السلطات الفرنسية تفتح تحقيقاً والرياض تنفي تهمة الارهاب في حادثة رالي داكار

 

 لودريان يرجح إمكانية إلغاء رالي دكار في السعودية

 السلطات الفرنسية تفتح تحقيقا في انفجار سيارة أحد المتسابقين الفرنسيين

الرياض/باريس – ذكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان اليوم الجمعة أن التحقيقات الأولية في الحادث الذي تعرضت له إحدى سيارات رالي دكار لم تشر إلى وجود شبهة جنائية، مضيفة في بيان أن المملكة تنسق مع السلطات الفرنسية المعنية لإطلاعها على الأدلة المتاحة.

وأصاب الانفجار أحد المتنافسين بجروح بالغة عندما وقع أسفل سيارة دعم تتبع فريق سباق السيارات الفرنسي سوديكارز بعد قليل من مغادرة الفريق فندقا في مدينة جدة للتوجه إلى بداية مرحلة السباق، وفقا لروايات الفريق الفرنسي ومنظمي الرالي.

ويأتي التأكيد السعودي ردّا على وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي قال الجمعة إن مسألة وقف رالي دكار 2022 في السعودية “مطروحة بعد انفجار أصاب آلية و”قد يكون مرتبطا بهجوم إرهابي”، لكن مدير رالي دكار استبعد كليا إنهاء المنافسات.

ونقلت إذاعة ‘فرانس إنفو’ على موقعها الإلكتروني عن مدير رالي داكار ديفيد كاستيرا قوله إن “الموضوع ليس مطروحا في الوقت الحالي” وإن السلطات السعودية اتخذت إجراءات أمان كافية لضمان أمن السباق.

 وتأتي هذه التطورات بعد انفجار قال مسؤولون فرنسيون إنه قد يكون عملا إرهابيا، فيما سبق للرياض أن استبعدت نهاية الأسبوع الماضي كليا شبهات من هذا النوع.

وتأتي تصريحات كاستيرا أيضا ردا على الضجة التي أثارها وزير الخارجية الفرنسي الذي تحدث عن إمكانية إلغاء الفعالية بسبب شكوك حول حادث انفجار طال سيارة مشاركة ترجح السلطات الفرنسية أنه ذو طابع إرهابي.

وقال لودريان في وقت سابق الجمعة إن مسألة وقف رالي دكار 2022 في السعودية “مطروحة بعد انفجار أصاب آلية و”قد يكون مرتبطا بهجوم إرهابي”.

وأضاف لقناة “بي اف ام تي في” وإذاعة مونتي كارلو “فكرنا أنه قد يكون من المجدي التخلي عن هذا الحدث الرياضي. ما زال السؤال بلا إجابة”، مضيفا “ربما حدث هجوم إرهابي على دكار”.

وتابع “في مثل هذه الحالات، يجب أن نلتزم حذرا كبيرا، على الأقل وضع أجهزة حماية كافية ومعززة. أعتقد أنهم فعلوا ذلك، لكن على أي حال يبقى السؤال مطروحا”، داعيا السلطات السعودية إلى “التزام أكبر قدر ممكن من الشفافية”.

وذكرت مصادر في محيط وزير الخارجية الفرنسي أن “السؤال المطروح الآن يتعلق بما حدث وليس بتعليق محتمل لبطولة دكار 2022”.

وقال لودريان “نبهنا السلطات السعودية والمنظمين إلى ضرورة تأجيل انطلاق السباق او تعزيز أمنه وليس مستبعدا أن يكون الأمر هجوم”.

وأدى الانفجار الذي وقع في 30 ديسمبر/كانون الأول 2021 في جدة، ثاني أكبر مدينة سعودية، إلى إصابة السائق الفرنسي فيليب بوترون بجروح خطيرة.

واستبعدت السلطات السعودية السبت وقوع عمل إجرامي لتفسير ما وصفته بأنه “حادث”. وأكدت وزارة الداخلية السعودية في بيان على تويتر أنه “لا يوجد أي شبهات في الحادث”.

لكن وزارة الخارجية الفرنسية شددت منذ البداية على أن “فرضية العمل الإجرامي غير مستبعدة” وأن “التهديد الإرهابي مستمر في السعودية”.

وأعلنت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب في بيان الثلاثاء أنها فتحت تحقيقا أوليا بشبهة محاولة اغتيال، بعد الانفجار.

وقال لودريان “أخبرنا المنظمين والمسؤولين السعوديين أنه يتعين علينا أن نلتزم الشفافية بشأن ما حدث للتو لأن هناك فرضيات تشير إلى أنه يمكن أن يكون عملا إرهابيا”، مضيفا أنه “وقعت من قبل أعمال إرهابية في المملكة ضد المصالح الفرنسية”.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، جرح حارس في القنصلية الفرنسية بجدة في هجوم بسكين. وبعد ذلك بأسبوعين استهدف هجوم في المدينة نفسها مراسم إحياء ذكرى الهدنة التي تصادف 11 نوفمبر/تشرين الثاني بحضور دبلوماسيين غربيين وخصوصا فرنسيين ما أسفر عن إصابة شخصين بجروح.

وشهدت منافسات رالي دكار عدة حوادث أمنية منذ إنشائها في 1979 بمبادرة من تياري سابين. وكان الرالي في البداية يمر من العاصمة الفرنسية إلى العاصمة السنغالية.

وفي 1991 قُتل سائق شاحنة مساعدة فرنسي بالرصاص في مالي في قضية يبدو أنها مرتبطة بالصراع بين الجيش والطوارق. ولم يتم التعرف على مرتكبي جريمة القتل.

وفي 1996 في المغرب قُتل سائق في انفجار لغم أثناء عبوره منطقة متنازع عليها مع جبهة بوليساريو الانفصالية.

واضطر الرالي للتخلي عن الجزائر في 1993 في مواجهة تهديدات الإسلاميين. ثم ألغي في 2008 قبل يوم واحد من بدئه بسبب تهديدات إرهابية في موريتانيا أطلقها تنظيم القاعدة الجهادي.

ونقل بعد ذلك في 2009 إلى الأرجنتين وتشيلي ثم في 2020 إلى السعودية. وقال عضو مجلس الشيوخ من منطقة لوار (وسط) جان بيار سوير إنه عرض قضية الانفجار الأخير على وزارة الخارجية.

وتابع أنه سأل الخارجية أيضا “عن الترتيبات التي اتخذتها أو ستتخذها للسماح للإدارة العامة للأمن الداخلي بالحصول على جميع الوسائل اللازمة في السعودية لإجراء تحقيقاتها.”

Share this post