32 C
Khartoum

الفاشر علامة دموية في حرب السودان … من مواجهة عسكرية إلى مأساة إنسانية مفتوحة

Published:

سلط تقرير لنيويورك تايمز الضوء على الأوضاع الكارثية في مدينة الفاشر ومحيطها، واصفا ما يجري بأنه تجاوز إطار المواجهة العسكرية إلى مأساة إنسانية مفتوحة. فبين حملات قتل جماعي وانتهاكات جسيمة، ونزوح واسع النطاق داخل السودان وخارجه، تحولت المدينة إلى رمز للرعب والمعاناة، في ظل غياب أي أفق سياسي لوقف الحرب المستمرة، واستمرار المدنيين في دفع الثمن الأكبر.

وبحسب التقرير، تشهد الفاشر ومحيطها انتهاكات جسيمة، تشمل القتل الجماعي والاغتصاب والعنف الجنسي، استنادا إلى شهادات مروعة وثقتها منظمات إنسانية وناجون من مناطق النزاع، في سياق ما وصفته الصحيفة بمحاولات الدعم السريع لإخضاع السكان عبر الرعب.

مدينة أشباح 

ونقلت الصحيفة عن شهود عيان أن المدينة تحولت إلى ما يشبه “مدينة أشباح”، تنتشر فيها الجثث في الشوارع، فيما يضطر المدنيون إلى التنقل ليلا فقط “كالخفافيش” هربا من القتل، مؤكدين أن من يقع في قبضة قوات الدعم السريع يواجه مصيرا دمويا.

ووفقا لشهادة إحدى الفارات من الفاشر، فقد قتل جميع أفراد عائلتها، صغارا وكبارا، فيما اضطرت إلى دفع نحو 2500 يورو مقابل الهروب ومغادرة المدينة.

واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن أكثر من 600 ألف شخص نزحوا من مناطق النزاع، فيما يقدر عدد المفقودين بنحو 150 ألفا، في واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم.

حيث سلطت نيويورك تايمز الضوء على مخيم أوركاسوني شرق تشاد، الذي تحول إلى وجهة رئيسية للنازحين، ويضم أكثر من 100 ألف لاجئ، غالبيتهم فقدوا كل شيء. وتصف الصحيفة أوضاع المخيم بأنها قاسية، في ظل نقص حاد في الغذاء والخدمات الصحية، واستمرار تدفق الفارين من جحيم الحرب.

وارتفع عدد اللاجئين في تشاد إلى نحو 900 ألف لاجئ قدموا من دارفور ومناطق سودانية أخرى، هربا من القتال والانتهاكات.

 وفي تجاوز لبعد المعركة العسكري، تشهد الفاشر مأساة إنسانية مفتوحة، في ظل غياب أفق سياسي واضح، واستمرار الصراع الذي يدفع المدنيين ثمنه الأكبر.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة