35.5 C
Khartoum

مصانع الخرطوم تحاول العودة للعمل رغم استمرار الحرب

Published:

الخرطوم (رويترز) – في قلب أكبر منطقة صناعية في ولاية الخرطوم السودانية، ينحني مهندس على ماكينة معطلة في محاولة لتشغيل خط إنتاج دمرته الحرب المستمرة من أكثر من عامين.

وبدأ الفارون من الصراع الذي اندلع في 2023 يعودون إلى ديارهم هذا العام بعدما استعاد الجيش السوداني العاصمة من قوات الدعم السريع شبه العسكرية. ورغم احتدام القتال في مناطق أخرى من السودان، فقد بدأت مصانع في لملمة شتات نفسها.

وقال عاصم الأمين، وهو مدير في مصنع تابع لمجموعة سي.تي.سي بمنطقة بحري في الخرطوم الكبرى “المصنع ده كان بيعمل في إنتاج الأدوات الكهربائية وأجزائها كلها”.

وأضاف وهو يشاهد أعمال الإصلاح “إحنا حاليا بنعيد في تأهيله، وإن شاء الله نرجع للسيرة الأولى (لما كنا عليه من قبل)”.

 خسائر فادحة

وبالإضافة إلى عمليات الإصلاح، هناك أيضا ضرورة للقيام بعمليات ترتيب ضخمة في ظل تناثر المعادن الملتوية والأنقاض في المصانع والمستودعات بجميع أنحاء العاصمة، ويصلها الضوء من خلال الثقوب التي خلفتها القذائف واللصوص في الأسقف والنوافذ.

وانهار الاقتصاد السوداني بعد اندلاع القتال، وكان يعاني بالفعل قبله. وتشير بيانات البنك الدولي إلى أن الناتج المحلي الإجمالي انكمش 29 بالمئة في العام الذي بدأت فيه الحرب و13.5 بالمئة في 2024.

ورغم ما ساقته الأمم المتحدة عن عودة أكثر من مليون شخص إلى الخرطوم مما أنعش سوق السلع المحلية، فلا تزال شبكات المياه والكهرباء خارج الخدمة.

وقالت مجموعة سي.تي.سي، التي تعد أيضا أكبر مورد زراعي في السودان، في بيان لرويترز “تعرض مجمع التصنيع الخاص بنا لأضرار جسيمة، (و) تعرضت المباني والأنظمة الكهربائية والمعدات المهمة إما للنهب أو التدمير”.

وأضافت “نتوقع تشغيل خطوط إنتاجنا من جديد قبل نهاية العام”.

وفقد الجنيه السوداني أكثر من 80 بالمئة من قيمته خلال الصراع، وتكافح الحكومة لتحصيل إيرادات من أجل دفع أجور الموظفين وشراء مستلزمات ضرورية، مثل الأدوية.

وتعثر أيضا القطاع الزراعي المهم جدا في السودان وزاد تهريب الذهب إلى الخارج لتجنب دفع الرسوم الجمركية.

وقال معاوية البرير رئيس اتحاد أصحاب العمل السوداني، الذي قدر خسائر القطاع الصناعي بنحو 50 مليار دولار “عدد المصانع التي عادت للعمل حتى الآن قليل نسبيا”.

وأضاف متحدثا من مصنعه للأغذية والمشروبات “أكبر معيق الآن لتشغيل بقية المناطق الصناعية هي الطاقة الكهربائية وأسعار الديزل والرسوم المفروضة علينا حديثا”.

وكان انهيار الاقتصاد أكثر ما شعر به ما يزيد عن نصف السكان الذين يحتاجون الآن إلى مساعدات إنسانية.

وقالت صفاء آدم، وهي عاملة في المصنع، إنها وعائلتها أصبحتا مفلسين بعد بدء الحرب.

وأضافت “عشنا ظرفا ولا حتي في الخيال كنا نتخيل أن نعيش أوضاعا زي دي… أكلنا حاجات مدتها (صلاحيتها) منتهية، الحاجة إللي مدتها منتهية أصلا ما لقيناها علشان ناكلها”.

وأضافت بعد عودتها وعثورها على عمل “لكن الآن الحمد لله مع الشغل بقى عندك دخل ثابت”.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة