32.1 C
Khartoum

دقّات دقيقة لـ”بيغ بن” البريطانية مع عودة عقارب الساعة إلى الوراء

Published:

لندن (أ ف ب) عرض اليراع- – يستعد صانع الساعات البريطاني إيان ويستويرث هذا الأسبوع لموجة من التساؤلات والقلق من سكان لندن الذين قد يظنون أن الساعة الأشهر في المملكة المتحدة، «بيغ بن»، قد تعطلت.
فالساعة التي تعلو البرلمان البريطاني والعاصمة لندن، ستتوقف مؤقتًا لإجراء التعديل الموسمي الخاص بالتحول إلى التوقيت الشتوي، وهي واحدة من مناسبتين فقط في العام يُسمح خلالها للساعة بالتوقف.

ويُنفَّذ هذا التغيير في الساعة الثانية فجر الأحد (0100 بتوقيت غرينتش)، حين تُعاد عقارب الساعة في أنحاء المملكة المتحدة إلى الوراء ساعة واحدة، إيذانًا بانتهاء التوقيت الصيفي البريطاني وبدء توقيت غرينتش القياسي.

وقال ويستويرث، البالغ من العمر 63 عامًا ويعمل منذ أكثر من عقدين في قسم الساعات داخل قصر وستمنستر: “نصعد إلى هنا ونوقف الساعة الكبرى – نعم نوقفها فعلاً”.

ومثل معظم الدول الأوروبية، ستعود بريطانيا إلى “التوقيت الشتوي” الأحد، رغم الدعوات المتكررة لإلغاء تغيير التوقيت الموسمي، وآخرها جاء من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز هذا الأسبوع.

«الساعة الكبرى» في برج إليزابيث

تحمل الساعة الشهيرة رسميًا اسم «الساعة الكبرى في ويستمنستر»، غير أن البرج والمبنى بأكمله يُعرفان لدى العامة باسم «بيغ بن»، وهو في الأصل اسم الجرس الأكبر بين الأجراس الأربعة الموجودة داخل برج إليزابيث.
ويُعتقد أن الاسم مستمد من المهندس البريطاني بنجامين هول الذي أشرف على تركيب الجرس في القرن التاسع عشر.

وأوضح ويستويرث أن عملية إعادة ضبط الساعة تبدأ عادة في السادسة مساء السبت، وتشمل إيقاف رنين الأجراس وإطفاء الأنوار المحيطة بميناء الساعة حتى لا يرى المارة وقتًا غير دقيق.
وبينما تتوقف الساعة، يجري الفريق المكوّن من أربعة أشخاص فحصًا وصيانة كاملة تشمل هذا العام البحث عن مصدر “صرير مسموع” يُسمع قبل ربع الساعة. وقال ويستويرث: “نفكّ الساعة وننظفها ثم نعيد تركيبها مجددًا، وبعدها نضبطها على منتصف الليل الجديد”.

صيانة دقيقة ورحلة صعود قديمة

قال ويستويرث: «نصعد إلى هنا ونوقف الساعة الكبرى – نعم نوقفها فعلاً» © جوستين تاليس / أ ف ب

وأضاف ويستويرث: “لا نُشغّل الأضواء أو الأجراس أثناء العمل، لكننا نعيد الساعة للدوران بين الثانية عشرة والثانية فجرًا لضبط الوقت بدقة”.
وعند تمام الثانية فجرًا، تُعاد الأضواء والأجراس للعمل كالمعتاد.

وأوضح مبتسمًا: “في صباح الاثنين بعد تعديل الوقت، نتلقى الكثير من الرسائل من أشخاص يقولون إن ساعتكم لا تعمل أو إنهم فاتوا قطاراتهم بسببنا”.

يُجري الفريق فحص الساعة وشد زنبركاتها ثلاث مرات أسبوعيًا. وتُصنع عقارب الدقائق من صفائح النحاس، أما عقارب الساعات فمن معدن المدفع. ويعتني فريق ويستويرث بنحو ألفي ساعة داخل حرم البرلمان البريطاني، من بينها نحو 400 ساعة تحتاج إلى تدوير أسبوعي.

كان الوصول إلى قمة الساعة في الماضي يتطلب ارتداء خوذة عازلة للصوت وتسلق 334 درجة إلى ارتفاع يبلغ 96 مترًا. لكن بعد انتهاء أعمال الترميم الكبرى في نهاية عام 2022، أُضيف مصعد خدمي غيّر حياة الفريق تمامًا.
وقال ويستويرث: “لقد غيّر المصعد حياتنا حقًا. في السابق، إذا نسينا أداة في الأسفل، كان علينا النزول ثم الصعود مجددًا – كانت مهمة متعبة جدًا.”

إرث متجدد بعد أكثر من قرن ونصف

تُفحَص الساعة وتُشَدّ زنبركاتها ثلاث مرات في الأسبوع © جوستين تاليس / أ ف ب

إلى جانب المصعد، أُضيفت إنارة جديدة بتقنية LED لإضاءة البرج، لكن الساعة نفسها – التي يعود تاريخها إلى عام 1859 – ما تزال محافظة على هيئتها الأصلية.
قبل الترميم الأخير، كان الفريق يستخدم الهواتف المحمولة للمقارنة وضبط دقة التوقيت.

ورغم تسارع إيقاع التكنولوجيا في القرن الحادي والعشرين، يبقى ويستويرث واثقًا من مستقبل «بيغ بن».
وقال: “ما دام هناك فريق جيد يدير عملها، يمكننا إبقاء هذه الساعة تعمل لمئةٍ وستين عامًا أخرى.”

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة