فرانس24 في مقال، لها توضح أبرز الأطراف الفاعلة في السودان، التي سيضطر الرئيس الأمريكي للتعامل معها، ضمن لعبة مصالح اقتصادية ونفوذ وتنافس إقليمي متشابكة ومعقدة، بعد إعلان نيته التدخل لإنهاء الحرب المستمرة بين القوات النظامية بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو (حميدتي).
بعد أن قال إنه ينوي التدخل لإنهاء الحرب الدائرة في السودان بين الجيش الحكومي وقوات الدعم السريع، سيضطر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتعامل مع شبكة معقدة من المصالح الاقتصادية والنفوذ والتنافس الإقليمي.
وتتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار منذ أشهر في البلد الغني بالذهب وذي الأراضي الخصبة والذي يشهد حربا منذ عامين ونصف عام.
وفيما تتزايد التقارير عن حدوث فظائع، دعت الأمم المتحدة مرارا إلى وقف تدفق الأسلحة ووقف كل التدخلات الأجنبية، لكن من دون جدوى.
عبد الفتاح البرهان في مواجهة محمد دقلو
يقود الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الرئيس الفعلي للبلاد، القوات الحكومية. في أكتوبر/تشرين الأول 2021، بدعم من نائبه آنذاك وقائد قوات الدعم السريع محمد دقلو، دبر انقلابا عسكريا وأقصى المدنيين من مجلس السيادة الذي شُكّل عام 2019 بعد إطاحة الرئيس عمر البشير.
في منتصف أبريل/نيسان 2023، دخل الجنرالان في صراع على السلطة ما تسبب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين وأزمة إنسانية هائلة.
انبثقت قوات الدعم السريع من الجنجويد، ميليشيا عربية مسؤولة عن المجازر في إقليم دارفور غرب البلاد في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
سياسيا، تتخذ حكومة موالية للجيش مقرا في بورتسودان، الميناء الاستراتيجي على البحر الأحمر. توازيا، شكلت قوات الدعم السريع إدارة منافسة مقرها في نيالا، عاصمة جنوب دارفور.
يتهم كل طرف الآخر بالحصول على دعم من حلفاء أجانب، وينكر هؤلاء جميعا أي تورط لهم.
من هم أبرز الوسطاء في النزاع السوداني؟
- المملكة العربية السعودية: قرر ترامب أن يعمل على إنهاء “الفظائع المروعة” في السودان، بناء على طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وذلك بعدما اعتبر الرئيس الأمريكي لفترة طويلة أن الوضع هناك “تعمه الفوضى وخارج عن السيطرة”. دعمت الرياض الجيش السوداني عقب إطاحة البشير عام 2019، لكنها في الوقت نفسه تؤدي دور الوسيط للحفاظ على الاستقرار في منطقة استثمرت فيها المملكة الغنية بالنفط مليارات الدولارات. وتشارك السعودية في مجموعة الوساطة المعروفة باسم “الرباعية”، والتي تضم أيضا الولايات المتحدة ومصر والإمارات العربية المتحدة.
- مصر: لطالما اعتبرت هذه الدولة الكبيرة المجاورة للسودان، أن البرهان هو الممثل الشرعي للسلطة، وأنه شريك قادر على الحفاظ على النظام على طول حدودها الجنوبية، التي تكثر فيها الثغرات وعلى حماية مصالحها وخصوصا تلك المرتبطة بمياه نهر النيل الحيوية. سبق أن اتهمت قوات الدعم السريع القاهرة بتقديم دعم عسكري مباشر للجيش بقيادة البرهان، وهو ما تنفيه الحكومة المصرية.
- الإمارات العربية المتّحدة: يتهم الجيش السوداني الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بأسلحة ومحروقات ومرتزقة يرسلون عبر تشاد وليبيا وكينيا والصومال. في المقابل، تصر أبوظبي على نفي أي تدخل في الحرب الأهلية السودانية، رغم أدلة وردت في تقارير دولية وتحقيقات مستقلة.
الجوار الأفريقي ودوره في حرب السودان
- ليبيا: في يونيو/حزيران، اتهم الجيش السوداني قوات المشير خليفة حفتر بدعم هجوم قوات الدعم السريع في منطقة حدودية استراتيجية في شمال غرب البلاد، تشكل مثلثا حدوديا بين مصر وليبيا. كما اتهم حفتر بتزويد الدعم السريع بالأسلحة والوقود نيابة عن الإمارات.
- تشاد: تشترك مع السودان في حدود صحراوية تمتد لمسافة 1300 كيلومتر، وتستضيف أكبر عدد من اللاجئين السودانيين. اتهم الجيش السوداني نظام الرئيس محمد إدريس ديبي مرارا بتوفير خط إمداد حيوي لشحنات الأسلحة لقوات الدعم السريع القادمة من الإمارات.
- كينيا: أكد الجيش السوداني في يونيو/حزيران الماضي أنه عثر على أسلحة في مخابئ تابعة لقوات الدعم السريع في الخرطوم، تحمل ملصقات مصدرها كينيا، واتهم نيروبي بالتحول إلى نقطة عبور لمعدات عسكرية ترسلها الإمارات عبر تشاد.
-
قوى أخرى تأثر في المعادلة السودانية
- إيران: استأنفت الخرطوم وطهران علاقاتهما الدبلوماسية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد قطيعة بسبب انضمام السودان إلى تحالف قادته السعودية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. من ذلك الوقت، تتهم قوات الدعم السريع إيران بتزويد الجيش السوداني بالمسيرات.
- تركيا: أكدت تركيا، المنافس الرئيسي للإمارات، دعمها للجيش السوداني منذ بداية الحرب. وفق وسائل إعلام، منها صحيفة واشنطن بوست، فقد زوّدته خصوصا طائرات مسيّرة استخدمت في ضرب قوات الدعم السريع.
فرانس24/ رويترز
