الخرطوم ـ تصدّت دفاعات الجيش السوداني، أمس الجمعة، لهجومين بطائرات مسيرة على العاصمة الخرطوم ومدينة الفاشر في دارفور، في وقت نفى فيه مجلس السيادة وجود مفاوضات مع «الدعم السريع» في واشنطن.
وأفاد شهود عيان لـ «الأناضول» بأن عددا من الطائرات المسيرة هاجمت فجر أمس الجمعة مناطق شرق مدينة الخرطوم. وذكر الشهود بأن صوت المضادات الأرضية والانفجارات سمع بقوة في أحياء شرق الخرطوم، حيث يوجد مطار الخرطوم الدولي.
وتأتي الهجمات بعد إعلان السلطات الأربعاء استئناف تشغيل مطار العاصمة للمرة الأولى منذ اندلاع القتال في أبريل/نيسان 2023.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، تصدت دفاعات الجيش السوداني لطائرات مسيرة استهدفت الخرطوم، دون حديث عن وقوع خسائر بشرية.
كذلك أعلنت شركة كهرباء السودان أن محطة سنجة التحويلية في ولاية سنار، الواقعة جنوب شرق البلاد، تعرضت لهجوم بواسطة طائرات مسيرة، ما قد يؤدي إلى تعطيل خدمات الكهرباء في المنطقة.
وقالت إن الفرق الفنية تعمل حاليًا على تقييم حجم الأضرار الناتجة عن الهجوم وإجراء الإصلاحات اللازمة لإعادة الخدمة في أسرع وقت ممكن.
وفي سياق متصل، قال الجيش السوداني إنه تصدى لهجوم واسع شنّته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، موضحًا أن العملية تمت «تحت غطاء كثيف من القصف المدفعي والمسيرات الاستطلاعية والانتحارية».
وأضاف أن الهجوم نُفذ من خمسة محاور، مؤكدًا أنه تمكن من «صد العدوان وإلحاق خسائر كبيرة بالمهاجمين».
وفي تطور ميداني آخر، تعرضت مدينة الدمازين في ولاية النيل الأزرق، فجر الجمعة، لهجمات جديدة بطائرات مُسيّرة، مما تسبب في موجة نزوح واسعة من قرى غرب خزان الروصيرص نحو المناطق الأكثر أمنًا.
وقالت مصادر محلية إن الهجمات استهدفت محطة الكهرباء التحويلية وخزان الروصيرص، ما أدى إلى انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن مدينة الدمازين والمناطق المحيطة بها.
كما أدت الضربات إلى تدمير جزئي للمحطة التحويلية غرب الخزان، في وقت تواجه فيه المنطقة أزمة مياه حادة نتيجة توقف محطات الضخ بسبب انقطاع الكهرباء.
ويوم الخميس، أصدرت الخلية الأمنية المشتركة في إقليم النيل الأزرق بيانًا حذرت فيه المواطنين من تصوير أو نشر أي معلومات تتعلق بالمواقع العسكرية أو الدفاعات الجوية، مشيرة إلى أن القوات المسلحة، ممثلة في الفرقة الرابعة مشاة، تواصل التصدي للهجمات التي تنفذها «الميليشيا المتمردة» باستخدام طائرات مسيّرة تستهدف منشآت عامة ومواقع حيوية داخل الإقليم.
وأدان حاكم إقليم النيل الأزرق، أحمد العمدة بادي، استهداف الأهداف المدنية، واصفًا ذلك بأنه «انتهاك صارخ للقوانين الإنسانية الدولية».
«القدس العربي» \ اليراع