35.1 C
Khartoum

الجنائية الدولية تحقق في تقارير القتل الجماعي والاغتصابات بالفاشر

Published:

أعلنت الجنائية الدولية أنها تجمع أدلة حول تقارير عن جرائم قتل جماعي واغتصاب قد تكون ارتُكبت بالفاشر وتشكل جرائم حرب. وتقرير أممي يشير إلى انتشار المجاعة في الفاشر وكادوغلي في جنوب كردفان بغرب السودان وجنوبه.

قال ممثلو الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية اليوم الاثنين (الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2025) إنهم يجمعون أدلة على أعمال قتل جماعي واغتصاب مزعومة بعد أن فرضت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، آخر معقل للجيش في منطقة دارفور بالسودان.

وقال ممثلو الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية في بيان “في إطار التحقيق الجاري، يتخذ المكتب خطوات عاجلة فيما يتعلق بالجرائم المزعومة في (الفاشر) للحفاظ على الأدلة ذات الصلة وجمعها لاستخدامها في الملاحقات القضائية في المستقبل”.

وفر أكثر من 70 ألف شخص من الفاشر حتى الآن، وتحدث ناجون لرويترز عن تعرض رجال، غادروا مدينة دارفور بحثا عن الأمان، للقتل.

وقال خبراء إن أعمال العنف المُبلغ عنها تحمل سمات حوادث سابقة في دارفور وُصفت على نطاق واسع بأنها إبادة جماعية. ولا يزال مصير ما يقرب من 200 ألف شخص يعتقد أنهم محاصرون في المدينة مجهولا.

وجاء في بيان المحكمة أن “هذه الفظائع هي جزء من نمط أوسع من العنف ضرب منطقة دارفور بأكملها منذ نيسان/أبريل 2023”. 

وأضاف بأن “أفعالا كهذه، إذا تم إثباتها، قد تشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما” الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

تحدث ناجون من أن الرجال الذين فروا من الفاشر عقب سيطرة الدعم السيطرة، تعرضوا للقتل.صورة من: Guy Peterson/AFP/Getty Images

المحكمة تذكِّر بإدانة كوشيب

وتجري المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا في مزاعم الإبادة الجماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت في دارفور منذ عام 2005 عندما أحالهامجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لأول مرة، قبل وقت طويل من اندلاع الحرب الحالية عام 2023.

ومنذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها، وردت تقارير أفادت عن عمليات إعدام وعنف جنسي ونهب وهجمات على العاملين في مجال الإغاثة وحالات خطف داخل الفاشر وفي محيطها حيث بقيت الاتصالات مقطوعة إلى حد كبير.

وقوات الدعم السريع منبثقة من ميليشيات الجنجويد المتهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور قبل أكثر من عقدين.

ودانت المحكمة علي محمد علي عبد الرحمن المعروف باسم علي كوشيب بارتكاب جرائم عدة بينها الاغتصاب والقتل والتعذيب، وقعت في دارفور بين آب/اغسطس 2003 ونيسان/أبريل 2004 على أقل تقدير.

 وأشار بيان مكتب المدعي العام إلى هذا الحكم، قائلا إنه يتعيّن أن يشكّل تحذيرا من أنه ستكون هناك “محاسبة على هذا النوع من الجرائم الشنيعة”.

“التاريخ يعيد نفسه ويزداد الأمر”   

وعلى وقع ذلك، قالت ميريانا سبولياريتش رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن التاريخ يعيد نفسه في منطقة دارفور بالسودان.وأضافت سبولياريتش لرويترز مطلع الأسبوع خلال زيارة للرياض إن الوضع في السودان”مروع”.

وأوضحت أن عشرات الآلاف فروا من مدينة الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، فيما يرجح أن عشرات الآلاف الآخرين ما زالوا عالقين داخل المدينة دون طعام أو ماء أو رعاية طبية.

وأضافت “التاريخ يعيد نفسه، ويزداد الأمر سوءا كلما سيطر الطرف الآخر على منطقةٍ ما”.

وعبرت سبولياريتش أيضا عن “قلق بالغ” إزاء تقارير تفيد بوقوع ما يشتبه في أنها مذبحة عند المستشفى السعودي، آخر منشأة طبية عاملة معروفة في الفاشر، إلا أنها ذكرت أن اللجنة لم تتمكن بعد من التحقق مما جرى هناك.

وعند سؤالها عن رسالتها إلى الأطراف الأجنبية التي يتردد أنها تدعم طرفي الصراع، قالت سبولياريتش “الدول التي تتمتع بنفوذ على طرفي الصراع تتحمل مسؤولية خاصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لكبح جماحهم وضمان حمايتهم للمدنيين”.

وتواجه الإمارات اتهامات بتقديم دعم عسكري كبير لقوات الدعم السريع، لكنها نفت ذلك مرارا.

وفي سياق متصل، أكد تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة انتشار المجاعة في مدينة الفاشر بشمال دارفور وكادوغلي في جنوب كردفان بغرب السودان وجنوبه.

وأشار التقرير إلى أن الفاشر وكادوغلي تعانيان المجاعة منذ أيلول/سبتمبر 2025، محذرا من أن انعدام المعلومات حيال تطورات النزاع يؤدي إلى “تفاقم خطر المجاعة ولا سيما في 20 مدينة من المتوقع أن تستقبل النازحين في شمال وجنوب وشرق دارفور وكذلك غرب كردفان وجنوبها”.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة