35.2 C
Khartoum

أحزاب سودانية متفائلة بعد تصريحات ترامب… ومستشار «حميدتي» يرحب

Published:

الخرطوم ـ «القدس العربي»: رحبت القوى السياسية السودانية، بتدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الملف السوداني، معتبرة ذلك «خطوة إيجابية» تدعم مساعي السلام في البلاد.
وأكد التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود» بقيادة رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، أن هذه التصريحات تعكس عودة الاهتمام الدولي بالقضية السودانية.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تعد مؤشراً على الجدية في تحريك ملف السلام، وأعرب عن تقديره لجهود السعودية وأمريكا في الدعوة إلى وقف القتال وتحقيق هدنة إنسانية تسمح بتوصيل المساعدات إلى المناطق المتضررة.
وقال إن «أي تقدّم لن يكتمل من دون مواجهة القوى التي تعمل على إطالة أمد الحرب، وفي مقدمتها الحركة الإسلامية وبقايا النظام السابق الذين يحرّضون على استمرار القتال ويسعون لإعادة إنتاج سلطتهم على حساب حياة السودانيين».
كذلك، عبّر حزب الأمة القومي عن ترحيبه بالتصريحات الأمريكية، مؤكداً أن هذا التحرك يمثل فرصة جديدة لإنهاء الصراع المسلح في البلاد.
ورأى أن مثل هذه المبادرات الدولية ستعزز العمل المشترك بين الدول المعنية، بما في ذلك دول الرباعية، لتحقيق حل شامل يقوم على أساس الحوار السياسي والتفاهم الوطني.
فيما أشاد «حزب المؤتمر السوداني» في بيان، بتصريحات ترامب، مؤكدا أنها «خطوة إيجابية لتكثيف الاهتمام الدولي بملف السودان ودعم الجهود المبذولة لوقف القتال». وقال رئيس الحزب، عمر الدقير، إن تصريحات ترامب بشأن طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منه التدخل لإيقاف الحرب في السودان واستجابته لذلك تُمثِّل «نقلة مهمة في سياق الاهتمام الدولي والإقليمي بالأزمة السودانية».
وأكّد لـ«سودان تربيون» أن وصف السودان بأنه «أخطر مكان في العالم ويشهد أكبر أزمة إنسانية، كما جاء في حديث ترامب، صحيح، ويعكس حقيقة المأساة التي أفرزتها هذه الحرب، والتي يدفع الشعب السوداني ثمنها نزيفاً من دمه وانتهاكاً لكرامته، مع انهيار الخدمات الأساسية وصعوبة الحصول على الاحتياجات الإنسانية الضرورية».
واعتبر أن «إعلان ترامب التنسيق مع السعودية ومصر والإمارات ودول أخرى في المنطقة لإنهاء الفظائع الجارية في السودان والمساهمة في استقراره، يُعَدُّ خطوة إيجابية نأمل أن تُعجِّل بتنفيذ مقترح الهدنة لمعالجة الكارثة الإنسانية المتفاقمة والتمهيد لإيقاف دائم لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية شاملة».
وعبّر عن أمله «أن يتجاوب الوعي الوطني مع هذا الاهتمام الدولي والإقليمي، وأن يلتقط لحظته الراهنة ليدفع بالبلاد نحو درب الخلاص والتعافي».
وأشار إلى أن «الواجب الوطني والمسؤولية التاريخية يفرضان على جميع الأطراف السودانية التخلي عن الرهان على السلاح والانخراط في مسار سياسي يُنهي الحرب ويضع البلاد على طريق السلام المستدام وبناء الدولة على أسس جديدة متوافَق عليها».
وختم: «مع حاجتنا وتقديرنا للدعم الدولي والإقليمي، فإن السلام لن يصنعه الخارج، بل تنهض به الإرادة الوطنية الغالبة بين السودانيين، التي باتت تدرك أن المسار العسكري لا يُفضي إلا إلى المزيد من الموت والتدمير والانتهاكات والمعاناة الإنسانية. وأي جهد خارجي، مهما خلصت نواياه، لن يثمر ما لم تلتئم هذه الإرادة الوطنية الصادقة وتتوحّد لهزيمة خطاب الحرب واعتماد خيار الحل السياسي السلمي».

«صمود»: تعكس عودة الاهتمام الدولي بالقضية

كذلك، أبدى رئيس الهيئة السياسية للتجمع الاتحادي عز العرب حمد: ترحيبه «بتصريحات ترامب بأنه سيولي الملف السوداني اهتمامه الخاص بطلب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان».
ورأى أن هذه التصريحات تمثل «دعماً كبيراً للمجهودات التي تبذلها الرباعية من أجل هدنة إنسانية تفتح الباب لوقف إطلاق النار في السودان، خاصة وأن الدولتين أمريكا والسعودية طرفان أصيلان في الرباعية».
وفي السياق، قال القيادي في التيار الوطني، نور الدين صلاح الدين، إن تصريحات ترامب حول السودان «لافتةٌ ومبشّرة، ليس لأنها جاءت من أرفع مسؤول أمريكي فحسب، بل لأنها أتت ضمن جُملة تفاهمات بيت دولتين لهما تأثير بارز في خارطة العالم، ولكون الموقف سعودي ظل ثابتاً منذ اليوم الأول للحرب».
وأضاف: «الرياض ومنذ منبر جدة وضعت عنواناً واضحاً يقول بوحدة السودان، سيادة أراضيه، ودعم مؤسساته الوطنية، ورفضت لاحقاً بوضوح أي محاولة لشرعنة حكومة تُقيمها مليشيا الجنجويد»»، في إشارة لقوات «الدعم السريع». وتابع: «عندما يقول ترامب إن ولي العهد السعودي يدفع في اتجاه عمل قوي لإنهاء ما يجري في السودان، فهذه رسالة مهمة بأن ثقل السعودية الدولي قد يتحول من مجرد وساطة إلى ضغط فعّال لإنهاء الحرب، وإعادة توجيه البوصلة نحو دولة المؤسسات لا دولة المليشيات».
وأكد على أن «السودان في حاجة إلى دعم دولي صريح يقف مع الشعب السوداني، وليس مع الفوضى ومشروع تسييل الدولة الذي تقوده المليشيا».
ورأى أن «واشنطن والرياض إذا كانتا على الخط معاً، فربما تكون هذه بداية نافذة جدية لدفع الأمور نحو إنهاء الحرب عبر خارطة سلام يرتضيها السودانيون».
وشدد على أن «دور السودانيين هو العامل الحاسم، وأن العامل الخارجي يمكن أن يساعد، لكن لا يمكنه أن يصنع مستقبل البلاد».
ورأى أن «المطلوب هو تحرك وطني واسع نحو مصالحة سودانية، وتوافق سياسي ومسار واضح لبناء دولة مدنية ديمقراطية تمتلك القدرة على توحيد السودانيين تحت راية واحدة، وتعيد تأسيس مشروع الدولة على أسس راسخة تسع الجميع».
وأيضا أعلن مبارك الفاضل، رئيس تحالف التراضي الوطني، عبر منصة شركة «إكس» الأمريكية، ترحيبه بتحرك ترامب، معربا عن شكره للقيادة السعودية على «موقفها القوي مع شعب السودان».
وفي السياق، ثمنت الحركة الإسلامية السودانية في بيان لأمينها العام علي كرتي، «المساعي الحميدة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو يتخذ موقف القائد المسؤول ليوصل صوت الحق، ويجلو الحقائق، وهو يدافع عن أهل السودان».
كما رحّب القيادي في تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) إبراهيم الميرغني بتصريحات الرئيس دونالد ترامب «بشأن نيته استخدام نفوذه الرئاسي لإنهاء الحرب في السودان ومواصلة التنسيق مع بقية دول الرباعية: السعودية والإمارات ومصر، تماشيا مع مبادرتهم».
ووجه في تدوينه على منصة «فيسبوك»، شكراً لولي العهد السعودي لوضع الأزمة ضمن جدول المناقشات مع واشنطن.
و قال مستشار قائد «قوات الدعم السريع» الباشا طبيق، في تدوينة على «إكس»، إنه يرحب بتصريحات ترامب «الرامية لإنهاء الصراع الذي دفع ملايين السودانيين للنزوح واللجوء، وترك ملايين آخرين في أوضاع إنسانية بالغة القسوة».

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة