الخرطوم – أعلنت وزارة الخارجية السودانية، يوم الثلاثاء 28 تشرين الأول/أكتوبر 2025، أنها أبلغت اثنين من كبار مسؤولي برنامج الغذاء العالمي (WFP) في السودان بأنهما “غير مرغوب فيهما”، ومنحتهما مهلة 72 ساعة لمغادرة البلاد.
وبحسب وكالة السودان للأنباء (سونا)، استدعت وزارة الخارجية مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي في السودان، لوران بوكيرا، وأبلغته بقرار الحكومة اعتباره شخصًا غير مرغوب فيه، إلى جانب مديرة قسم العمليات في البرنامج، سامانثا كاتراج، وأمهلتهما ثلاثة أيام لمغادرة الأراضي السودانية.
وفي بيانها، أكدت الوزارة “حرص حكومة السودان التام على التعاون مع جميع المنظمات الدولية العاملة في البلاد، وفقًا للقوانين والمعايير الدولية المعترف بها، بما يشمل احترام سيادة الدول”، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن القرار “لن يؤثر على استمرار التعاون القائم بين الحكومة وبرنامج الغذاء العالمي”.
عمليات المساعدات وسط الحرب
يواصل برنامج الغذاء العالمي جهوده لتوفير المساعدات الغذائية لملايين السودانيين الذين يواجهون مستويات خطيرة من الجوع وسط الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي تسببت في واحدة من أسوأ أزمات انعدام الأمن الغذائي في العالم، مع نزوح واسع النطاق ومجاعة في عدة مناطق.
وفي أغسطس/آب 2024، فتح البرنامج تحقيقًا داخليًا شمل اثنين من المسؤولين الكبار العاملين في السودان، على خلفية مزاعم تتعلق بالتلاعب وإخفاء معلومات عن المانحين بشأن قدرة البرنامج على إيصال المساعدات إلى المدنيين السودانيين. وتناولت التحقيقات أيضًا اتهامات بالتستر على دور محتمل للجيش السوداني في عرقلة وصول المساعدات الإنسانية خلال الأزمة المتفاقمة للجوع في البلاد.
ولم تكشف وزارة الخارجية السودانية عن أسباب صريحة لطرد مسؤولي البرنامج، غير أن الخطوة تأتي وسط توترات متزايدة بين السلطات السودانية والمنظمات الإغاثية الدولية العاملة في مناطق النزاع، في ظل اتهامات متبادلة بشأن قيود الوصول وتسييس العمل الإنساني.
