الخرطوم ـ «القدس العربي»: أفادت مصادر دبلوماسية بعدم توصل الأطراف السودانية المشاركة في المحادثات غير المباشرة، وغير المعلنة، في العاصمة الأمريكية واشنطن إلى اتفاق حول الهدنة المقترحة والمحددة بأشهر برقابة دولية.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد كشفت عن مساع لدفع الحكومة السودانية وقوات «الدعم السريع» عبر التفاوض غير المباشر لتوقيع اتفاق هدنة إنسانية لثلاثة أشهر.
في الأثناء، دعا التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود» الجيش السوداني وقوات «الدعم» إلى التوقيع الفوري على اتفاق هدنة إنسانية، واصفًا الخطوة بأنها «واجب أخلاقي ووطني» قبل أن تكون استحقاقًا إنسانيًا للمتضررين من الحرب التي اندلعت قبل أكثر من عامين وأودت بحياة الآلاف، وتسببت في دمار واسع ونزوح غير مسبوق.
وقال في بيان، أمس الأحد، إن استمرار الحرب بعد مأساة مدينة الفاشر يُنذر بامتداد دائرة العنف إلى مدن جديدة، مشددًا على ضرورة تحكيم صوت الضمير والوطن من أجل رفع المعاناة عن المدنيين، معتبرًا أن الهدنة الإنسانية يجب أن تكون مدخلانحو وقف شامل للحرب وإنقاذ البلاد من الانهيار.
فيما وصف القيادي في «الكتلة الديمقراطية» مبارك أردول، الأنباء عن الهدنة بأنها «إيجابية وجيدة» داعيا، رئيس مجلس السيادة إلى قبولها والمضي قدمًا فيها «بوثوق ومسؤولية وطنية». وأكد ضرورة وضع آليات رقابة واضحة تضمن التزام الطرفين بالاتفاق، سواء في الجانب العسكري أو الإنساني، مشددًا على أهمية إشراك الآلية الدولية لمعاقبة أي طرف ينتهك الهدنة أو يحولها إلى مكسب عسكري.
بالتزامن أعلنت حركة «جيش تحرير السودان» بقيادة عبد الواحد محمد أحمد النور، عن بدء زعيمها جولة أوروبية تشمل عددًا من دول الاتحاد الأوروبي، لبحث الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان وسبل إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
«صمود» اعتبر وقف إطلاق النار «واجباً أخلاقياً ووطنياً»
وقال المتحدث باسم الحركة عبد الرحمن الناير في بيان صحافي، إن الجولة التي انطلقت أمس الأحد تهدف إلى التباحث حول آليات إيصال الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى المتضررين في مختلف مناطق البلاد، إلى جانب الدفع نحو وقف الحرب عبر الطرق السلمية من خلال معالجة جذور الأزمة التاريخية التي قادت إلى النزاع الحالي.
وأوضح أن النور سيلتقي خلال جولته بعدد من الحكومات والبرلمانات الأوروبية وصناع القرار، إضافة إلى ممثلي المجتمع المدني والمنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية، لبحث سبل دعم جهود السلام والاستقرار في السودان.
وأشار إلى أن زعيم الحركة سيعقد كذلك لقاءات تنظيمية مع مكاتب الحركة في أوروبا لتنويرها بآخر المستجدات السياسية والميدانية في السودان، وبحث دورها في دعم الجهود الرامية لتحقيق السلام العادل والدائم.
وأعرب عن تأييد الحركة لمقترح المجموعة الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، مصر) مشيرا إلى أنه «يمثل مدخلاً صحيحًا للحلول الممكنة» ومؤكداً دعم الحركة لأي مساعٍ دولية تسعى لإنهاء معاناة الشعب السوداني عبر الحلول السلمية.
وكانت مجموعة «الرباعية» قد أكدت في بيان مشترك صدر في 12 سبتمبر/أيلول الماضي أن النزاع في السودان «تسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم ويهدد الأمن الإقليمي» مشددة على أنه «لا يوجد حل عسكري يمكن أن ينهي الصراع».
ودعت جميع الأطراف إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع إلى جميع مناطق السودان، والامتناع عن الهجمات العشوائية على البنية التحتية المدنية، مؤكدة أن مستقبل الحكم في السودان «يجب أن يقرره الشعب عبر عملية انتقالية شاملة وشفافة تؤدي إلى حكومة مدنية مستقلة ذات شرعية واسعة».
كما طالبت بوقف أي دعم عسكري خارجي للأطراف المتحاربة، باعتباره عاملارئيسيًا في إطالة أمد النزاع وزعزعة الاستقرار الإقليمي، وأعلنت التزامها بمواصلة الجهود الدبلوماسية لدعم تسوية تفاوضية ومراقبة تنفيذ الجدول الزمني المقترح لإنهاء الحرب.
في المقابل، رفضت الحكومة السودانية بيان الرباعية، واعتبره رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان «تعديًا على السيادة الوطنية» مؤكدًا أن أي مبادرة لا يشارك السودان في صياغتها «غير ملزمة».
وقال البرهان إنه أبلغ واشنطن رفض بلاده لأي «أجندة خارجية أو حلول مفروضة لا تحظى بقبول السودانيين».
