“سقوط عدة قتلى في مظاهرات “مليونية الغضب

وتضارب في رواية الاجهزة الامنية حول ضرب المتظاهرين بالذخيرة الحية

الخرطوم- اليراع الدولي -وكالات- اطلقت قوات أمنية مشتركة الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع بكثافة واستخدمت القوة المفرطة لتفريق متظاهرين كانوا يرددون شعارات ثورية سلمية في العاصمة الخرطوم.

وانطلقت، ظهر امس السبت، في مختلف مدن السودان وبعض العواصم والمدن العالمية؛ مسيرات احتجاجية عرفت بـ”مليونية الغضب” رفضا لاستيلاء الجيش على السلطة في الخامس والعشرين من أكتوبر؛ وسط انتشار أمنى كثيف وإغلاقات شملت 5 من الجسور الثمانية الرابطة بين مدن العاصمة الخرطوم.

ووفقا لشهود عيان تحدثوا لموقع سكاي نيوز عربية فقد نفذت القوات الأمنية حملت اعتقالات ومطاردات واسعة في أوساط الشباب في مناطق “الديم” في وسط الخرطوم، و”جبرة” في وسط وجنوب الخرطوم، رغم تعهد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بعدم التعرض للاحتجاجات السلمية.

وجرى إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص الحي على تظاهرات حاشدة في كل من الخرطوم و  أم درمان، الضاحية الشمالية الغربية للعاصمة السودانية، بحسب روايات الشهود الذين نقلوا المصابين للمستشفيات القريبة بالمنطقة.
وكانت الشرطة قد اصدرت بيانا تقول فيه انه لم تحدث اي اعمال عنف خلال المسيرات السلمية ماعدا حالات بسيطة اطلقت فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع
وكررت الشرطة والاجهزة الامنية روايتهم في البداية نافين تماما وقوع اي حالات من الاصابة بالرصاص الحي واستمر ذلك النكران الى حين أكدت مصادر طبية متطابقة مقتل 5 محتجين وإصابة أكثر من 70 خلال مسيرات “مليونية 13 نوفمبر” المطالبة بمدنية الدولة
بعدها اصدرت الاجهزة الامنية بيانا تقول فيه ان هنالك عدد كبير من عناصرها تعرض الى هجوم من جهات مجهولة في المسيرات وانه قد اصيب عدد كبير من افرادها وانها ردت بالغاز المسيل للدموع فقط
واستمرت رواية الشرطة الى مساء امس حين اصدرت لجنة أطباء السودان المركزية إن 4 أشخاص قتلوا في الخرطوم بالرصاص الحي الذي أطلقته قوات الأمن في حين قُتل خامس مختنقا من استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وتابعت اللجنة أن الوصول إلى المستشفيات بات صعبا وأن قوات الأمن اقتحمت مستشفى في أم درمان واعتدت على الطاقم الطبي بالضرب واعتقلت محتجين مصابين.

لكن الشرطة السودانية قالت في بيان بثه التلفزيون الرسمي، السبت، إنها لم تستخدم “أسلحة نارية” في تعاملها مع المتظاهرين.

وأضافت الشرطة أن مظاهرات اليوم كانت ذات طابع سلمي لكن “سرعان ما انحرفت عن مسارها”، مؤكدة إصابة 39 فرد أمن بإصابات جسيمة.
وقال أحد المتظاهرين في أم درمان: “فوجئ الناس بإطلاق الغاز المسيل للدموع في وقت مبكر جدا”، وأضاف أن المحتجين تقهقروا إلى الحي وتحصنوا في الشوارع وعادوا للتجمع من جديد
وقال محتج في الخرطوم يدعى محمد حامد: “الثوار لا يملكون سوى السلمية وينادون بالديمقراطية وإعادة الحكم المدني الذي أطاح به البرهان”.

وتجمّع مؤيدو انتقال السلطة إلى المدنيين، بعد يومين على تشكيل الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مجلس سيادة انتقاليا جديدا برئاسته.

ويطالب المحتجون بإنهاء كافة القرارات التي اتخذها قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، خلال الاسبوعين الماضيين والتي شملت حل مجلسي السيادة والوزراء، وإعلان حالة الطوارئ.

وشملت قرارات البرهان تجميد بنود مهمة في الوثيقة الدستورية التي تنظم العلاقة بين المدنيين والعسكريين وتحكم الفترة الانتقالية التي دخل فيها السودان، عقب الإطاحة بنظام عمر البشير في ثورة شعبية في أبريل 2019.

وتزايد الغضب في الشارع السوداني بعد إعلان البرهان تشكيل مجلس سيادة برئاسته وعضوية جميع الأعضاء العسكريين وعدد من المدنيين؛ لكن ثلاثة من الأعضاء الذين أعلنت أسماؤهم رفضوا أداء القسم ظهر الجمعة؛ واصفين الخطوة بانها تشكل انقلابا على الفترة الانتقالية.

يرفع المحتجون شعارات تطالب بتسليم السلطة للمدنيين وتحقيق العدالة، وعودة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وإطلاق سراح الوزراء والسياسيين المعتقلين.

واتهم بيان صادر عن حركة الهادي إدريس؛ قائد الجيش السوداني بمحاولة شق الصف الوطني من خلال قرار تشكيل مجلس السيادة الذي ضم إدريس.

 

شجب دولي
وقد أعربت السفارة الأميركية في الخرطوم عن أسفها للخسائر في الأرواح وإصابة عشرات المتظاهرين في المظاهرات، وقالت في تغريدة إن المتظاهرين خرجوا من أجل الحرية والديمقراطية، كما دانت الاستخدام المفرط للقوة.

ودعا رئيس المفوضية الأفريقية موسى فكي السلطات العسكرية السودانية للانخراط من دون مزيد تأخير في عملية سياسية تؤدي إلى عودة النظام الدستوري، تماشيًا مع المرسوم الدستوري المتفق عليه في أغسطس/آب 2019 واتفاقية جوبا للسلام في السودان في أكتوبر/تشرين الأول 2020.

Share this post