الأبيض – 13 ديسمبر 2025 (وكالات)
شهدت مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان السبت غارة جديدة بطائرة مسيّرة هي الثانية خلال يومين، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة نحو عشرة آخرين من المدنيين عند مدخل المدينة، ما يعكس اتساع دائرة استخدام الطائرات المسيّرة في النزاع السوداني وتصاعد الأخطار التي تهدد السكان في المناطق الحضرية.
استهداف مباشر لمركبات مدنية
أفادت مصادر ميدانية أن الطائرة المسيّرة، التي يُعتقد أنها تابعة لقوات الدعم السريع، استهدفت شاحنة تجارية وعربة صغيرة من نوع “أتوس” كانت تمرّ عند البوابة الشمالية للمدينة.
وأكد شهود عيان أن سائق السيارة ومرافقه لقيا حتفهما على الفور جراء الانفجار، فيما أُصيب عشرة آخرون بإصابات متفاوتة نُقلوا على إثرها إلى مستشفى الأبيض لتلقي العلاج.
ووفق روايات السكان المحليين، تصاعدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان من الشاحنة بعد دقائق من الضربة، في مشهد أثار حالة من الذعر والفوضى بين المارة والتجار القريبين من موقع الحادث.
وقال أحد الشهود إن فرق الإنقاذ هرعت إلى المكان لإخلاء الجرحى، بينما بقيت المركبتان المحترقتان على قارعة الطريق كدليل على شدة الانفجار.
هجوم ثانٍ خلال 24 ساعة
ويأتي حادث السبت بعد يوم واحد فقط من هجوم مماثل بطائرة مسيّرة استهدف حي طيبة الواقع جنوب شرقي المدينة، والذي أسفر بدوره عن مقتل شخصين وإصابة عدد من المدنيين، بينهم حالات خطرة لا تزال تتلقى العلاج بالمستشفيات المحلية.
ويرى مراقبون أن تكرار الهجمات خلال أقل من 48 ساعة يمثل تطوراً مقلقاً في تكتيكات القتال داخل شمال كردفان، ويعكس تحول الطائرات المسيّرة إلى أداة رئيسية في النزاع الدائر، خصوصاً مع تواتر الاستهداف لمناطق مأهولة بالسكان.
كما يشير هذا التصعيد إلى فشل الجهود الجارية لضبط استخدام القوة الجوية ومنع تكرار استهداف المدنيين في المدن السودانية.
تدهور الوضع الإنساني وضغوط على القطاع الطبي
أوضحت مصادر طبية أن المستشفيات في مدينة الأبيض تواجه ضغطاً متزايداً نتيجة وصول أعداد كبيرة من الجرحى خلال اليومين الماضيين، في وقت تعاني فيه المرافق الصحية من نقص حاد في الأدوية والإمدادات الأساسية.
وأكدت شهادات سكان محليين أن الاستهدافات المتكررة لأحياء مكتظة بالسكان تسببت في نزوح عشرات الأسر نحو مناطق يُعتقد أنها أكثر أماناً، وسط تزايد المخاوف من تحوّل المدينة إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
شمال كردفان في مهب التصعيد
وتأتي هذه التطورات في سياق اتساع رقعة الصراع في إقليم كردفان، الذي يشهد منذ أسابيع تصعيداً ميدانياً متلاحقاً بين الجيش السوداني والدعم السريع.
ويُعد الإقليم، الذي يمتاز بموقعه الاستراتيجي بين مناطق نفوذ الجانبين، مسرحاً رئيسياً للعمليات العسكرية ومعبراً لخطوط الإمداد.
ويرى محللون أن تصاعد الهجمات الجوية في مدن مثل الأبيض يعزز المخاوف من تحول شمال كردفان إلى محور جديد للحرب، بما يضاعف من المعاناة الإنسانية في السودان ويُهدد استقرار الإقليم ككل
