34 C
Khartoum

الجيش السوداني يعلن استعداده للتفاوض بشروط.. والبرهان يدعو ترامب للتدخل لإنهاء الحرب

Published:

أعرب عضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش السوداني ياسر العطا، الأربعاء، عن استعداد الجيش للتفاوض مع قوات الدعم السريع، بشرط “عدم التنازل عن انسحابها إلى معسكرات خارج المدن”.

جاء ذلك خلال كلمة للعطا في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، بمناسبة تخريج دفعة من متطوعي “المقاومة الشعبية” الذين يقاتلون إلى جانب الجيش ضد قوات الدعم السريع، بحسب مراسل وكالة الأناضول.

وقال العطا: “خلال أيام سينتقل مركز الدولة العسكري إلى هنا (الأبيض)، وستكون المدينة خلية نحل ننطلق منها لتحرير أرض الوطن”.

ومنذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، ظل الجيش يدير عملياته من العاصمة الخرطوم ومن بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة في شمال شرق البلاد.

وأضاف العطا أن “الجيش أعد العدة للعمليات المقبلة لتحرير جميع الأراضي السودانية”، متعهداً بـ”استرداد ولايات كردفان ودارفور قريباً” من قوات الدعم السريع.

وتسيطر قوات الدعم السريع حالياً على خمس ولايات في إقليم دارفور غربي البلاد، باستثناء أجزاء من شمال دارفور، بينما يحتفظ الجيش بالسيطرة على معظم ولايات السودان الـ13 الأخرى، بما فيها العاصمة الخرطوم.

وأكد العطا أن الجيش “مستعد للتفاوض وفق شروط واضحة”، موضحاً أن من بين تلك الشروط “انسحاب قوات الدعم السريع من المناطق والمدن، وتجميعها في معسكرات بشرق وجنوب دارفور وتسليم أسلحتها للجيش”. كما دعا إلى “إخراج المرتزقة الذين يقاتلون في صفوفها، وتقديم من ارتكب جرائم للعدالة”، ملوحاً بـ”التسريح أو الدمج” لمن تبقى.

وقال العطا: “هذا هو السلام الذي نعرفه”، مشدداً على أن “قيادة الدعم السريع لا مكان لها في السودان وستُقدَّم للمحاكمة”.

البرهان يدعو ترامب للتدخل

وفي تطور متصل، دعا قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، في مقال رأي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى “العمل من أجل إحلال السلام في السودان”.

وكتب البرهان أن “الشعب السوداني يتطلع إلى واشنطن لاتخاذ الخطوة التالية والعمل معنا ومع الدول الساعية إلى السلام لإنهاء هذه الحرب”، مضيفاً أن “السودانيين يرون في الرئيس ترامب قائداً صريحاً وحازماً، قادراً على مواجهة الأطراف الخارجية التي تُطيل معاناتهم”.

وأشاد البرهان بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال قمة مجموعة السبع، معتبراً أنها “لحظة فارقة” لأنها “سمّت الحرب باسمها وحمّلت قوات الدعم السريع مسؤولية مباشرة عن العنف والانتهاكات”.

ورأى أن حديث روبيو عن “دور الأطراف الخارجية في تغذية الصراع كان واضحاً ونادراً في الخطاب الدولي”، الذي غالباً ما يصوّر الحرب السودانية على أنها “صراع بين جنرالين”.

شراكة في مكافحة الإرهاب واتفاقات إبراهيم

وأعرب البرهان عن ترحيبه بتصريحات ترامب الإيجابية بعد لقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيراً إلى استعداد السودان “للتعاون مع واشنطن والرياض لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”، مؤكداً أن الخرطوم “تسعى لتكون شريكاً قوياً للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي”.

وحذّر من أن استمرار الحرب “لا يهدد السودان وحده، بل يمتد خطره إلى البحر الأحمر والساحل الإفريقي ومصالح الولايات المتحدة”، مشيراً إلى أن بلاده تتطلع إلى “استعادة دورها كقوة إقليمية إيجابية”.

ولفت إلى أن انضمام السودان إلى “الاتفاقات الإبراهيمية” عام 2021 كان “خطوة تاريخية تعكس إيمانه بالسلام والتعاون طريقاً نحو استقرار الشرق الأوسط والقرن الإفريقي”.

تحركات دبلوماسية وخطة الرباعية

في سبتمبر/أيلول 2025، اقترحت “الرباعية الدولية” – التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات – خطة تتضمن هدنة إنسانية لثلاثة أشهر تمهيداً لوقف دائم لإطلاق النار وعملية انتقالية جامعة خلال تسعة أشهر تقود إلى حكومة مدنية مستقلة.

ورغم اتهام قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين وتوسيع سيطرتها في دارفور وكردفان، أعلن قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) موافقته على هدنة أحادية الجانب لمدة ثلاثة أشهر.

لكن البرهان رفض خطة الرباعية، معتبراً أنها “تلغي وجود الجيش الرسمي وتبقي المليشيا المتمردة في مواقعها”. ومع ذلك، أكدت الحكومة السودانية ترحيبها بالتفاوض وفق خريطة طريق قدمتها الخرطوم للأمم المتحدة، تشترط انسحاب “قوات الدعم السريع” من المدن والمنشآت المدنية لتمكين عودة النازحين إلى مناطقهم.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة