31.8 C
Khartoum

الدعم السريع تحشد قواتها نحو كردفان وتحذيرات أممية من “فظائع ممنهجة” في دارفور

Published:

حذرت “تنسيقيات المقاومة” في الفاشر من تعزيزات عسكرية كبيرة تحشدها قوات الدعم السريع باتجاه ولاية شمال كردفان، في محاولة لإعادة السيطرة على مدينة الأبيض. يأتي هذا بالتوازي مع تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة من “فظائع ممنهجة” في مدينة الفاشر التي سقطت مؤخراً بيد الدعم السريع، وسط تنديد دولي متزايد بـ “عمليات قتل جماعي واغتصاب ونهب”، في حين عبرت دول عربية وأفريقية عن رفضها القاطع لأي سيناريوهات لتقسيم السودان.

في أحدث التطورات الميدانية في السودان، أعلنت تنسيقية “لجان المقاومة” في الفاشر أن قوات الدعم السريع بدأت بتحشيد كبير نحو شمال كردفان، وفتح طريق واضح نحو مدينة الأبيض، مركز ولاية شمال كردفان، بدلاً من التقدم المتوقع نحو “بابنوسة”.

وتشير آخر المعلومات إلى أن القوات قامت بإنشاء قواعد عسكرية وغرف إدارة عمليات ومستشفيات ميدانية على حدود الدول المجاورة مثل تشاد وليبيا وجنوب السودان والصومال، حيث تجهز “لحرب طويلة الأمد”، كما أفاد بيان التنسيقية.

وأوضحت التنسيقية أن الهدف يكمن في “إعادة حصار مدينة الأبيض لعلم الدعم السريع التام بأهميتها الاستراتيجية في إدارة عمليات إقليم كردفان للزحف نحو دارفور”.

في سياق متصل، أشارت شبكة أطباء السودان عبر بيان نشرته على منصات التواصل الاجتماعي إلى أن أكثر من 4500 شخص فروا من محلية بارا باتجاه مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان، وسط ظروف إنسانية قاسية ونقص حاد في الغذاء والمياه والمأوى.

من جانبها، أشارت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا مارثا أما أكيا بوبي إلى تقارير عن “فظائع واسعة النطاق ارتكبتها قوات الدعم السريع في بارا في شمال كردفان، بعد سيطرتها على المدينة مؤخرا”.

الأمم المتحدة تندد بـ “فظائع ممنهجة”..

أكدت الأمم المتحدة أن دارفور تشهد “عمليات قتل جماعي واغتصاب وتهجير قسري” منذ سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.

وأعرب مجلس الأمن الدولي عن “قلقه العميق” إزاء التصعيد في السودان، فيما تحدث مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة عن “تقارير موثوقة عن عمليات إعدام جماعية”.

وأفاد المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سيف ماغانغو بتسلم تقارير ومقاطع فيديو وصور صادمة من قبل شهود عيان وناجين، تبرز “انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان”.

وتحدث ماغانغو عن “تقارير مقلقة عن عنف جنسي” في الفاشر، وأكد بالقول إن “25 امرأة على الأقل تعرضن للاغتصاب الجماعي عندما دخلت قوات الدعم السريع إلى ملجأ للنازحين قرب جامعة الفاشر”.

وأشارت التقارير إلى أن ميليشيا الدعم السريع “تستهدف قبائل غير عربية في دارفور” في ما قد يعتبر “تطهيراً عرقياً”، كما تشير إلى مقتل نحو ألفي شخص بغضون يومين فقط منذ اقتحام الدعم السريع للمدينة.

 بدورها أعربت منظمة أطباء بلا حدود عن مخاوفها من أن يكون “عدد كبير من الأشخاص” لا يزالون “معرّضين لخطر الموت المحدق”، ومن أن قوات الدعم السريع وحلفاءها “يمنعونهم من الوصول إلى مناطق أكثر أمانا”، كبلدة طويلة المجاورة التي استعدت فيها فرقها لاستيعاب أي تدفق هائل للنازحين والجرحى.

وأورد المسؤول عن عمليات الطوارئ في أطباء بلا حدود ميشال أوليفييه لاشاريتيه، أن “عدد من وصلوا إلى طويلة منخفض جدا”، وسأل “أين البقية الذين عاشوا المجاعة والعنف طوال أشهر في الفاشر؟”، ليضيف “استنادا إلى ما يرويه لنا المصابون، فإن الإجابة الأرجح وإن كانت مُرعبة، هي أنهم يُقتلون ويُحتجزون ويُطاردون عند محاولتهم الفرار”.

رفض دولي لتقسيم السودان..

وحذر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر من أن استمرار سيطرة الدعم السريع على الغرب “يهدد وحدة السودان” و”يفتح الباب لتقسيم فعلي بين شرق وغرب البلاد”.

فيما تحذر مصر ودول أخرى في أفريقيا من أن ما يجري في دارفور وكردفان ليس مجرد نزاع محلي، بل محاولة لتقسيم السودان عبر تحشيد مواز من قبل قوات الدعم السريع.

عائلات نازحة تلجأ إلى مدرسة بعد إجلائها من قبل الجيش السوداني في أم درمان، السودان، 23 مارس 2025 / أرشيف © أسوشييتد برس

وشدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على “رفض كامل لأي مخطط لتقسيم السودان”، داعياً إلى فرض “هدنة إنسانية فاعلة”.

وكانت اللجنة الرباعية الدولية شددت في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي على أن “الحل في السودان يجب أن يكون سياسياً موحداً يضمن بقاء الدولة وعدم تقسيمها”.

وتعود خلفية التنديد الدولي الرافضة لخيار التقسيم إلى تجربة انفصال جنوب السودان عام 2011، التي نتج عنها ولادة الدولة الأحدث في العالم، وسط ظروف ومصاعب استثنائية جعلت المحيط الإقليمي والدولي أكثر تحفظاً حيال سيناريوهات مشابهة.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة