تواصل مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، خضوعها لحالة من الهدوء الحذر لليوم الثالث على التوالي، وسط استمرار أصوات القصف المدفعي المتقطع في أطراف المدينة، وفقًا لشهادات محلية، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وفي ظل هذا الترقب، أكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أن الجيش السوداني، مدعومًا بالقوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة، يواصل جهوده لفك الحصار المفروض على المدينة منذ أكثر من عام، رغم ما وصفه بـ”اليأس الدولي” من تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن الأوضاع الإنسانية والعسكرية في الفاشر. وأشار مناوي، في منشور على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، إلى استمرار الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع في مدينة نيالا، مؤكدًا أن ما يحدث هناك لا يقل خطورة عما تشهده الفاشر.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور، حيث تواجه مدن عدة، وعلى رأسها الفاشر، حصارًا خانقًا منذ أبريل 2024، أدى إلى انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه والكهرباء والرعاية الصحية، وسط مطالبات محلية ودولية بتكثيف الجهود لوقف القتال وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين.
وتُعد الفاشر آخر مدينة رئيسية في دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، ما يجعلها محورًا استراتيجيًا في الصراع الدائر، في وقت تُحذر فيه منظمات دولية من كارثة إنسانية وشيكة، خاصة مع دخول موسم الأمطار الذي يُهدد بتفاقم الأوضاع الصحية والغذائية في المخيمات والمناطق المحاصرة.