أعلنت شركة أمريكية عن نجاح أول عملية زراعة لقرنية بشرية أنتجت بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، مصنوعة بالكامل من خلايا عين بشرية وظيفية تمت زراعتها وتنميتها في مختبر. وفي حين أن هذه العملية تعتبر الأولى من نوعها في العالم، اعتبرت الشركة أنها تمثل إنجازا هاما لجهة تأمين هذا النوع من الأعضاء البشرية الحساسة، وتخفيف فترات الانتظار الطويلة للأشخاص الذين يسعون لإجراء مثل تلك العمليات ويواجهون نقصا في أنسجة المتبرعين المتاحة.
تطور طبي غير مسبوق يشي بالكثير من التفاؤل للمرضى خاصة المصابين بالكفاف، إذ حصل مريض كفيف على قرنية منتجة بالطباعة ثلاثية الأبعاد، مصنوعة من خلايا عين بشرية.
شركة “بريسايس بيو” المصنعة للقرنية المستخدمة في العملية، قالت إن عملية الزرع أُجريت في 29 تشرين الأول/أكتوبر الماضي في إحدى عيني مريض كان يعتبر كفيفا قانونيا، واعتبرت أنها بداية ناجحة لتجربة لا تزال في مرحلة مبكرة.
وتتطلب عمليات زراعة القرنية في الوقت الراهن أنسجة عين من متبرعين، وكما هو الحال في جميع عمليات زراعة الأنسجة والأعضاء البشرية، عادة ما يكون الطلب أكبر من المتاح.
وقال باحثون إن عملية الطباعة ثلاثية الأبعاد تسمح بإنتاج المئات من الغرسات التي يتم تطويرها في المختبر من خلايا من قرنية متبرع واحد فقط.
وتتضمن المرحلة الأولى من التجارب، غرس قرنية لما بين 10 إلى 15 مريضا في إسرائيل، وتتوقع “بريسايس بيو”، التي يوجد مقرها في ولاية نورث كارولاينا الأمريكية، أن تعلن عن النتائج الأولية للدراسة في النصف الثاني من عام 2026.
تضاهي خصائص القرنية الطبيعية
وقال الدكتور الذي أجرى العملية، مايكل ميموني، مدير وحدة القرنية في مركز رامبام الطبي في حيفا في إسرائيل “لأول مرة في التاريخ، شهدنا قرنية مصنعة في المختبر من خلايا بشرية حية، تعيد البصر إلى إنسان”. وأضاف: “لقد كانت لحظة لا تُنسى – لمحة عن مستقبل لن يضطر فيه أحد للعيش في الظلام بسبب نقص أنسجة المتبرعين. هذا يحدث نقلة نوعية”.
وصممت الغرسة، التي أُطلق عليها اسم PB-001، لتضاهي الوضوح البصري والشفافية والخصائص الميكانيكية الحيوية للقرنية الطبيعية، وقد اختبرت سابقًا في نماذج حيوانية. وأكدت الشركة المصنعة للغرسة أنها قادرة على الاندماج مع أنسجة المريض نفسه.
وتمتلك هذه الغرسة القدرة على تقديم حل جديد وموحد لإحدى أكثر احتياجات طب العيون إلحاحا، ألا وهي استبدال القرنية بشكل موثوق وآمن وفعال. والقدرة على إنتاج أنسجة جاهزة لمريض عند الطلب قد تمهد الطريق نحو إعادة صياغة طب زراعة الأعضاء كما نعرفه.
