37.6 C
Khartoum

الأمم المتحدة تجلي أكثر من 100 مدني من أبيي عقب مواجهات مسلحة

Published:

أعلنت الأمم المتحدة أن قوات حفظ السلام التابعة لها نفذت عملية إجلاء واسعة لأكثر من مئة مدني، غالبيتهم من النساء والأطفال، من إحدى القرى في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، وذلك بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين مجموعات مختلفة خلال الأسبوع الجاري. وأوضح ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن المواجهات تضمنت عناصر من القوات المشتركة التابعة لقوات دفاع شعب جنوب السودان (SSPDF)، ما دفع بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في أبيي (يونيسفا) إلى التدخل بشكل عاجل لحماية المدنيين وتأمين ملاذ آمن لهم.

إجلاء وإنقاذ ميداني

في إطار الاستجابة السريعة، قامت بعثة يونيسفا بنقل المدنيين المتضررين من قرية ملوال أليو إلى قاعدة البعثة في كاديان، حيث وفرت لهم المأوى والغذاء والمياه والرعاية الطبية اللازمة. كما ذكر دوجاريك أن أكثر من تسعين مدنيًا آخرين تمكنوا من الوصول إلى قاعدة البعثة في رومامير جنوب أبيي، حيث تمت استضافتهم وتوفير الحماية لهم. وأكد أن البعثة كثفت من نشاط وحدة التدخل السريع التابعة لها عبر تسيير دوريات إضافية لضمان استقرار الأوضاع ومنع أي تصعيد جديد، تنفيذًا لتفويضها الأساسي المتعلق بحماية المدنيين في مناطق النزاع.

خلفية المواجهة المسلحة

من جانبه، أوضح اللواء لول رواي كوانق، المتحدث باسم الجيش في جنوب السودان، أن الحادث الذي وقع الثلاثاء الماضي لم يكن ذا خلفية سياسية، بل نشب نتيجة “سوء فهم” بين ضابطين. وذكر روايتين متداولتين حول الحادث؛ الأولى تفيد بأن خلافًا نشب في مقهى شاي، بينما تشير الثانية إلى نزاع شخصي على امرأة. ووفق إحدى الروايات، قام ضابط من قوات المعارضة المسلحة (SPLA-IO) بإطلاق النار على نقيب في الجيش، ما أدى إلى مقتله، وتبع ذلك تبادل إطلاق نار بين الحراس.

وأضاف أن الاشتباك امتد من السوق إلى نقطة تفتيش ثم إلى الثكنة العسكرية، وأسفر عن مقتل 14 جنديًا، من بينهم ثمانية ينتمون إلى قوات SSPDF وستة من قوات SPLA-IO. في المقابل، أكد الفريق بيتر باوا جاموس، أحد القادة المحليين، في تصريحات لراديو تمازج، أن المواجهة اندلعت بعدما شاهد ضابط برتبة ملازم ثانٍ أحد قادة الجيش يتحدث مع زوجته، ما أدى إلى توتر أعقبته اشتباكات دامية.

مخاوف من تصاعد التوتر في أبيي

وأشار جاموس إلى أن الحادث أدى إلى تفكك الوحدة المشتركة المتمركزة في المنطقة، إذ انسحب أكثر من 400 جندي سابق من قوات المعارضة من مواقعهم في عدة قرى وتحركوا شمالاً نحو أبيي. هذا التحرك العسكري يعكس هشاشة الوضع الأمني في المنطقة، ويثير مخاوف من تجدد الصراع في ظل غياب آليات فعالة لضبط السلوك الميداني والسيطرة على القوات المنتشرة، مما يهدد بزعزعة الاستقرار الهش في المنطقة المتنازع عليها.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة