أعرب مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية مسعد بولس، السبت، عن تطلع بلاده إلى وصول قوافل المساعدات الإنسانية بانتظام إلى مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان.
وقال بولس في تدوينة على منصة شركة “إكس” الأمريكية: “سعداء بوصول بعثة التقييم التابعة للأمم المتحدة أخيرا إلى الفاشر، في خطوة تظهر كيف تسهم الدبلوماسية الأمريكية في إنقاذ الأرواح”.
وأضاف: “يأتي هذا الوصول الحيوي بعد أشهر من المفاوضات عبر مسار يسّرته الولايات المتحدة، وجهود كبيرة بذلها مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) وغيرها من الشركاء الإنسانيين على الأرض”.
والجمعة، أعلن مكتب “أوتشا” تمكن بعثة تقييم أممية من زيارة مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، عقب مفاوضات مكثفة.
وأبدى بولس تطلع الولايات المتحدة إلى “وصول قوافل المساعدات بانتظام إلى الفاشر عقب الحصار المروع”.
ودعا إلى “إيصال المساعدات دون عوائق إلى جميع أنحاء السودان، مع البناء على هذا التقدم لتأمين هدنة إنسانية على مستوى البلاد”.
وتابع: “نواصل حث طرفي النزاع (الجيش السوداني وقوات الدعم السريع) على قبول هذه الهدنة وتنفيذها فورا ومن دون شروط مسبقة”.
وحث مستشار الرئيس الأمريكي المجتمع الدولي على “زيادة المساهمات المالية لمساعدة (أوتشا) على الاضطلاع بدورها والاستجابة للوضع الإنساني المتدهور” في السودان.
وتأتي زيارة بعثة التقييم الأممية إلى الفاشر، بعد أن استولت “الدعم السريع” على المدينة في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، وفق مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وفي 29 أكتوبر الماضي، أقر قائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي” بحدوث “تجاوزات” من قواته في الفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
وبجانب ولايات دارفور، تشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” منذ أسابيع، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.
ومن أصل 18 ولاية في البلاد، تسيطر “الدعم السريع” على ولايات دارفور الخمس غربا، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، الذي يفرض نفوذه على معظم الولايات الـ 13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء حرب بين الجيش و”الدعم السريع” اندلعت في أبريل/ نيسان 2023 بسبب خلاف بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، ما تسبب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.
