25.4 C
Khartoum

المقاومة الشعبية: البعثة الأممية وصلت الفاشر بعد فوات الأوان

Published:

قالت المقاومة الشعبية في ولاية شمال دارفور إن زيارة بعثة الأمم المتحدة إلى مدينة الفاشر جاءت متأخرة، بعد أن طمست قوات الدعم السريع معالم جرائمها، موضحةً أن وصول منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، دينيس براون، إلى عاصمة شمال دارفور لم يكن له معنى أو أثر ملموس.

ولفت بيان صادر عن المقاومة الشعبية بشمال دارفور، الثلاثاء 30 كانون الأول/ديسمبر 2025، نقله موقع (الترا سودان) إلى أن زيارة البعثة تأخرت عن وقت النداء الحقيقي، مضيفًا أن الولاية استُنزفت تحت القصف والحصار لفترات طويلة.

وأضاف البيان: “وصول بعثة الأمم المتحدة وموظفي الإغاثة اقتصر على مواقع محددة تم الاتفاق عليها مسبقًا مع الدعم السريع، وهو ما أقرّت به دينيس براون بتأكيدها أنهم تحركوا فقط في المناطق المتفق عليها”.

أشارت المقاومة الشعبية في شمال دارفور إلى أن الدعم السريع فرض قيودًا على حركة البعثة الأممية داخل الفاشر ولم يتمكنوا من الوصول إلى مواقع شهدت إبادة جماعية

وأوضح البيان أن قوات الدعم السريع وضعت قيودًا أمام البعثة الأممية، وحصرت حركتها في مناطق محددة، مما حال دون الاطلاع على الصورة الكاملة للأوضاع الإنسانية والانتهاكات الجسيمة التي تشهدها المدينة.

وأشار البيان إلى أنه كان من الواجب أن تشمل الزيارة مواقع حيوية تعكس حجم الجرائم، مثل: سجن شالا، ومستشفى الأطفال، ومنطقة “قرني”، ومبنى حماية الأسرة والطفل، وجامعة الفاشر، بالإضافة إلى مخيم زمزم الذي حُوِّل إلى مركز عسكري، مؤكدًا أن هذه المواقع شاهدة على معاناة المدنيين والمعتقلين، وكان من شأن زيارتها كشف حقائق لا يمكن حجبها.

وكانت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان قد صرحت لوكالة “رويترز” عقب مغادرتها الفاشر – التي زارتها الجمعة 26 كانون الأول/ديسمبر الجاري – بأن السكان يعيشون في ظروف مهينة وغير آمنة، ويعانون من المجاعة وانعدام المياه والصرف الصحي. وذكرت براون أن المدينة بدت “شبه مهجورة” وكأنها “مسرح جريمة”، لافتةً إلى أن بعثة التقييم لم تلاحظ وجود مصابين أو جرحى خلال جولتها الميدانية.

ومن جانبها، أكدت المقاومة الشعبية في شمال دارفور أن إقرار المسؤولة الأممية بعدم مشاهدة الجرحى يصدق ما ورد في تقاريرها السابقة بأن قوات الدعم السريع قامت بتصفيتهم بدم بارد.

وجدد البيان دعوته للمجتمع الدولي بضرورة تصنيف “الدعم السريع” منظمة إرهابية نظرًا لجرائمها ضد الإنسانية، كما دعا إلى فتح تحقيق دولي عاجل في أحداث الفاشر ومحاسبة المسؤولين عنها.

يُذكر أن قوات الدعم السريع قد سيطرت على الفاشر في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2025 بعد حصار استمر 18 شهرًا، عانى خلاله المواطنون من شح الغذاء والدواء.

وفي ذات المنحى، ذكرت جامعة “ييل” الأميركية – التي تتبع الوضع عبر الأقمار الصناعية – أنها فقدت الاتصال مع مخبريها منذ اليوم الأول لهجوم الدعم السريع بعد إفادتهم بمقتل نحو 1200 مدني بالفاشر.

وكان قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قد أقر بانسحاب القوات المسلحة من الفاشر لتقديرات تتعلق بحماية المواطنين.

وجاءت زيارة البعثة الأممية للفاشر يوم الجمعة الماضي بعد مفاوضات قادتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة لتقييم الوضع الإنساني ومعرفة مصير آلاف المدنيين العالقين.

المصدر: وقع (الترا سودان)

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة