32.1 C
Khartoum

تقرير: نحو ثلثي أطفال جنوب السودان يعملون في ظروف استغلالية قاسية

Published:

أظهر تقرير حكومي جديد، نُشر بالتعاون مع منظمة «أنقذوا الأطفال»، أن ما يقرب من ثلثي أطفال جنوب السودان منخرطون في أسوأ أشكال عمالة الأطفال، حيث تصل النسبة في بعض أكثر المناطق تضرّرًا إلى نحو 90 في المئة.

وشملت الدراسة الوطنية لعمالة الأطفال، التي أُعلنت نتائجها يوم الجمعة، استبيان أكثر من 418 أسرة في سبع ولايات، وكشفت أن 64 في المئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عامًا عالقون في أعمال قسرية تشمل الاستغلال الجنسي والسرقة والمشاركة في النزاعات المسلحة.

وأشار التقرير إلى أن الأزمة تتجاوز حدود الفقر وحده، إذ تفاقمت بفعل الفيضانات المتكررة وانتشار الأمراض والنزاعات التي شرّدت آلاف العائلات ودفعت بالملايين إلى حافة الجوع.

في منطقة كابويتا الجنوبية قرب الحدود الأوغندية، قال التقرير إن تسعة من كل عشرة أطفال يعملون في التعدين والرعي والزراعة بدلاً من الذهاب إلى المدرسة.
وسجل إقليم يامبيو في الجنوب الغربي نسبًا مقلقة مماثلة، حيث أدت النزاعات المحلية وزواج القاصرات إلى زيادة عمالة الأطفال.

وأظهرت الدراسة أن الأطفال غالبًا ما يبدأون بأعمال بسيطة قبل أن يُزجّ بهم في مهام أكثر خطورة واستغلالًا. كما أبلغ نحو 10 في المئة من الأسر عن انخراط أطفالهم في مجموعات مسلحة، خصوصًا في مناطق أكوبو وبنتيو وكابويتا الجنوبية.

استغلال يختلف حسب الجنس

وأوضح التقرير أن طبيعة الاستغلال تختلف بين الذكور والإناث؛ إذ يُرجح أن يعمل الأولاد في مهن خطرة أو ضمن جماعات مسلّحة، بينما تتعرض الفتيات على نحو أكبر للزواج القسري وخدمة المنازل والانتهاكات الجنسية.

«أزمة تتجاوز الفقر»

وبيّنت الدراسة أن معرفة القانون لا تردع بالضرورة استغلال الأطفال.
فقد أظهر المسح أن 70 في المئة من الأطفال العاملين في ظروف خطرة أو مخالفة للقانون ينتمون إلى أسر يعرف فيها الكبار حقوق الطفل، فيما يجهل ثلثا الأطفال وجود أي مساعدات متاحة لهم.

وقال كريس نياماندي، مدير منظمة أنقذوا الأطفال في جنوب السودان:
“عندما يعمل ما يقرب من ثلثي أطفال البلاد – بل جميعهم تقريبًا في بعض المناطق – فهذا يعني أننا أمام أزمة تتجاوز الفقر.”

وأشار التقرير إلى أن نسبة عمالة الأطفال في جنوب السودان تتجاوز بكثير المعدلات الإقليمية؛ إذ تبلغ في شرق إفريقيا نحو 30 في المئة، وفق بيانات منظمة العمل الدولية واليونيسف، بينما تصل في جنوب السودان إلى أكثر من ضعف هذه النسبة.

وأضاف نياماندي أن التعليم يبقى الوسيلة الأنجع للحماية، موضحًا أن الأطفال الملتحقين بالمدارس هم الأقل عرضة للاستغلال.

الحكومة تتعهد بالتحرك

واعترفت الحكومة بحجم الأزمة خلال تدشين التقرير في جوبا، حيث قال دينغ تونق، وكيل وزارة العمل، إن السلطات ستعتمد على نتائج الدراسة “كأساس حاسم لوضع خطة عمل لمعالجة الظاهرة”.

ويأتي التقرير في وقت تأثّر فيه نحو مليون شخص بالفيضانات الشديدة التي اجتاحت مناطق عدة في جنوب السودان، ما أدى إلى نزوح 335 ألف شخص وتضرر أو غمر أكثر من 140 مرفقًا صحيًا بالمياه.

وتواجه البلاد كذلك تفشيًا متزايدًا للملاريا مع تسجيل أكثر من 104 آلاف إصابة خلال الأسبوع الماضي، فيما يعاني 7.7 ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بحسب الأمم المتحدة.

وتتزامن هذه الأزمات مع تصاعد المخاوف من تجدد الحرب الأهلية، بعد أن أصبح اتفاق السلام الهش الموقع عام 2018 بين الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار على حافة الانهيار، في ظل اندلاع اشتباكات مسلحة هي الأوسع منذ عام 2017، وفق تقارير أممية.

وكان مشار قد أُوقف في مارس الماضي ووجّهت إليه في سبتمبر تهم الخيانة والقتل وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهو ما نفاه بالكامل.
وقد فرّ نحو 300 ألف شخص من البلاد هذا العام مع تصاعد أعمال العنف.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة