أعربت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون التنمية الدولية، جيني تشابمان، عن قلق حكومة المملكة المتحدة إزاء التقارير المتزايدة حول التقدم الميداني لقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، داعية إلى حماية المدنيين وضمان المرور الآمن وفقًا للقانون الإنساني الدولي.
وفي تصريح صحفي، شددت تشابمان على ضرورة أن تبذل قوات الدعم السريع وتحالف “تأسيس” أقصى الجهود للوفاء بالتزاماتهم الإنسانية، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب أي أعمال من شأنها تفاقم معاناة المدنيين أو عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية.
من جهتها قالت الخارجية المصرية إن الوزير بدر عبد العاطي أجرى اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية فرنسا والسعودية والسويد واليونان والأردن، تناولت الأوضاع الخطيرة في السودان، ولا سيما في مدينة الفاشر التي تشهد اضطرابات واسعة.
وأوضحت الوزارة أنه تم التأكيد على ضرورة دعم الجهود الإقليمية والدولية، لوقف إطلاق النار وتحقيق تسوية سياسية شاملة، في إطار نتائج اجتماع رباعية السودان الأخير في واشنطن، وأهمية البناء عليها لتنسيق المواقف ومضاعفة الجهود الإنسانية في المناطق المتضررة.
وزارة الخارجية الألمانية
بينما دعت وزارة الخارجية الألمانية قوات الدعم السريع إلى “الامتناع عن أي تصعيد إضافي في الفاشر، والالتزام الكامل بالقانون الدولي الإنساني”، مؤكدة أنه “يجب عدم تكرار الفظائع في الجنينة أو زمزم”.
وأضافت الوزارة في بيانها: “أي عنف إضافي سيُسبب المزيد من المعاناة الإنسانية ويزعزع استقرار المنطقة. حان الوقت للتحلي بالمسؤولية والعمل من أجل السلام.”
التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”
ندد التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” بـ”انتهاكات الدعم السريع الموجهة ضد المدنيين في مدينتي الفاشر وبارا والمناطق المحيطة بهما”، مشيراً إلى الاستهداف الممنهج للمدنيين الأبرياء الذين لا صلة لهم بالصراع بين الجيش والدعم السريع.
وقال التحالف إن استهداف المدنيين العزل بالقتل والتهجير، وقتل عشرات الأبرياء بدواعي اتهامات جزافية، يمثل جريمة كبرى وانتهاكاً جسيمًا لحق المدنيين في الحياة وللشرائع والقوانين الدولية، كما يشكل انتهاكًا صريحًا لاتفاقيات جنيف، ولا سيما الاتفاقية الرابعة لحماية المدنيين في وقت الحرب.
وأكد التحالف أن “المجازر التي ترتكب ضد المدنيين في دارفور وكردفان ومعاملتهم بطريقة وحشية ومهينة للكرامة الإنسانية تمثل جرائم حرب يجب أن تتوقف فورًا”، داعياً قيادة قوات الدعم السريع إلى ضبط منسوبيها والالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني.
حزب المؤتمر السوداني
وأعرب حزب المؤتمر السوداني عن “قلقه البالغ إزاء الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر، والتي تشهد تفاقمًا خطيرًا في ظل استمرار القتال وتزايد الانتهاكات ضد المدنيين العزل”.
وأشار الحزب إلى أن المدينة تواجه أوضاعًا مأساوية نتيجة الحصار وتصاعد المواجهات، مما أدى إلى صعوبات كبيرة في حركة المدنيين، وانقطاع الاتصالات، وتقييد وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان.
وحمل الحزب قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها المسؤولية الكاملة عن سلامة المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ودعاها إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وعدم عرقلة تحركات المدنيين أو منعهم من الوصول إلى مناطق آمنة.
وطالب الحزب الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والمنظمات الإنسانية الدولية بـ”تكثيف جهودها العاجلة لفتح ممرات إنسانية آمنة، وتأمين خروج المدنيين، وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين داخل المدينة والمناطق المحيطة بها”.
ونوه حزب المؤتمر السوداني إلى أن استمرار الحرب “لا يخدم سوى مشروع الخراب والانقسام”، ودعا القوى الوطنية إلى توحيد جهودها لوقف إطلاق النار والانخراط في مسار سياسي يعيد الأمن والوحدة للبلاد ويخفف معاناة الشعب السوداني.
أكدت الوزارة أن مدينة الفاشر تعيش أسوأ كارثة إنسانية في العالم نتيجة هذه المجازر والتصفيات الجسدية ضمن مشروع التطهير العرقي الذي تمارسه قوات حميدتي لإبادة بعض المكونات الاجتماعية ولتفكيك السودان
وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بإقليم دارفور
أعلنت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أن قوات الدعم السريع قامت منذ أول أمس السبت بأعمال انتقامية واسعة النطاق بحق المدنيين في مدينة الفاشر والفارين منها، ارتكبت خلالها مجازر بشعة وتصفيات جسدية وتطهير عرقي وقتل ممنهج طال الرجال والنساء والأطفال وكبار السن، وأسفرت عن آلاف القتلى، كما شملت أعمال الاغتصاب والسلب والنهب لممتلكات المواطنين.
وأكدت الوزارة أن مدينة الفاشر تعيش أسوأ كارثة إنسانية في العالم نتيجة هذه المجازر والتصفيات الجسدية ضمن مشروع التطهير العرقي الذي تمارسه قوات حميدتي لإبادة بعض المكونات الاجتماعية ولتفكيك السودان، بحسب البيان.
ودانت الوزارة بأشد العبارات ما قامت به الدعم السريع من جرائم حرب ممنهجة ضد المدنيين العزل، مستنكرة صمت المجتمع الدولي والإقليمي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمات حقوق الإنسان، الذي قالت إنه أتاح لهذه القوات الاستمرار في ارتكاب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي دون محاسبة.
وحذرت الوزارة من أن الأوضاع الإنسانية في الفاشر كارثية وفي غاية الخطورة، مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك “العاجل لإنقاذ حياة المدنيين، ومضاعفة الجهود الإنسانية لإغاثة المتضررين والنازحين، وتوفير حماية للمدنيين والفارين من “جحيم المليشيا.
وتُظهر هذه البيانات مجتمعة إجماعًا محليًا ودوليًا متزايدًا على إدانة ما يجري في الفاشر وبارا، ودعوات متكررة لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين وفتح الممرات الإنسانية الآمنة.
ويعكس هذا الموقف حجم القلق الدولي من تفاقم الكارثة الإنسانية في دارفور، إلى جانب ضغط داخلي متنامٍ يطالب بوقف الحرب ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات.
اليراع +مواقع محلية +ووكالات
