أكد مصدر حكومي رفيع بأن مجلس الأمن والدفاع السوداني برئاسة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان سيبحث اليوم الثلاثاء مقترحا لهدنة تقدمت به الولايات المتحدة لوضع حد للنزاع الدامي في البلاد منذ أكثر من عامين. فيما تستعد قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش منذ نيسان/أبريل 2023، لشن هجوم على ما يبدو على منطقة كردفان (وسط) بعد أن استولت على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، قبل أكثر بقليل من أسبوع
كشف مصدر حكومي في بورت سودان أن مجلس الأمن والدفاع السوداني برئاسة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان اليوم مقترح الهدنة الذي تقدّمت به الولايات المتحدة لوضع حد للنزاع الدامي في السودان منذ أكثر من عامين، بحسب
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرا إلى أنه غير مخوّل التحدّث إلى الإعلام لوكالة فرنس برس إن “مجلس الأمن والدفاع سيعقد اجتماعا اليوم لبحث مقترح الهدنة الأمريكي”.
وتستعد قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش منذ نيسان/أبريل 2023، لشن هجوم على ما يبدو على منطقة كردفان (وسط) بعد أن استولت على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، قبل أكثر بقليل من أسبوع.
اجتماعات مسعد بولس في القاهرة
وأجرى الموفد الأمريكي الخاص لإفريقيا مسعد بولس سلسلة اجتماعات في القاهرة خلال الأيام الأخيرة، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على مقترح الهدنة الإنسانية الذي قُدّم منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، برعاية عدد من الوسطاء، من بينهم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بحسب بيانات رسمية مختلفة صدرت في القاهرة.
ومن أبرز اللقاءات التي عقدها بولس اجتماع مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وخلال المحادثات شدد عبد العاطي “على أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان بما يمهد الطريق لإطلاق عملية سياسية شاملة في البلاد، وفق بيان للخارجية.
والتقى بولس الإثنين أبو الغيط وقدم له “شرحا مفصلا حول الجهود الأخيرة في السودان لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات بشكل سريع والبدء في عملية سياسية سودانية-سودانية”، وفقا لبيان صادر عن جامعة الدول العربية مساء الاثنين.
وذكرت قناة الشرق أن الوثيقة الأمريكية اشتملت على بنود واضحة تضمن وصولاً آمناً وغير مقيد للمساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من النزاع. كما اقترحت الوثيقة إنشاء لجنة تنسيق للهدنة الإنسانية داخل السودان، تتولى تقديم تقارير دورية بشأن أي خروقات محتملة. وتندرج هذه البنود ضمن خطة دولية تهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية الناتجة عن الحرب، وتهيئة الأرضية اللازمة لانطلاق حوار سياسي شامل بين الأطراف السودانية، برعاية إقليمية ودولية، بما يضمن مشاركة واسعة في مسار التسوية.
وكان بولس قد اعلن عن وجود موافقة مبدئية من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على وقف إطلاق النار لأغراض الهدنة الإنسانية لمدة ثلاثة أشهر، مشيراً إلى أن هناك مساعٍ جارية لتمديد هذه الهدنة إلى تسعة أشهر. وأوضح خلال لقائه بعدد من الصحفيين يوم الاثنين 3 نوفمبر 2025، أن الولايات المتحدة قدمت للطرفين ورقة تفصيلية قبل أسبوع تتضمن مقترحات عملية لإنهاء الحرب والتوصل إلى هدنة إنسانية شاملة. وأكد أن هناك مؤشرات إيجابية من كلا الطرفين تجاه المقترح الأمريكي، مع تسجيل ما وصفه بـ”تفاؤل حذر” بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي.
أوضح بولس أن المقترح الأمريكي يتضمن خيارين لوقف إطلاق النار: الأول يمتد لثلاثة أشهر، والثاني لتسعة أشهر، ويهدف كلاهما إلى تمكين وصول المساعدات الإنسانية وإنهاء المعاناة المتزايدة للمدنيين. وأشار إلى أن المباحثات الجارية تركز على التفاصيل الفنية المتعلقة بآليات المتابعة والتنفيذ، إلى جانب الجوانب اللوجستية والتقنية، وتنظيم خطوط الإمداد. وأكد أن التركيز ينصب على ضمانات التنفيذ والالتزام، مشيراً إلى وجود تجاوب من الطرفين، لا سيما من جانب الجيش السوداني، وفقاً لتعبيره.
وانخرطت “المجموعة الرباعية”، التي تضم الولايات المتحدة ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، منذ أشهر في جهود دبلوماسية بهدف التوصل لهدنة في الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من 30 شهرا..
