31.8 C
Khartoum

معارك عنيفة مع الجيش وقواعد جديدة للدعم السريع.. هل تتحول كردفان إلى ساحة الحسم؟

Published:

تتسارع التطورات الميدانية في إقليمي كردفان ودارفور وسط السودان، حيث تجري اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محاور عدة غرب مدينة الأبيض في إقليم كردفان، تمهيداً لفتح الطريق نحو العاصمة الخرطوم. وفي هذا السياق تبرز أهمية الولاية استراتيجياً للقوات التي تسعى للسيطرة على خطوط الإمداد والتي تؤدي إلى مناطق شمال غرب البلاد.

تتزامن الاشتباكات مع قصف بطائرات مسيرة استهدف مواقع مدنية ومنظمات إغاثية في كادوقلي والعباسية.

وأفادت مصادر ميدانية بأن الجيش السوداني يشنّ هجوماً واسعا منذ يوم الجمعة على منطقتي العيارة وأم صميمة غرب مدينة الأبيض، في محاولة لاختراق خطوط الدعم السريع واستعادة زمام المبادرة عقب بسط الدعم السريع سيطرتها على الفاشر.

وقالت ما تعرف باسم “القوة المشتركة” المقاتلة إلى جانب الجيش إن عملياتها تسير وفق “خطة دقيقة” تهدف إلى استعادة مدينة الخوي، التي تمثل البوابة نحو شمال دارفور.

وفي سياق متصل، قالت شبكة أطباء السودان إن الدعم السريع استهدفت يوم السبت، مخيم نازحين في منطقة العباسية تقلي، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم نساء وأطفال وإصابة العشرات بجروح بالغة.

في المقابل، نفت قوات الدعم السريع تحقيق أي تقدم للجيش، مؤكدة استمرار سيطرتها على معظم مناطق غرب الولاية.

وتعد ولاية شمال كردفان نقطة ارتكاز استراتيجية للطرفين، إذ تمثل الممر الرئيسي الذي يربط غرب السودان بالعاصمة الخرطوم، وتتيح السيطرة عليه قطع خطوط الإمداد أو فتح الطريق نحو العاصمة.

صور أقمار صناعية توثق تحضير الدعم السريع لجولة حرب أوسع

أظهرت صور أقمار صناعية عالية الدقة التقطتها شركة “فانتور” الأمريكية مشاهد لحرائق واعمدة دخان متصاعدة من حي الدرجة الأولى القريب من مطار الفاشر، إلى جانب دمار واسع في محيطه.

الصور التي التقطت بين 26 و30 من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي أظهرت انتشار مركبات تابعة لقوات الدعم السريع في محيط مستشفى الاطفال والمستشفى السعودي للولادة، فضلاً عن وجود آليات محترقة حديثاً فرب الساتر الترابي شمال غرب المدينة.

كما رصدت الصور أعمال حفر حديثة لسواتر ترابية حول قرى شمال شرقي الفاشر، الأمر الذي يعكس قيام الدعم السريع باستعدادات دفاعية متقدمة، يقول محللون.

وتؤكد تقارير أمنية أن قوات الدعم السريع تبني قواعد لوجيستية على الحدود بين دارفور وكردفان، مزودة بمسيرات وأسلحة ثقيلة، ما يشير إلى نية واضحة لترسيخ نفوذها في الإقليم واتخاذه قاعدة لتقدمها نحو الخرطوم.

وأشارت آخر تقارير “تنسيقيات المقاومة” في الفاشر يوم السبت، إلى أن القوات قامت بإنشاء قواعد عسكرية وغرف إدارة عمليات ومستشفيات ميدانية على حدود الدول المجاورة مثل تشاد وليبيا وجنوب السودان والصومال، حيث تجهز “لحرب طويلة الأمد”، كما أفاد بيان التنسيقية.

نزوح جماعي

تقدر المنظمة الدولية للهجرة نزوح ما لا يقل عن 62 ألف شخص من الفاشر والمناطق المجاورة خلال أربعة أيام فقط، مع تسجيل حالات متزايدة من انعدام الأمن والغذاء.

وفي مدينة الدبّة شمال السودان، تتكدس مئات العائلات النازحة داخل محطات انتظار ومخيمات مؤقتة، حيث وثقت وسائل إعلام محلية أوضاعاً مأساوية لعائلات قطعت مئات الكيومترات سيراً على الاقدام للوصول على أماكن أكثر أماناً.

من جانبها، تقول مفوضية العون الإنساني في الولاية الشمالية إنها تستعد لاستقبال موجة نزوح جديدة قادمة من دارفور وكردفان، مؤكدة أنها تعمل مع شركاء دوليين لتأمين الغذاء والمياه والرعاية الصحية الأساسية رغم ضعف الإمكانات.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة