34 C
Khartoum

مناوي وياسر العطا يتهمان الإمارات وجهات دولية بدعم تغيير ديمغرافي في السودان

Published:

اتهم كل من ياسر العطا ومني أركو مناوي دولة الإمارات وجهات دولية أخرى بدعم مخطط مزعوم لتغيير التركيبة السكانية في السودان، عبر دعم قوات الدعم السريع وتسهيل التهجير القسري وجرائم واسعة النطاق بحق المدنيين، خاصة في دارفور ومناطق أخرى. يعاد عرض الاتهامات هنا بصياغة مهنية محايدة قدر الإمكان، مع إبراز أنها تصريحات منسوبة لأطراف سودانية في سياق حرب مفتوحة.

اتهامات ياسر العطا للإمارات

اتهم ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني وعضو مجلس السيادة، دولة الإمارات بما وصفه بشراء صمت المجتمع الدولي إزاء ما يقول إنها جرائم ترتكبها قوات الدعم السريع في السودان، عبر التمويل المالي والسياسي. ووجّه العطا اتهامات مباشرة لرئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، قائلاً إنه يدعم خطة تستهدف “تطهير السودان من القبائل الأفريقية” من خلال دعم عسكري ولوجستي واسع لقوات الدعم السريع.

وخلال لقاء صحفي في مدينة أم درمان، قال العطا إن أبوظبي تخوض “حرباً عنصرية” ضد الشعب السوداني عبر دعمها لقوات الدعم السريع، التي اتهمها بارتكاب مجازر وانتهاكات جسيمة في أنحاء مختلفة من البلاد خلال العامين ونصف الماضيين، كان آخرها في مدينة الفاشر. وأضاف أن مصدراً في دبي حذّره قبل اندلاع الحرب بعام من أن محمد بن زايد كان يصف قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بـ“أمير السودان”، معتبراً أن ذلك يعكس توجهاً يتجاوز حدود الدعم السياسي التقليدي.​

مزاعم “مشروع” لتغيير ديموغرافي واسع

كشف العطا عما وصفه بـ“مشروع إماراتي” يستهدف إحداث تغيير ديموغرافي واسع في السودان، عبر خطة تهجير وتطهير عرقي مزعومة. وتشمل الخطة وفق روايته تهجير سكان شمال السودان والقبائل النوبية إلى داخل الأراضي المصرية، إضافة إلى دفع قبائل النوبة الجنوبية وقبائل أخرى من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق نحو دولة جنوب السودان. وأكد أن هذه التصورات، التي قال إن أجهزة المخابرات السودانية تتابعها، تمثل تهديداً مباشراً للنسيج الاجتماعي السوداني ووحدة أراضي البلاد.​

وأشار العطا إلى أن المعلومات المتاحة لدى الاستخبارات السودانية تفيد – بحسب قوله – بأن الإمارات أنشأت سلسلة قيادة في أبوظبي لإدارة ملفات الحرب في السودان، تشمل تنسيق الإمداد بالسلاح لقوات الدعم السريع، إلى جانب أدوار إعلامية ولوجستية. واعتبر أن استمرار هذا الدعم يسهم في إطالة أمد الصراع وتعقيد فرص الوصول إلى تسوية سياسية شاملة.​

مناوي يكرر الاتهامات ويتحدث عن تغيير هوية دارفور

في موازاة ذلك، وجّه حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، اتهامات مشابهة للإمارات وجهات دولية أخرى لم يسمها، قائلاً إنها توفر دعماً لقوات الدعم السريع بهدف إحداث تغيير ديموغرافي في الإقليم. وجاءت تصريحات مناوي الأربعاء خلال مخاطبته حشداً من النازحين الفارّين من مدينة الفاشر في منطقة الدبة بالولاية الشمالية، حيث اتهم تلك الأطراف بمحاولة تغيير هوية سكان دارفور التاريخية عبر التهجير القسري وإحلال مكونات سكانية أخرى محلهم.​

وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت في 26 أكتوبر الماضي على مدينة الفاشر، آخر معاقل السلطة المركزية في دارفور، قبل أن تُتهم بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين شملت القتل والنهب والاغتصاب والتهجير القسري، وهي ممارسات أثارت إدانات إقليمية ودولية متكررة. ويقول مناوي إن هذه الانتهاكات جزء من نمط ممنهج يستهدف تغيير التركيبة السكانية للإقليم وترهيب سكانه الأصليين لإجبارهم على الفرار.​

موقف الحكومة السودانية ومعاناة النازحين

تتهم الحكومة السودانية بدورها الإمارات بتقديم دعم عسكري ولوجستي وبشري لقوات الدعم السريع، من خلال تجنيد آلاف المقاتلين الأجانب الذين يشاركون في القتال ضد الجيش السوداني، وهي اتهامات تنفيها أبوظبي وتعتبرها مزاعم لا تستند إلى أدلة كافية بحسب تصريحات سابقة لمسؤولين إماراتيين. وتربط الخرطوم بين هذا الدعم وبين توسع سيطرة قوات الدعم السريع في أجزاء واسعة من دارفور وكردفان وما نتج عنه من موجات نزوح ضخمة.​​

وقال مناوي أمام النازحين إن “هوية دارفور لا يمكن أن تُنتزع”، متعهداً بالعمل على إعادتهم إلى ديارهم بمجرد توقف القتال وتحسن الأوضاع الأمنية. ووصف أوضاع الفارين من الإقليم بأنها “مأساة إنسانية عميقة”، مؤكداً أن المدنيين الذين وجدوا أنفسهم في معسكرات النزوح لا يستحقون هذه الظروف، وأن ما يواجهونه هو نتيجة مباشرة لما سماه “الظلم وتقصير المجتمع الدولي ودعم بعض الدول للمليشيات المسلحة”.​

اتهامات بالإبادة وتقصير دولي

شدّد مناوي على أن إقليم دارفور يشهد ما وصفه بـ“إبادة جماعية مستمرة”، مؤكداً أن الجرائم التي ارتُكبت عام 2003 لا تزال تتكرر اليوم على يد الفاعلين أنفسهم تقريباً، في إشارة إلى قوات الجنجويد السابقة، وقوات الدعم السريع، ومقاتلين أجانب جرى استقدامهم من دول في غرب أفريقيا وفق تعبيره. وقال إن مصادر التمويل والتسليح التي تغذي هذه المجموعات لا تزال تتدفق من “الدول ذاتها” التي دعمتها في السابق.​

وانتقد مناوي بشدة موقف الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، متهماً إياها بعدم الوفاء بواجباتها الأخلاقية والقانونية تجاه السودان كدولة عضو “تدفع المال والدم وتستحق الحماية”، على حد وصفه. ووصل آلاف النازحين من مدينة الفاشر إلى بلدة الدبة في الولاية الشمالية في ظروف إنسانية قاسية، بعد رحلة فرار شاقة أعقبت الانتهاكات المنسوبة لقوات الدعم السريع في الإقليم.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة