع العسكري الاهلي في ليبيا كشفت تقارير عديدة عن مشاركة مليشيات الجنجويد لأطراف في الصراع هنالك مقابل مرتجع مادي لها

الذهب

في كل مراحل الاعلان عن مصادر دخل مليشيات الجنجويد كان هنالك تعتيمًا متعمدا عليها ودائما ما يشار لها باستثمارات جهاز الامن لكن اتضح لاحقا امتلاك اسرة دلقو عدة شركات تعمل في التنقيب عن الذهب في السودان لم يكن معلن عنها وقتها

ومع اعتراف الجنجويد بالتنقيب عن الذهب في عدة مناطق منها جبال النوبة وجبل عامر بدات التساؤلات عن طرق تصدير هذه الثروات التي ظل معتمًا عليها تحت غطاء المقاطعة الدولية للنظام السابق

لم يستمر هذا التعتيم طويلًا حيث كشفت عدة تحقيقات دولية اخرها تحقيق لمنظمة غلوبال وتنس عن إمبراطورية الجنجويد المالية وارتباطها بتهريب الذهب وعلاقاتها المالية الممتدة الى دول خليجية وحتى روسيا

“الفيك يدربو”

وكما يقول المثل السوداني “الفيك بدربو ” ويعني بادر في نفي التهم عن نفسك مسبقا حيث سارع حمدان دلقو مرارًا في نفي مصادر ثروات مليشياته واسرته لكنه بادر بعد نجاح ثورة ديسمبر آلتي أطاحت بالرئيس البشير في الاعلان عن ممتلكات الجنجويد في التعدين في جبل عامر واعلن عن تسليمها الى الحكومة السودانية المتمثلة في شركة التعدين السودانية مقابل مبلغ رمزي اعلن عنه يقارب الخمسين مليون دولار

وفي اشارة لهذه الاتهامات التي ظل حميدتي ينفيها مرارا كرر امس استعداده للمشاركة في شن حرب على المهربين لثروات السودان حسب تعبيره حيث قال انه يتعهد

” بالعمل خلال الأيام المقبلة على محاربة كافة أشكال التهريب عبر تفعيل كافة القوانين الرادعة التي تمنع إهدار موارد البلاد، مشيراً إلى أن القانون سيطال كل من يثبت تورطه في تهريب موارد السودان حتى إن كان هذا الشخص حميدتي نفسه مثلما يقول البعض، ولفت إلى هذا العمل سيتم وفقاً للقانون وحراسة حدود السودان من تسرب موارده”

لكن كثيرأ من المراقبين السودانيين يصرون على ان يعلن حميدتي عن كافة مصادر دخل مليشياته ومصالحه الخارجية بكل شفافية

 

Share this post