32.3 C
Khartoum

لندن تعاقب وكالة الاستخبارات الروسية بعقوبات جديدة عقب تحقيق سالزبري: بوتين “مسؤول أخلاقياً” عن مقتل بريطانية

Published:

لندن –اليراع-  فرضت المملكة المتحدة الخميس عقوبات جديدة على وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية GRU، واستدعت سفير موسكو، بعد أن خلص تحقيق رسمي إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحمل “مسؤولية أخلاقية” عن مقتل امرأة بريطانية في هجوم بالسم العصبي نوفيتشوك عام 2018.

تفاصيل الهجوم القاتل

توفيت دون ستورجيس، الأم البالغة 44 عاماً ولها ثلاثة أبناء، بعد رشها نفسها بما ظنت أنه عطر من زجاجة مهملة تحمل علامة نينا ريتشي، ليكتشف لاحقاً أنها تحتوي على السم العصبي القاتل نوفيتشوك. كانت الزجاجة قد أُلقيت في سالزبري بجنوب غرب إنجلترا، عقب محاولة فاشلة لاغتيال الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال في مارس 2018، نفذها اثنان من المشتبهين بهما كعملاء روس.

نجا سكريبال وابنته يوليا من الهجوم بعد علاج مكثف، ويعيشان الآن تحت حماية، بينما أدى اكتشاف الزجاجة إلى مقتل ستورجيس بعد أربعة أشهر. أكد التحقيق أن المحاولة “كانت مصرحاً بها على أعلى مستوى من قبل الرئيس بوتين”، مشيراً إلى أن الهجوم يعكس “تصميماً كبيراً” لإظهار قوة روسيا علناً.

الغلاف المهمل لزجاجة العطر التي احتوت على السم العصبي © HO / Metropolitan Police Service/AFP

رد السلطات البريطانية والعقوبات

وصف رئيس الوزراء كير ستارمر نتائج التحقيق بأنها “تذكير خطير باستهتار الكرملين بحياة الأبرياء”، مؤكداً أن “المملكة المتحدة ستواجه دائماً نظام بوتين الوحشي”. أعلن عن عقوبات شاملة على GRU “بكاملها”، معتبراً إياها خطوة في “دفاعنا الثابت عن أمن أوروبا” لتعزيز موقف أوكرانيا في المفاوضات وضغط مالي على روسيا.

أضافت وزيرة الخارجية يفيت كوبر أن “حياة مواطن بريطاني فقدت بسبب قرارات متعمدة شنيعة من بوتين وGRU”، معبرة عن تعاطفها مع عائلة ستورجيس وعائلة تشارلي راولي والسكريبال. شددت على أن “بوتين وعملاءه يشكلون تهديداً فورياً لبريطانيا”.

استنتاجات التحقيق وانتقادات

رئيس التحقيق، القاضي السابق أنتوني هيوز، وصف سلوك المشتبهين ألكسندر بيتروف وروس لان بوشيروف – المشتبه بهما كعملاء GRU – ومسؤوليهم بأنه “متهور بشكل مذهل”، محملياً إياهم “مسؤولية أخلاقية” عن موت ستورجيس “الضحية البريئة تماماً”. أشار التقرير إلى أن الزجاجة كانت تحتوي كمية كافية من “نوفيتشوك الصنع الروسي” لقتل آلاف الأشخاص، وكان خطر إصابة آخرين “متوقعاً تماماً”.

نفى التحقيق تقاعساً كبيراً في حماية سكريبال، لكنه أقر ببعض “الإخفاقات”. عبر محامي عائلة ستورجيس مايكل مانسفيلد عن عدم رضاهم، معتبراً التقرير “غير مرضٍ” لتركه أسئلة حول إمكانية منع الهجوم دون إجابة. شهد سكريبال بأن بوتين أمر بالهجوم بناءً على “تدهور روسيا المستمر”.

وفيت دون ستورجيس بعد تعرضها لسم عصبي شديد السمية © Handout / METROPOLITAN POLICE/AFP/File

رد موسكو والسياق التاريخي

رفضت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا العقوبات كـ”غير شرعية بذرائع ملفقة”، محتفظة بحق الرد. أدى هجوم سكريبال سابقاً إلى أكبر طرد جماعي لدبلوماسيين روس منذ الحرب الباردة، مع عقوبات غربية محدودة.

يأتي هذا في سلسلة من الحوادث الجاسوسية، مثل مقتل ألكسندر ليتفينينكو في لندن عام 2006 ببولونيوم مشع، حيث خلص تحقيق بريطاني إلى أن بوتين “رجح أن يكون قد وافق” عليه. تظل العلاقات بين لندن وموسكو متجمدة بسبب الحرب في أوكرانيا، مع مخاوف مستمرة من “الأنشطة العدائية الرعنة” على التراب البريطاني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة