دعا رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه ما وصفه بـ”الانتهاكات المروّعة” التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في عدد من مناطق البلاد، محذّرًا من استمرار الصمت الدولي إزاء ما يجري.
وفي خطاب متلفز، ناشد إدريس الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، إلى جانب المنظمات الدولية ذات الصلة، بالوفاء بـ”مسؤولياتها القانونية والأخلاقية”، واتخاذ مواقف واضحة تُدين وتُجرّم الفظائع المرتكبة، والعمل العاجل على وقفها وملاحقة مرتكبيها دون أي إبطاء.
وقال إدريس في كلمته: “إن التاريخ سيسجل من وقف مع الدم السوداني، كما سيتذكّر من اختار الصمت والخذلان”.
وجاءت تصريحات إدريس في أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وسط تقارير حقوقية تؤكد تنفيذ الميليشيا إعدامات جماعية وتصفية عرقية بحق مدنيين عزّل، وهي أفعال ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقًا لتقارير منظمات حقوق الإنسان.
كما أشار إدريس إلى تدهور الأوضاع في مدينة بارا بولاية شمال كردفان، التي تواجه ظروفًا إنسانية قاسية عقب استعادة قوات الدعم السريع السيطرة عليها، ما أدى إلى موجة نزوح واسعة وتفاقم حاد في الأوضاع المعيشية.
وأكد رئيس الوزراء أن “الشعب السوداني لن ينكسر ولن يستسلم، وسيبقى كما كان عبر تاريخه المجيد، شعب الحضارة والكرامة والإنسانية”، مشددًا على أن “دماء الشهداء لن تذهب سُدى”.
وفي هذا السياق، أعلن إدريس عن إطلاق تعبئة عامة تشمل جميع مؤسسات الدولة في الداخل والخارج، بما في ذلك البعثات الدبلوماسية السودانية، للتصدي لما وصفه بـ”العدوان الوحشي” الذي يستهدف الوطن وأهله.
وأوضح إدريس في بيان لاحق أن “الفظائع التي شهدتها مدينتا الفاشر وبارا تجاوزت كل الحدود الإنسانية”، داعيًا جميع السودانيين إلى توحيد الصفوف في مواجهة هذه الجرائم وحماية بلادهم من الانهيار.
وجاءت دعوة إدريس في وقت تتواصل فيه الإدانات الدولية للانتهاكات التي وثقتها الأمم المتحدة في مدينة الفاشر، والتي وصفتها بأنها “إعدامات ميدانية ومجازر جماعية ارتُكبت بحق المدنيين” عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
