شهدت ساحة الباستيل في العاصمة الفرنسية باريس، مساء السبت الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2025، مظاهرة حاشدة شارك فيها مئات من أبناء الجالية السودانية والعربية إلى جانب نشطاء فرنسيين، للتنديد بما وصفوه بالإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الدعم السريع في إقليم دارفور، وللتعبير عن غضبهم مما اعتبروه “صمتا وتواطؤا” من المجتمع الدولي، ولا سيما فرنسا.



وتأتي هذه المظاهرة بعد تحركات مشابهة في مدن أوروبية أخرى، بينها برلين، حيث خرج مئات المتظاهرين في وقفات تضامن مع سكان دارفور، مطالبين بإحالة الجرائم المرتكبة إلى المحكمة الجنائية الدولية ووقف أي دعم خارجي للأطراف المتحاربة.



وتشير تقارير حقوقية إلى أن آلاف المدنيين لقوا حتفهم في غرب دارفور خلال العامين الماضيين، وأن مناطق بأكملها تعرضت للحرق والتدمير، بينما نزح مئات الآلاف إلى تشاد والدول المجاورة في واحدة من أكبر موجات النزوح في أفريقيا منذ عقود.



وفي الوقت الذي تواصل فيه المنظمات الدولية توثيق الانتهاكات في السودان، تتعالى أصوات من مختلف أنحاء العالم تطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف أكثر حزما تجاه ما يجري، وفتح تحقيقات شفافة بشأن تدفق الأسلحة إلى مناطق الصراع عبر أطراف إقليمية ودولية.
كما يدعو ناشطون حقوقيون إلى فرض عقوبات على الجهات المتورطة في الانتهاكات، وإيقاف أي دعم سياسي أو لوجستي قد يسهم في إطالة أمد الحرب أو تغذية النزاعات العرقية، مؤكدين أن صمت العالم أمام ما يحدث في دارفور يشكل تواطؤا مع الجريمة واستمرارا لمعاناة المدنيين.
